موهبة عالية مع مجـــهود بسيط لا تكفي «بالوتيلي العرب»
شيكابالا وماريو بالوتيلي، كلاهما أنهيا مسيرتيهما في الوصل ومانشستر سيتي، على التوالي هذا الأسبوع، كلاهما موهوبان ومثيران للجدل. والأكثر إثارة أنهما يتشابهان حتى في الشكل، لكن الصفة المشتركة الأوضح بينهما، أنهما لا يقدّران الموهبة التي يمتلكانها، ولا يبدو أنهما يحافظان عليها من أجل تنميتها وتطويرها، بل كل خطوة يتخذانها، تكون إلى الخلف.
وجاء محمود عبدالرازق المعروف بشيكابالا إلى استاد زعبيل في أغسطس الماضي، أي قبل نحو ستة أشهر، وكانت الآمال والتوقعات كبيرة، وبالفعل ما كان يقدمه على أرضية الملعب كان أمراً مذهلاً، إذ كان ساحراً كروياً بمعنى الكلمة، كان يتلاعب بالخصوم بكل مرونة، سريعاً، ذكياً، لقد كان من نوعية اللاعبين الذين لن تمانع في أن تدفع مبلغاً كبيراً فقط من أجل متابعتهم في الملعب.
«شي.. شي.. شيكابالا.. شي.. شي.. شيكابالا»، هذه الأهزوجة كنت تسمعها من جماهير الوصل في كل مباراة يشارك فيها شيكابالا، فموهبته كانت استثنائية بالفعل، وهي السبب وراء شعبيته الضخمة لدى جماهير الوصل، لكن محصلته النهائية كانت 16 مباراة وأربعة أهداف، وإنهاء عقده بعد مضي نصف موسم فقط، ما يعني عودته إلى عاداته القديمة.
وشيكابالا من نوعية اللاعبين الذين يعشقهم الإعلام، فهو موهوب جداً ومثير للجدل، تماماً مثل الإيطالي ماريو بالوتيلي، لكن السؤال المهم هو، متى سيقدر هذان الاثنان الموهبة التي يمتلكانها؟ إلى متى سيستمران بسلوكيات غير احترافية، مشكلات مع المدربين، وعدم انضباط والتزام؟
إن كان شيكابالا مصاباً بالفعل، وكان ذلك سبب غيابه عن النادي وبقائه في مصر، فكان عليه أن يتصل بإدارة النادي ليخبرهم بذلك، وليس تجاهلهم، وبعثرة أوراق مدرب الفريق الفرنسي جي لاكومب، الذي أكد أنه «غير مسؤول عن حضور شيكابالا»، فمن الواضح أن لاكومب ضاق ذرعاً بسلوك اللاعب، وهو ما دفعه إلى الإدلاء بتصريح من هذا القبيل.
وبات واضحاً أن الموهبة وحدها لا تكفي من أجل الاستمرارية في النجاح وإقناع المشجعين، فالكثير من المجهود مع قليل من الموهبة أحياناً أفضل من الكثير من الموهبة لكن من دون مجهود، وعليك أن تتصور فقط نتيجة وجود موهبة عظيمة مع مجهود كثيف، وهذا ما ينطبق على النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي. وما يثير الدهشة هو عدد الأمور المتشابهة بين شيكابالا وبالوتيلي، فإلى جانب مغادرة فريقيهما هذا الأسبوع، فإن بالوتيلي ظهر في 20 مباراة لمانشستر سيتي، منها 14 في الدوري هذا الموسم، وسجل ثلاثة أهداف، فيما ظهر شيكابالا في 16 مباراة وسجل أربعة أهداف، والفارق في الطول بينهما سنتيمتران فقط، ومدرباهما السابقان، روبرتو مانشيني وجي لاكومب عبرا عن استيائهما منهما قبل مغادرتهما أخيراً. وكان شيكابالا قد تشاجر مع حسن شحاتة، حينما كان مع الزمالك، وبالوتيلي مع مانشيني حينما كان في سيتي. وشيكابالا أظهر على قميصه الداخلي بعد تسجيله هدفاً في مرمى كلباء هذا الموسم عبارة «إلا رسول الله» لجذب الأنظار، فيما أظهر بالوتيلي على قميصه الداخلي بعد تسجيله هدفاً في مرمى مان يونايتد قبل عامين عبارة «لماذا دائماً أنا؟» لجذب الأنظار أيضاً. ويتجنب اللاعبان التصريحات الإعلامية، وما يكتبه الإعلام عنهما أكثر من تصريحاتهما، وأثارا معاً جدلاً في شهر واحد، وهو أكتوبر الماضي، حينما حضر الأول حفلة المغني المصري تامر حسني، فيما حضر الثاني حفلة المغنية الأميركية نيكي مينج.