احتجاجات البرازيل تباغت روسيف وبلاتر والمونديال
لم يكن أحد ينتظر ذلك.. الاحتجاجات التي استعرت في جميع مناطق البرازيل خلال بطولة كأس القارات، التجربة الأخيرة قبل مونديال 2014، باغتت الحكومة والسياسيين والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
كل شيء بدأ في الأسبوع الذي سبق انطلاق البطولة، بمظاهرات في ساو باولو ضد زيادة في أسعار تذاكر الحافلات، لكن الجميع اعتقد أن الأمر يتعلق بحادثة منفردة ومحلية.
بعد ذلك، وعشية افتتاح بطولة كأس القارات، بدأت في برازيليا احتجاجات ضد النفقات الباهظة من الأموال العامة لتنظيم الحدث ومونديال 2014.
وأكدت السلطات أنهم «أقلية» في إشارة إلى المحتجين، لكن الهتافات ضد الرئيسة، ديلما روسيف، من جانب 60 ألف مشجع حضروا المباراة الأولى للمنتخب البرازيلي في برازيليا يوم السبت الماضي، أوضحت تماماً أن أمراً ما بالفعل لا يمضي بشكل جيد.
وفي الأيام التالية، كما يوضح المحلل السياسي كلوفيس روسي، انتقلت صافرات الاستهجان في الملعب الوطني ببرازيليا «إلى الشارع»، وتحولت إلى موجة من السخط انتشرت كالنار في الهشيم بجميع أنحاء البلاد.
وليست روسيف الهدف الوحيد، لكنها من دون شك الأكثر تأثراً بالاحتجاجات التي تعكس حالة من عدم الرضا المتزايد من جانب الشعب تجاه سياساتها، التي يحملها المتظاهرون المسؤولية عن تراجع النمو الاقتصادي وتراجع مستوى الخدمات العامة في بلد يستثمر ملايين الدولارات في بناء استادات ومرافق أخرى للمونديال.
وبلغت الاحتجاجات أوجها عندما اجتذبت المظاهرات، التي تمت الدعوة إليها عبر الشبكات الاجتماعية، ربع مليون شخص على الأقل، من شمالي البلاد إلى جنوبها، وتضمنت اقتحام البرلمان الوطني في برازيليا، والمحلي في ريو دي جانيرو.