الخيبة تظهر على ميسي بعد الهزيمة المذلة من ميلان. أ.ف.ب

بيكيه: لعبنا مباراة سيئة.. والتحكيم لا يُسأل عن الهزيمة

اعترف مدافع نادي برشلونة الإسباني، جيرارد بيكيه، بأن فريقه قدم مباراة سيئة، ولم يتمكن برشلونة، الذي يسعى لإحراز لقبه الرابع بدوري الأبطال منذ عام ‬2006، من كسر شوكة مضيفه الإيطالي الحائز لقب بطل أوروبا سبع مرات، أمس، ليتعرض لهزيمته الثانية في المسابقة هذا الموسم.

وقال بيكيه بعد المباراة: «إنها نتيجة سيئة حقاً بالنسبة لنا».

وأضاف: «لعبنا مباراة سيئة ولا يوجد لدينا أي أعذار، ليس التحكيم وليست الأرضية، عندما سجلوا هدفهم الأول فقدنا السيطرة، يصعب اللعب حقاً في هذا الملعب، خصوصاً أن ميلان فريق يتمتع بتاريخ كبير»، وتابع اللاعب الإسباني: «لا شك في أننا سنحاول الفوز بمباراة العودة، لكن علينا أن نحسّن مستوانا وأن نتعلم من مباراة الليلة، سنسعى لتقديم الرد في واحدة من تلك الليالي الساحرة بملعب (كامب نو)». وتذوق برشلونة الإسباني مرارة الواقعية الإيطالية بعد ان سقط امام مضيفه ميلان صفر-‬2 أول من أمس، على ملعب «سان سيرو» في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم. وأصبح برشلونة مهدداً بالغياب عن الدور ربع النهائي للمرة الأولى في المواسم الستة الأخيرة بعد أن نجح ميلان في تطبيق واقعية الكرة الإيطالية بأفضل طريقة ممكنة وبالأقدام الغانية لأن هدفي اللقاء سجلهما كيفن برينس بواتنغ (‬58) وسولي مونتاري (‬81). ويبدو أن مشوار برشلونة سينتهي عند هذا الدور لأنه بحاجة إلى الفوز بفارق ثلاثة أهداف خلال لقاء الذهاب المقرر في ‬12 الشهر المقبل على ملعبه «كامب نو»، إذا ما أراد مواصلة مسعاه لاستعادة اللقب بعد أن تنازل عنه الموسم الماضي لمصلحة تشلسي الانجليزي والانضمام الى مواطن الأخير ليفربول في المركز الثالث من حيث الفِرق الأكثر فوزاً باللقب (خمس مرات).

واعتقد الجميع ان الطريق ستكون ممهدة أمام برشلونة الذي خاض الموسم الماضي غمار دور الأربعة للمرة الخامسة على التوالي، وعادل الإنجاز القياسي المسجل باسم غريمه ريال مدريد بين ‬1956 و‬1960، قبل ان يخرج على يد تشلسي، من اجل تأكيد تفوقه التام على «روسونيري» في الأدوار الإقصائية المكونة من مباراتي ذهاب وإياب، إذ سبق له أن تأهل على حساب الفريق الإيطالي، بطل المسابقة سبع مرات، في المواجهات الأربع السابقة بينهما في موسم ‬1959-‬1960 (‬5-‬1 و‬2-صفر في الدور الأول) و‬2005-‬2006 (‬1-صفر وصفر-صفر في نصف النهائي)، اضافة الى ربع نهائي الموسم الماضي الذي تواجه فيه الفريقان أربع مرات بعد أن أوقعتهما القرعة في المجموعة ذاتها (تعادلا ‬2-‬2 ذهاباً في برشلونة وفاز الفريق الإسباني إياباً في ميلانو ‬3-‬2).

لكن الفريق الإيطالي نجح من فرصتين نادرتين في توجيه ضربة قاسية إلى النادي الكاتالوني الذي سيطر على اللقاء ميدانياً، لكنه عجز عن فك شيفرة الدفاع الإيطالي ولم يهدد مرمى الحارس كريستيان ابياتي. وكانت مباراة اليوم الـ‬16 بينهما على الصعيد القاري، وقد مني برشلونة الذي لم يذق طعم الهزيمة سوى مرتين في مبارياته الـ‬24 السابقة (الموسم الماضي امام سلتيك الأسكتلندي في الدور الأول وامام تشلسي الانجليزي في نصف النهائي)، بهزيمته الخامسة مقابل ستة انتصارات وخمسة تعادلات.

