رد دين رباعية «نوكامب» قبل 4 سنوات
برشلونة «يطلّق» الــكـرة الجميلة بقرار بافاري
يعُد كثير من مشجعي بايرن ميونيخ الألماني أن الفوز برباعية أمام برشلونة في نصف نهائي أبطال أوروبا بمثابة «الحلم الذي بات حقيقة»، إذ لم يدر في خلدهم يوما أن فريقهم قادر على محو عار الهزيمة الرباعية التي تلقاها على يد برشلونة الإسباني في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا موسم 2008/2009، خصوصا في هذا العصر الذي يشهد السطوة الإسبانية على الكرة عالمياً وأوروبياً، بفضل نخبة كبيرة من لاعبي برشلونة بالذات الذين ارتبطت أسماؤهم بالكرة الجميلة التي بدأ في عزفها نجوم كتالونيا قبل خمس سنوات مضت، تحت قيادة المدرب الشاب الطموح غوارديولا، الذي قاد ثورة كروية جديدة في عالم كرة القدم، كان شعارها كيف تصل لشباك المنافس بأجمل كرة قدم ممكنة، تبرز مهارات النجوم الذين خرجوا من رحم النادي الكتالوني، وأبهروا العالم في السنين الماضية، ووضعوا بلدهم وناديهم على قمة الهرم الكروي العالمي، ولايزالون.
لكن ولأنهم الألمان فلم ينس نجوم البايرن الهزيمة الرباعية التاريخية أمام برشلونة قبل أربع سنوات التي أطاحت بهم خارج دوري الأبطال الأوروبي، وأعدوا العدة للثأر من الفريق الكاتالوني، وترقبوا اللحظة التي يفجرون فيها بركان غضبهم، لاسيما أنهم نجحوا في إقصاء الغريم التقليدي والقطب الإسباني الآخر ريال مدريد من دوري الأبطال الموسم الماضي، رغم أنهم خسروا اللقب أمام تشيلسي الإنجليزي.
وعلى ملعبهم في «أليانز أرينا» انقض نجوم البايرن، بقيادة موللر وجوميز وشفانيشتايجر وروبين وربيري ،على نجوم برشلونة، مستغلين الحالة البدنية السيئة لهم، وإصابة القائد الملهم ليونيل ميسي، الغائب الحاضر عن المباراة، والحالة السيئة للدفاع الكتالوني في غياب بويول وماسكيرانو وأدريانو، إضافة إلى التألق غير العادي للاعبي بايرن ميونيخ هذا الموسم على الصعيدين المحلي والأوروبي، وأمطروا شباك برشلونة بالهدف تلو الآخر حتى وصلوا إلى الرقم 4 الذي يؤكد رغبتهم في الثأر لرباعية 2008/2009، بل كاد الألمان يزيدون غلتهم لولا تألق حارس برشلونة المغلوب على أمره فالديز.
لكن هل تعني هذه الخسارة التاريخية لبرشلونة التي لم يتعرض لها منذ سنوات بعيدة جداً أن الفريق أنهى ارتباطه بالكرة الجميلة التي بدأها في عصر غوارديولا وتعلقت بها قلوب الملايين في شتى أنحاء العالم وأعلن طلاقه منها مودعاً حقبة كروية هي الأروع في تاريخ الساحرة المستديرة، وهل شهد فريق بايرن ميونيخ على طلاق برشلونة والكرة الجميلة، وهل انتهى بالفعل عصر برشلونة بعد اقترابه من وداع دوري الأبطال للمرة الثانية على التوالي، في مشهد كان مفاجئا لأنصاره ومحبيه قبل أن يكون مفاجئا لمنافسيه.
كل المؤشرات تؤكد أن برشلونة فقد شخصيته المميزة، وبدأت الأضواء تنحسر عن نجومه، لاسيما بعد رحيل غوارديولا، ومرض فيلانوفا وابتعاده عن الفريق أشهراً عدة، قبل أن يعود إليه مجدداً، والعزاء كل العزاء لأنصار برشلونة، وعشاق الكرة الجميلة ونحن منهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news