خسر ‬4 نهائيات في تاريخ مشاركاته بدوري الأبطال

البافاري يخشى تكرار «كابوس تشلسي»

الحزن والإحباط يخيّمان على لاعبي البايرن بعد الخسارة من تشلسي ‬2012. رويترز

يدخل بايرن ميونيخ الألماني إلى موقعة السبت ضد غريمه المحلي في نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا، الذي يحتضنه ملعب ويمبلي في لندن، وسط تخوف جمهوره من تكرار سيناريو ‬2012، حينما كان النادي البافاري قريبا من الثلاثية قبل ان يخرج في نهاية المطاف خالي الوفاض بعد كابوس مزعج من مهاجم تشلسي العاجي ديديه دروغبا، الذي سجل هدف التعادل القاتل لفريقه أمام البايرن في نهائي العام الماضي، ثم أهداهم اللقب بهدف في ركلات الترجيح.

واكتفى بايرن الموسم الماضي باحتلال المركز الثاني في الدوري المحلي بفارق ثماني نقاط عن بوروسيا دورتموند، ثم خسر نهائي الكأس أمام الأخير بالذات، ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث خسر أمام تشلسي الانجليزي بركلات الترجيح (‬1-‬1 في الوقتين الإصلي والإضافي)، على ملعبه أليانز أرينا، وذلك بعدما تخلص في طريقه إلى هذه المباراة من عقبة بال السويسري ومرسيليا الفرنسي، والعملاق ريال مدريد الاسباني. وكان بايرن في طريقه لإحراز اللقب على حساب النادي اللندني، بعد ان تقدم عليه في الدقيقة ‬83 بهدف من توماس مولر، لكن العاجي ديدييه دروغبا نجح، في مباراته الاخيرة مع الـ«بلوز»، في ادراك التعادل في الدقيقة ‬88 من الركلة الركنية الوحيدة التي حصل عليها فريقه في هذه المباراة وجر الفريقين الى التمديد، ثم كان صاحب ركلة الترجيح التي حملت فريقه الى لقبه الاول في المسابقة.

العمل المنظم سرّ تفوق الألمان

كرس تأهل بايرن ميونيخ وبورويسا دورتموند لنهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم المقرر السبت المقبل على ملعب ويمبلي في لندن، الصعود الصاروخي لأندية البوندسليغا، والمبني على خيارات رياضية، اقتصادية وتنظيمية. وأصبح بايرن ميونيخ، بعد تأهله للنهائي ثلاث مرات في أربع سنوات، قوة ضاربة في قارة اوروبا خلال العقد الثاني من الالفية الثالثة، ولو انه خسر في اخر مباراتين حاسمتين امام انتر ميلان الايطالي في ‬2010، وتشلسي الانجليزي في ‬2012. لكن على الملعب المهيب في عاصمة الضباب، ستجلب الكرة الألمانية لقبها السابع في المسابقة الأولى والأول منذ ‬12 عاما، إذ يلتقي فريقان من المانيا لاول مرة في النهائي. وأصبحت البوندسليغا مع معدل ثلاثة أهداف في المباراة، من اكثر البطولات الاستعراضية في اوروبا، واللعب الحديث والتقني والهجومي المطبق من خلال الأندية، أعطى ثماره على أعلى المستويات. مهرجان بايرن ميونيخ في نصف نهائي دوري الأبطال امام برشلونة، الذي اعتبر في السنوات الاخيرة افضل فريق في العالم، كان كاسحا (‬7-صفر في مجموع المباراتين)، ومعبرا عن هذه الفورة الكبيرة. تستفيد المانيا ايضا من قوة مالية مهمة تسمح لها بالحفاظ على ابرز لاعبيها. وحجم ديون الأندية الألمانية ضعيف، وبفضل كأس العالم ‬2006 التي نظمتها البلاد، تستفيد من منشآت كروية ضخمة وحديثة. يبلغ معدل حضور الجماهير ‬42 ألف متفرج في المباراة الوحيدة، ما يدر اموالا طائلة على الأندية ويضعها في ارتياح مالي. ويتمتع الدوري الالماني بمزايا خاصة من حيث إعداد روزنامته، فيخوض ‬18 ناديا منافسات الدرجة الاولى في ‬34 مرحلة، فيما تعتمد بقية البطولات الكبرى في اسبانيا وإنجلترا وإيطاليا وفرنسا ‬20 ناديا ليمتد الدوري الى ‬38 مرحلة.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/05/01-212589654.jpg

«لقد عشت نهائي ‬1999 حينما خسرنا بشكل دراماتيكي امام مانشستر يونايتد (تقدم بايرن منذ الدقيقة ‬6، عبر ماريو باسلر قبل ان يخسر ‬1-‬2 بهدفين قاتلين سجلهما في الدقيقتين الأولى والثالثة من الوقت بدل الضائع تيدي شيرينغهام والنرويجي أولي غونار سولسكاير)، هذا ما قاله المدير التنفيذي الحالي للبايرن كارل هاينتس رومينيغيه بعد خسارة نهائي الموسم الماضي، مضيفا: كانت تلك ايضا خسارة قاسية جدا، لكن لدي انطباع بأن هذه الهزيمة اكثر مرارة وتجاوزت تلك الخسارة من ناحية القساوة علينا.

