روماريو وأنصاره يحاربون 4 ملاعب برازيلية
تمثل الاستادات المبهرة والحديثة في 12 مدينة الفخر الأكبر لدى البرازيل، خلال استعداداتها لمونديال 2014، لكنها تخشى تحولها إلى «أفيال بيضاء»، في إشارة إلى عدم استخدامها بعد البطولة.
وتوقع لاعب الكرة المعتزل والنائب الفيدرالي الحالي روماريو أن «تعزز كأس العالم وجود أربعة أفيال بيضاء، هي استادات برازيليا وماناوس وكويابا وناتال»، وهو أحد أبرز منتقدي الاستثمارات المالية الكبيرة، سواء المباشرة أو عبر قروض ذات فوائد، التي خصصت لبناء الاستادات، والتي يعتقد أن قيمتها وصلت إجمالاً إلى 3.3 مليارات دولار. وهناك أسباب كافية للمخاوف من تحول الاستادات إلى مبانٍ مهجورة عقب البطولة. فلا يوجد بين المدن الأربع من تملك فريقاً في دوري الدرجة الأولى، وعادة ما تجذب فيها جميعاً مباريات كرة القدم المحلية بضعة آلاف قليلة من الجماهير.
ورد وزير الرياضة البرازيلي ألدو ريبيلو بغضب في كل مرة سئل فيها عن احتمالية أن يكون إرث المونديال عبارة عن «أفيال بيضاء».
ويؤكد الوزير أن «من ينتقدون استادات برازيليا وماناوس وكويابا وناتال ليست لديهم فكرة عن طبيعة هذه المدن الكبرى. إنها مقاصد سياحية كبرى، وبها أندية يتخطى عمرها 100 عام. الاستادات خطط لها كي تكون متعددة الاستخدام، إذ يمكن استخدامها في استضافة أحداث رياضية وغير رياضية: معارض، مؤتمرات، حفلات. لا توجد احتمالية لتحولها إلى أفيال بيضاء».
وفي المدن الأربع تسعى الحكومات الإقليمية إلى حلول من أجل استعادة الأموال المستثمرة في بناء تلك الاستادات على الأقل. ويمثل منح امتياز إدارتها إلى شركات خاصة أحد الخيارات، وهناك خيار آخر هو اتباع نصيحة ريبيلو، والبحث عن حلول بعيدة عن كرة القدم.
ففي برازيليا على سبيل المثال، تم هذا الشهر الإعلان عن اتفاق كي يستضيف ملعب ناسيونال حفلاً للمغنية بيونسيه في سبتمبر المقبل.
فضلاً عن ذلك، يتم التفاوض على عروض لنجوم آخرين مشاهير في عالم الغناء، مثل معشوق المراهقين جاستن بيبر.
وتأمل سلطات العاصمة البرازيلية من خلال ذلك تعويض استثمار بقيمة نصف مليار دولار في تجهيز الاستاد، الذي يشبّه بأنه «مسرح روماني». وفي كويابا، أكد ماورسيو جيمارايش سكرتير حكومة ولاية ماتو جروسو، أنه تلقى بالفعل عروضاً من شركات مهتمة بإدارة استاد «بانتانال»: «لو كان هناك اهتمام فذلك يعني أن هناك تصورا حول مردود مالي».
كما أكد سكرتير كأس العالم في ولاية الأمازون، ميجل كابوبيانكو، أن «شركات عدة قامت بدراسات جدوى» لتقييم إمكانية إدارة استاد «أمازون ماناوس»، الذي يبلغ معدل حضور الجماهير به في المباريات الرسمية 1000 متفرج، أي أقل من 5٪ من سعته الحقيقية. وهناك إشكالية أخرى في استاد «دوناس» في ناتال، الذي يعد واحدا من أجمل استادات البرازيل 2014، بفضل بنيته المعمارية التي تشبه الكثبان الرملية بشواطئ المدينة، عاصمة ولاية ريو جراندي دو نورتي.
ورغم جمال المكان، فإن فريقي كرة القدم في ناتال، إيه بي سي وأميركا، قد أوضحا أن لا نية لديهما لترك استاديهما لخوض مبارياتهما على الاستاد الجديد.
وبحسب المحلل ليديو كارمونا، بقناة «سبورت تي في»، يبرز في هذه المدن الأربع خطر أن يحدث ما حدث في جنوب إفريقيا، حيث بات هناك استادان من التسعة التي شيدت لمونديال 2010 مهجورين نظرياً: «الاستاد الأجمل، ملعب مدينة كيب تاون، لا يستخدم في شيء الآن، ولا حتى شارك في استضافة كأس الأمم الإفريقية».