وتبقى مواجهة ‬1994 الأبرز حين توج الفريق الإيطالي باللقب بعد فوزه، خلافاً لجميع التوقعات، برباعية نظيفة في العاصمة اليونانية اثينا، علماً بأنه تفوق على منافسه ايضا في مسابقة الكأس السوبر الأوروبية عام ‬1989 بالفوز عليه ‬1-صفر في ميلانو قبل ان يتعادلا إياباً في برشلونة ‬1-‬1. وخاض ميلان، الفريق الذي كان صاحب اقل عدد من النقاط (‬8) في الدور الأول من بين الفرق الموجودة في ثمن النهائي، اللقاء بغياب البرازيلي روبينيو ودانييلي بونيرا والهولندي نايجل دي يونغ للإصابة وماريو بالوتيلي بسبب مشاركته مع فريقه السابق مانشستر سيتي الانجليزي في المسابقة هذا الموسم، فيما شارك ثنائي الهجوم جامباولو باتزيني وستيفان العشراوي بعد ان كان الشك يحوم حولهما بسبب اصابة الأول في ركبته والثاني في العضلة الخلفية العليا لفخذه.

أما من ناحية برشلونة، الذي يشرف عليه جوري رورا، في ظل استمرار غياب مدربه تيتو فيلانوفا، لمواصلته العلاج في نيويورك بعد استئصال ورم متجدد في الغدة اللعابية، فعاد اليه لاعب وسطه تشافي هرنانديز بعد تعافيه من اصابة في العضلة الخلفية العليا لفخذه، فيما غاب البرازيلي، ادريانو، ودافيد فيا، بسبب اصابة الأول وخضوع الثاني لعملية جراحية من اجل ازالة حصى في كليته.

وكانت الأفضلية الميدانية في بداية اللقاء لمصلحة برشلونة لكن الفرصة الأولى كانت لصاحب الأرض عبر الشعراوي، لكن الأخير أخطأ في السيطرة على الكرة داخل المنطقة، فطالت عليه ما سمح للقائد كارليس بويول باعتراضها (‬14)، ثم اتبعها بواتنغ بفرصة اخرى بعد ثوانٍ من كرة رأسية مرت بعيدة عن مرمى الحارس فيكتور فالديس (‬15).

ثم غابت الفرص الخطيرة حتى صافرة نهاية الشوط الأول الذي قدم خلاله الفريقان اداء متوسطاً مع افضلية ميدانية واضحة للنادي الكاتالوني، من دون اي تهديد فعلي لمرمى الحارس كريستيان ابياتي. ولم يتغير الوضع في بداية الشوط الثاني حتى تمكن ميلان من فرصة نادرة من افتتاح التسجيل عبر بواتنغ، الذي وصلته الكرة بعد معمعمة عند حدود المنطقة، فأطلقها أرضية بعيدة عن متناول فالديس (‬58)، وسط اعتراض من لاعبي برشلونة بعد أن لمس الكولومبي كريستيان أباتا الكرة بيده قبل أن تصل الى زميله الغاني، لكن الحكم الأسكتلندي كريغ تومسون لم يتنبه لذلك.

وأصبح بواتنغ رابع لاعب من ميلان يسجل هدفين في مرمى برشلونة في دوري الأبطال، بعد ديميتري البرتيني ودانييلي ماسارو والأوكراني اندري شفتشنكو. ووسط عجز برشلونة عن فرض اسلوب لعبه السلس على مضيفه، تمكن رجال المدرب ماسيميليانو اليغري بالواقعية الإيطالية من مفاجأة «بلاوغرانا» بهدف ثانٍ في الدقيقة ‬81 عبر مونتاري الذي وصلته الكرة وهو قريب من مرمى فالديس بتمريرة من الشعراوي بعد عرضية من الفرنسي البديل مباي نيانغ، فأطلقها في الشباك الكاتالونية.

 

الأكثر مشاركة