«حقوق الإنسان» من شروط اختيار مستضيف المونديال مستقبلاً

قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر، أمس، إن «الجمعية العمومية لـ(فيفا) ستأخذ في الاعتبار الأوضاع السياسية وحقوق الإنسان في ملفات الدول المتقدمة لاستضافة بطولات كأس العالم مستقبلاً».

وقال بلاتر (78 عاماً) في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «ستعقد الجمعية العمومية لاختيار الدول المضيفة لكأس العالم في المستقبل، وسأحرص على أن تمعن الجمعية العمومية النظر في الأوضاع الاجتماعية والثقافية، ولنقل وضع حقوق الإنسان في تلك الدول».

ولكن أي تغييرات سيتم إدخالها على عملية اختيار الدول المضيفة لكأس العالم في المستقبل لن تؤثر في استضافة روسيا لمونديال 2018، أو في استضافة قطر مونديال 2022. وقال بلاتر: «لا يمكننا تغيير أي شيء في ما يتعلق بخطط كأس العالم الراهنة، فبطولة 2014 ستجرى في موعدها، كما أننا لا نواجه أي مشكلات حالياً مع بطولة 2018 في روسيا، أما مشكلات قطر فهي معلومة».

وسيتم اختيار الدولة المضيفة لبطولة كأس العالم 2026 بعد خمسة أعوام. وكانت عملية اختيار الدولة المضيفة لكأس العالم تم تغييرها في أعقاب الانتقادات التي تعرض لها الـ«فيفا» لاختيار الدولتين المضيفتين لبطولتي 2018 و2022 في الوقت نفسه. فبعدما كانت اللجنة التنفيذية بالـ«فيفا» التي تضم عدداً محدوداً من الأعضاء هي المسؤولة سابقاً عن اختيار الدولة المضيفة لكأس العالم، أما الآن فقد أصبح يحق لجميع أعضاء الجمعية العمومية لـ«فيفا» (209 أعضاء) التوصيت.

ويذكر أن مونديال قطر 2022 تعرض لانتقادات واسعة بسبب وعضية حقوق الانسان في هذا البلد، وبالذات حقوق العمال بعد ان وجهت لقطر اتهامات من جهات اوروبية بإساءة التعامل مع العمال البسطاء المستقدمين من دول آسيوية، فيما وصفته بعض الجرائد الاوروبية بـ«عبودية القرن الـ21»، لكن قطر ردت بأنها تبحث الامر، وانها ستقوم بتغييرات جذرية ولن ترخص لشركات المقاولات التي يثبت اساءتها لمستخدميها، كما انها تعدت بالتعامل بجدية مع هذه القضية.

وسبق للاتحاد الدولي ان صرح بأنه يعول على تنظيم مونديال من اجل تحسين وضع حقوق الانسان في الإمارة، لكنه لا ينوي اعادة النظر في منحها شرف هذا التنظيم. وقال عضو اللجنة التنفيذية لـ«فيفا» ثيو تسفانتسيغر، امام لجنة حقوق الانسان في البرلمان الأوروبي في بروكسل في وقت سابق ان تنطيم كأس العالم في قطر يشكل «مخاطرة وفرصة في آن معاً، هذا التنظيم قد يسمح بتحسين وضع حقوق الانسان». واضاف «حقيقة، وضع العمال الاجانب في ورشات العمل المتعلقة بكأس العالم غير مقبول ومخيف، لكن سحب كأس العالم من قطر هو امر غير منتج»، مؤكداً «من الناحية القضائية، إلغاء كأس العالم في قطر، واذا ما سحبنا التنظيم منها، فذلك يعني ان الامور ستبقى على حالها، وانتهاكات حقوق الانسان ستستمر».

ووعد تسفانتسيغر بأن الـ«فيفا»، «لن يغمض عينيه» عن الاستغلال، لكنه «لا يستطيع وحده القيام بكل شيء»، مشدداً على ان «كأس العالم قد يسهم في تحسين الامور على المدى الطويل».

 

 

الأكثر مشاركة