«السامبا» تتأهل لنهائي كأس القارات

رأس باولينهو ينقـــذ البرازيل من فخ الأوروغواي

باولينهو سجل هدف الفوز لأصحاب الأرض في الوقت القاتل. أ.ب

أنقذ اللاعب باولينهو المنتخب البرازيلي لكرة القدم من كمين الوقت الإضافي، وقاده إلى الفوز الثمين ‬2/‬1 على أوروغواي بضربة رأس رائعة في الوقت القاتل من مباراة الفريقين في المربع الذهبي لبطولة كأس القارات المقامة حالياً بالبرازيل.

وحجز المنتخب البرازيلي مقعده في المباراة النهائية على استاد «ماراكانا» الأسطوري العريق في ريو دي جانيرو بعد غد. وأنهى المنتخب البرازيلي الشوط الأول لمصلحته بهدف سجله فريد في الدقيقة ‬41، إذ أهدر دييجو فورلان ضربة جزاء لمنتخب أوروغواي في الدقيقة ‬14.

وتعادل إدينسون كافاني لأوروغواي في الدقيقة ‬48، قبل أن يحسم رأس باولينهو اللقاء لمصلحة راقصي السامبا، الذين حققوا فوزهم الرابع على التوالي في البطولة الحالية، وأصبحوا على بعد خطوة واحدة من التتويج بلقب البطولة، للمرة الثالثة على التوالي والرابعة في تاريخ البطولة.

وبدا المنتخب البرازيلي أعلى كثيراً في المستوى من منافسه من الناحية النظرية قبل بداية المباراة، حيث يخوض فعاليات البطولة على أرضه، لكن المواجهة لم تكن سهلة على الاطلاق أمام منتخب أوروغواي العنيد صاحب الخبرة الهائلة.

وتثير المواجهات بين المنتخبين دائما ذكريات المباراة المعروفة بلقب «ماراكانازو»، الذي أقيم عام ‬1950 في ريو دي جانيرو، والتي كانت المباراة الختامية لبطولة كأس العالم ‬1950 بالبرازيل.

وكان المنتخب البرازيلي بحاجة إلى نقطة التعادل فقط في هذه المباراة حتى يتوج بلقبه الأول في بطولات كأس العالم، لكنه خسر ‬1/‬2 أمام أوروغواي على استاد «ماراكانا» في حضور نحو ‬200 ألف مشجع ليتوج منتخب أوروغواي بلقب كأس العام للمرة الثانية. وثأر المنتخب البرازيلي من منافسه المعروف بلقب (السماوي) وتجنب سقوط جديد أشار البعض بإمكانية أن يطلق عليه اسم «مينيرازو».

وبعد ‬63 عاماً من لطمة استاد «ماراكانا» التي أطلق عليها «ماراكانزو»، بحث منتخب أوروغواي عن لطمة مماثلة اليوم أمام نظيره البرازيلي، لكنه فشل وواصل إخفاقاته أمام السامبا البرازيلية في السنوات الأخيرة.

وكرر التاريخ نفسه في ‬1983 عندما كافح منتخب أوروغواي ليحقق التعادل ‬1/‬1 مع مضيفه البرازيلي في مدينة سالفادور أمام ‬95 ألف مشجع برازيلي، ليتوج منتخب أوروغواي بلقب كوبا أميركا.

ومنذ ذلك الحين، تغلب المنتخب البرازيلي على منتخب أوروغواي في العديد من المباريات، لكنه كان يجد صعوبات كبيرة في هذه المباريات. وسيطر المنتخب البرازيلي على مجريات اللعب في بداية المباراة اعتماداً على التمريرات المتقنة، لكنه اصطدم بدفاع صلد من منتخب أوروغواي، الذي منع مهاجمي البرازيل من اختراق منطقة الجزاء.

وفي الدقيقة ‬13 جاءت الفرصة على طبق من ذهب لمنتخب أوروغواي، ليوجه الصدمة المبكرة لراقصي السامبا عندما احتسب الحكم ضربة جزاء للفريق اثر ضربة ركنية وصلت لداخل منطقة الجزاء البرازيلية، بينما تعرض دييجو لوجانو قائد ومدافع أوروغواي المتقدم للجذب من ديفيد لويز مدافع البرازيل فلم يتردد الحكم في إطلاق صافرته معلناً عن ضربة الجزاء.

وسدد المخضرم دييجو فورلان في مواجهة الحارس جوليو سيزار، لكن الأخير تصدى للكرة ببراعة وأبعدها إلى ركنية في الدقيقة ‬14.

ومنحت ضربة الجزاء الضائعة بعض الثقة والحافز للمنتخب البرازيلي الذي كثف من هجومه في الدقائق التالية بحثا عن هدف التقدم، وسدد أوسكار كرة قوية من خارج منطقة الجزاء، لكن الكرة ذهبت عاليا. وقاد هالك هجمة برازيلية سريعة من ناحية اليمنى، لكنه أنهاها بتسديدة عشوائية من داخل المنطقة، لتذهب الكرة عاليا.

وفي الدقيقة ‬41 كسر فريد حاجز الصمت بإحراز هدف التقدم اثر هجمة سريعة وتمريرة طولية عالية وصلت إلى نيمار دا سيلفا، الذي لعبها بلمسة سحرية لحظة تقدم الحارس فيرناندو موسليرا، لكن الأخير تصدى لها لترتد إلى المهاجم البرازيلي فريد الذي وضعها بذكاء رائع في الزاوية البعيدة قبل يد الحارس وأقدام المدافعين لتعانق المرمى.

ومع بداية الشوط الثاني، كثف منتخب أوروغواي من ضغطه الهجومي، حتى أسفر الضغط عن هدف التعادل في الدقيقة ‬48 بالقدم اليسرى لكافاني.

وجاء الهدف اثر هجمة منظمة سريعة تناقل فيها لاعبو أوروغواي الكرة، وفشل مدافعو البرازيل في تشتيت الكرة لتتهيأ أمام كافاني، الذي سددها زاحفة في الزاوية البعيدة على يمين الحارس سيزار.

وأثار الهدف حفيظة منتخب أوروغواي، وسدد هالك ضربة حرة مباشرة في الدقيقة ‬57، لكن موسليرا تصدى لها بقبضة يده وإن كادت تتحول إلى داخل مرماه.

وتوالت الهجمات المتبادلة بين الفريقين، لكن التسرع والارتباك تسبب في ضياع معظم الفرص. وأجرى لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي تغييره الأول في الدقيقة ‬64 بنزول برنارد مكان هالك. وكاد سواريز يحرز الهدف الثاني لأوروغواي في الدقيقة ‬66 اثر ضربة حرة لعبها فورلان وقابلها سواريز بضربة رأس، لكنها لمست رأس تياجو سيلفا وخرجت إلى ركنية. وواصل الفريقان هجماتهما، وكاد كافاني يضع منتخب أوروغواي في المقدمة في الدقيقة ‬79 عندما وصلت إليه الكرة على حدود منطقة الجزاء ليراوغ هيرنانيز ثم سدد الكرة بيسراه، لكنها ارتطمت باللاعب لويز جوستافو وخرج ركنية.

وبينما استعد الجميع للوقت الإضافي مع اقتراب المباراة من نهايتها، فاجأ باولينهو الجميع بهدف التقدم بضربة رأس اثر ضربة ركنية قابلها برأسه إلى داخل المرمى في الدقيقة ‬86، ليحسم اللقاء لمصلحته، ويحجز مكانه في النهائي.

 

تويتر