اتحاد الكرة الإسباني متهم بـ «التساهل» مع العنصرية
عادت ظاهرة السلوكيات العنصرية بوجهها القبيح إلى مدرجات الملاعب الإسبانية لكرة القدم، حيث ظهرت على السطح، للأسبوع الثاني، على التوالي حادثة عنصرية جديدة كان ضحيتها السنغالي، بابا كولي ديوب، لاعب فريق ليفانتي. وقد قام أحد مشجعي نادي أتلتيكو مدريد بتقليد صوت القرد بالقرب من مسامع اللاعب السنغالي، أثناء مباراة ليفانتي وأتلتيكو مدريد، يوم الأحد الماضي.
موقف سلبي يساند الاتحاد الأسباني دون قصد السلوكيات العنصرية باتخاذه موقفا سلبيا في مواجهة الحوادث المتكررة في الملاعب الأسبانية، حيث لم يبد الاتحاد أي رد فعل من جانبه يمكن أن ينظر إليه بعين الاعتبار سوى الكلمات القليلة التي نطق بها رئيس مجلس إداراته أنخل ماريا بيار عندما قال «الكرة الأسبانية ضد العنصرية وكراهية الأجانب». وليست هذه المرة الأولى التي تقع فيها حوادث عنصرية داخل الملاعب الأسبانية فقد تعرض الكاميروني صامويل إيتو عندما كان يلعب لصالح نادي برشلونة عام 2006 لحادث عنصرية يماثل ما تعرض له باب ديوب، عندما غادر ملعب ساراجوزا بسبب صياح الجماهير مقلدة صوت القردة. |
وعلق اللاعب الدولي السابق، البريطاني جاري لينكر، على هذا السلوك المشين قائلاً «يجب على المسؤولين عن الكرة الإسبانية أن يعترفوا بأن لديهم مشكلة حقيقية مع العنصرية بدلاً أن يدفنوا رؤوسهم في الرمال». وطالب لينكر أن يقوم هؤلاء المسؤولون باتخاذ إجراءات صارمة وشاملة في مواجهة مثل هذه السلوكيات، وأكد أن الإجراءات التي تتخذ في الوقت الحالي تتسم بالفردية. وقالت قناة «سي إن إن» الأميركية إن الاتحاد الإسباني متساهل جداً عن اتخاذ أي خطوات جدية لمعاقبة الأندية المعنية، في حين قال رئيس «فيفا»، جوزيف بلاتر، إنه من الممكن معاقبة الأندية التي تمارس جماهيرها العنصرية بتنزيلها إلى درجات دنيا. ولم يبد الاتحاد الإسباني من جانبه أي رد فعل جدي تجاه حادثة ألفيس، الأسبوع الماضي، وكذلك مع حادثة ديوب، كما لم يبد أي شيء في حوادث مماثلة خلال السنوات الماضية. وجاء رد فعل ديوب في بداية الأمر بالرقص بطريقة ساخرة كالقرد، ولكنه أعرب في وقت لاحق عن غضبه إزاء السلوكيات العنصرية المشينة التي لا تتوقف، وقال اللاعب السنغالي عقب المباراة: «يحزنني هذا الأمر كثيراً، حيث أتعرض له مراراً وتكراراً في كثير من الملاعب، لا أعرف ما إذا كانت العنصرية نوعاً من أنواع قلة الاحترام، يجب أن تتوقف الجماهير عن تقليد صوت القردة على مسامع اللاعبين أصحاب البشرة السوداء».
وكان البرازيلي، داني ألفيش، لاعب نادي برشلونة الإسباني، تعرض لحادثة أخرى من هذا النوع الأسبوع الماضي في مباراة فريقه أمام فياريال عندما قام أحد مشجعي الفريق المنافس بإلقاء ثمرة موز عليه، التي التهمها ألفيش على الفور قبل أن يقوم مباشرة بتنفيذ ضربة ركنية، وهو السلوك الذي أثار تعاطف ومساندة الكثيرين حول العالم.
وتخطت آثار الحوادث العنصرية الحدود الإسبانية، حيث أثارت الحادثتان عاصفة من التعليقات والرسائل على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
وعاقب نادي فيا ريال مشجعه المتهم بارتكاب السلوك العنصري في مواجهة ألفيش، بحرمانه دخول استاد النادي مدى الحياة، وهو ما قوبل برفض آلاف من المواطنين الإسبان. وترتفع وتيرة السلوكيات العنصرية في الملاعب الإسبانية بشكل يثير الدهشة، فلم تشهد الكرة الإسبانية وقوع هذا الكم من مثل هذه الحوادث كما حدث في الفترة الأخيرة.