واستهل النادي البافاري مشاركاته هذا الموسم مدعما صفوفه بالمدافع البرازيلي دانتي والمهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش اللذين لعبا دورا اساسيا في قيادته لإحراز لقب الدوري بفارق ‬25 نقطة عن غريمه دورتموند ووصوله الى نهائي الكأس المحلية، حيث سيواجه شتوتغارت في الاول من يونيو المقبل، ودوري ابطال اوروبا بتخلصه من يوفنتوس الايطالي في ربع النهائي (‬2-صفر ذهابا و‬2-صفر ايابا)، ثم سحقه برشلونة الاسباني (‬4-صفر ذهابا و‬3-صفر ايابا). ويأمل جمهور بايرن ان يكون لاعبوه قد تعلموا الدرس من خسارتهم نهائي دوري ابطال اوروبا مرتين في ثلاثة مواسم، اذ سبق ان خسروا نهائي ‬2010، أمام انتر ميلان الايطالي.

وسيكون بايرن عازما في مشاركته الثالثة في مباراة التتويج خلال اربعة مواسم والعاشرة في تاريخه، على الاستفادة من الخبرة التي اكتسبها من اجل احراز اللقب القاري للمرة الاولى منذ ‬2001 (على حساب فالنسيا الاسباني بركلات الترجيح)، والخامسة في تاريخه (توج به ثلاث مرات متتالية أعوام ‬1974 و‬1975 و‬1976 مع القيصر فرانتس بكنباور وغيرد مولر وأولي هونيس).

«اذا خسرنا للمرة الثالثة فستلاحقنا صفة +الفاشلون+، وهذا ما لا نريده»، هذا ما قاله مولر، فيما قال الجناح الهولندي اريين روبن: خسرنا مرتين (في النهائي) وهذا يكفي! وبدوره اكد مدرب بايرن يوب هاينكيس ان شيئا لن يؤثر في تركيز لاعبيه الذين، وبحسبه، يتمتعون بالصلابة الذهنية والنفسية، مضيفا «لن يتمكن اي شيء من التأثير في تركيزنا، امامنا هدف واضح المعالم: الفوز بالكأس صاحبة الاذنين الكبيرتين، (يطلق على كأس دوري الابطال هينكيلبوت في المانية اي الكوب الكبير ذو المقابض)، وأحد لن يثنينا عن هذا الهدف».

وواصل هاينكيس، الذي سيترك منصبه في نهاية الموسم للاسباني جوسيب غوارديولا بقرار اتخذ قبل قيادته النادي البافاري الى لقب الدوري ونهائي الكأس المحلية ودوري ابطال اوروبا، «تركيز الفريق منصب تماما على الفوز، انا لم أر شيئا مماثلا طيلة مسيرتي، ان نلعب موسما من هذا النوع بعد الذي حصل العام الماضي، هذا الامر يتطلب اناسا استثنائيين، وحدهم باستطاعتهم تحقيق هذا الامر وهم لاعبو فريقي».

وكان هاينكيس الذي سبق ان رفع الكأس القارية عام ‬1998 مع ريال مدريد الاسباني، واثقا بفريقه لدرجة انه لم يخف التشكيلة التي سيخوض بها نهائي ويمبلي، التي ستتكون على أغلب الظن وبحسب التمارين التي اجراها استعدادا لمواجهة دورتموند، من الحارس مانويل نوير، والمدافعين فيليب لام وجيروم بواتنغ والبرازيلي دانتي والنمسوي دافيد الابا، ولاعبي الوسط الاسباني خافيير مارتينيز وباستيان شفاينتشايغر وروبن ومولر والفرنسي فرانك ريبيري، ورأس الحربة الوحيد ماندزوكيتش.

وحتى لو لم يتمكن بايرن من الفوز باللقب القاري، فمن المؤكد ان هاينكيس خاض مع النادي البافاري موسما استثنائيا سيبقى عالقا في الاذهان لعقود قادمة، اذ نجح في قيادته لحسم اللقب الدوري للمرة الثالثة والعشرين بتاريخه، محطما بطريقه الكثير من الارقام القياسية، بينها افضل انطلاقة للموسم في تاريخ الدوري، واول فريق يتوج بلقب بطل الخريف بعد مرور ‬14 مرحلة فقط على الموسم، وأول فريق يتوج باللقب قبل ست مراحل على نهاية الموسم، واول فريق يحقق ‬29 انتصارا في الموسم وصاحب اكبر عدد نقاط في موسم واحد (‬91 والرقم السابق ‬81 كان باسم بوروسيا دورتموند حققه الموسم الماضي).

وحطم بايرن ايضا الرقم السابق (‬21 نقطة) من حيث الفارق في النقاط بين البطل ووصيفه بعد ان تقدم على دورتموند بفارق ‬25 نقطة. كما سيودع هاينكيس بايرن بأرقام قياسية أخرى هي اقل عدد اهداف دخلت شباكه (‬18 هدفا في حين ان الرقم السابق كان ‬21 باسم بايرن ايضا حققه موسم ‬2007-‬2008)، والمباريات التي أنهاها بشباك نظيفة (‬21).

تويتر