«التانغو» يحلم باستعادة الأيام الجميلة في «مكسيكو» مع مارادونا

41 مليون أرجنتيني ينتظرون «ثورة ميسي» في البرازيل

صورة

يدخل منتخب التانغو دورة البرازيل بطموحات استرجاع هيبة تعرضت لضربات موجعة منذ آخر مرة فازت فيها الأرجنتين باللقب في «مكسيكو 86» مع أسطورة القدم العالمية والنجم السابق للمنتخب، دييغو أرماندو مارادونا. والرهان الأكبر في الأرجنتين على أن يكون نجمها ونجم برشلونة الإسباني ليونيل ميسي في قمة مستواه لإحراز لقب كأس العالم في كرة القدم للمرة الثالثة على أراضي جارتها وغريمتها التاريخية البرازيل، ووضع حد لصيام عن الألقاب دام 21 عاماً حتى الآن.

وتوجت الأرجنتين بآخر ألقابها في البطولات الكبرى عامي 1986، عندما نالت كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها بفضل مارادونا وكوبا أميركا عام 1993.

الدفاع.. الحلقة الأضعف

يعد قطبا الدفاع فيديريكو فرنانديز (خيتافي الإسباني) وإيزيكييل غاراي (بنفيكا البرتغالي) مع روميرو، الحلقة الأضعف في خط دفاع المنتخب، كما أن المدافعين الأيمن والأيسر بابلو زاباليتا (مانشستر سيتي) وماركوس روخو (سبورتينغ لشبونة البرتغالي) لا يطمئنان من الناحية الدفاعية، على الرغم من مساهمتهما الكبيرة من الناحية الهجومية. وأوضح فالدانو «ما ينقصنا في خط الدفاع هو قائد ولاعب قادر على فرض سلطته، واليوم لا نملك دانيال باساريلا (قائد منتخب 1978) أو أوسكار روجيرو (1986)، نحتاج إلى لاعب مقاتل قادر على بث الحماس والروح في قلوب اللاعبين خلال اللحظات الصعبة».


جحيم أو مجد

تؤكد كثير من وسائل الإعلام الأرجنتينية، بحسب طبيعة المشجعين في هذا البلد، أن المجد سيكون في انتظار لاعبي الفريق في حال إحراز اللقب، والجحيم في حال الإقصاء المبكر. وفي حال التتويج، يوم 13 يوليو على ملعب ماراكانا، قد يصل العشق من جمهور الأرجنتين لميسي ورفاقه إلى مستوى يفوق المنطق، كما حصل مع مارادونا من قبل. وإذا سجلت الأرجنتين خيبة أمل جديدة فإنه يتعين على اللاعبين الـ23 مواجهة استياء 41 مليون أرجنتيني، وأن يصلوا من أجل ألا يزرع «البارابرافاس» (الهوليغانز) الفوضى في البرازيل مثلما يفعلون في الملاعب الأرجنتينية التي تشهد بانتظام تصفية حسابات.

وإذا كان ميسي حطم جميع الأرقام القياسية مع فريقه برشلونة، فتبقى أمامه كتابة التاريخ مع منتخب بلاده. وهذا ما يجعل 41 مليوناً من الأرجنتينيين يأملون أن يحقق ميسي ما عجز عنه آخرون طوال الفترة السابقة منذ 1986، وأن يفجر طاقته في هذا المونديال بخلاف المستوى الذي ظهر به في الموسم المنصرم مع برشلونة.

وفي بلد شغوف وفخور بكرة القدم التي يقدمها، يرغب الأرجنتينيون في نسيان همومهم اليومية المتعلقة بالتضخم والركود الاقتصادي وانعدام الأمن من أجل تضميد جراح خيبة أمل المونديالات الخمسة الأخيرة: الخروج من ربع النهائي في 1998 و2006 و2010 وثمن النهائي عام 1994 والدور الأول عام 2002.

وقال ميسي الذي سيخوض، وهو في سن 26 عاماً، العرس العالمي الثالث في مسيرته الدولية، التي خاض خلالها 84 مباراة حتى الآن، سجل فيها 37 هدفاً: «نحن هنا من أجل الفوز باللقب، لكن يجب الحذر من ألمانيا والبرازيل وإسبانيا وفرنسا». وشدد مدرب الأرجنتين، اليخاندرو سابيلا، القليل الخبرة التدريبية، كونه اشرف على استوديانتيس فقط من 2009 إلى 2011 قبل أن يستلم الإدارة الفنية لـ«الالبي سيليستي»، على الانسجام بين عناصر المنتخب واللعب الجماعي بقوله «على الرغم من أن ميسي قوي جداً فإنه بحاجة إلى مساعدة لاعبي الفريق».

وحظيت الأرجنتين بقرعة سهلة نسبياً، حيث وقعت في المجموعة السادسة إلى جانب البوسنة ونيجيريا وإيران، وإذا فرض المنطق نفسه ستلتقي مع الإكوادور أو سويسرا في ثمن النهائي، والبرتغال أو بلجيكا في ربع النهائي، وإسبانيا أو إيطاليا في نصف النهائي.

وفي البرازيل، ستخوض الأرجنتين النهائيات برباعي هجومي ناري يتكون من ميسي وأغويرو (مانشستر سيتي) ودي ماريا (ريال مدريد) وهيغواين (نابولي)، إلى جانب مهاجمين احتياطيين لا يقلون شأناً كلافيتزي (سان جرمان) ورودريغو بالاسيو (انتر ميلان).

وفي المقابل، لم يتم استدعاء كارلوس تيفيز الملقب بـ«لاعب الشعب» منذ ثلاثة أعوام، على الرغم من عروضه الجيدة مع فريقه السابق مانشستر سيتي والحالي يوفنتوس الإيطالي. وتملك الأرجنتين خط وسط دفاعياً قوياً بتوجود فرناندو غاغو (بوكا جونيورز) وخافيير ماسكيرانو (برشلونة)، بيد أن التخوف كبير جداً بخصوص خط الدفاع. وجدد سابيلا الثقة بسيرخيو روميرو الذي لازم مقاعد الاحتياط أغلب فترات الموسم مع فريقه موناكو الفرنسي.

تويتر