ساحل العاج يأمل فك نحس الدور الأول في كأس 2014

دروغبا يبحث عن وداع تاريخي في البرازيل

صورة

تحلم ساحل العاج بالسير على خطى الكاميرون والمغرب ونيجيريا والسنغال وغانا من خلال التأهل لأول مرة في تاريخها إلى الدور الثاني من كأس العالم لكرة القدم. ولم ترحم القرعة يوماً الفيلة، فوقع في 2006 مع هولندا والأرجنتين وصربيا مونتينيغرو، ثم في 2010 مع البرازيل والبرتغال وكوريا الشمالية، وفي المناسبتين خرج برأس مرفوعة.

لموشي.. من محلل إلى مدرب

تحوّل صبري لموشي من محلل تلفزيوني الى مدرب لأحد أعتى المنتخبات الافريقية في خطوة فاجأت حتى لاعب الوسط الفرنسي السابق. وكانت أسماء الفرنسي هنري ميشال، والبوسني وحيد خليلودزيتش، والسويدي زفن غوران اريكسون من العيار الجيد في الفترات السابقة مع المنتخب، لكن بعد إقالة فرانسا زاهوي في منتصف 2012، تعاقد الاتحاد العاجي مع التونسي الأصل لموشي الذي حمل ألوان اوكسير وموناكو ثم بارما وإنتر ميلان وجنوى الإيطالية قبل ان يختم مسيرته في الدوري القطري. علق لموشي المولود في ليون لوالدين تونسيين على قرار تعيينه: «كان قراراً مفاجئاً للجميع، بمن فيهم أنا».

أحبط الفرنسي منتقديه، فلم يخسر لموشي سوى مرة واحدة في 12 مباراة رسمية، لكن عجز منتخبه مرة جديدة عن رفع الكأس القارية وخرج في ربع النهائي أمام نيجيريا 1-2. ويدرك لموشي أن عليه قيادة ساحل العاج الى الدور الثاني إذا لم يكن يريد مواجهة الإقالة.


حصيلة متواضعة

عانى منتخب الفيلة من نتائج متواضعة في النهائيات، ففي 2006 و2010 خسر ثلاث مرات أمام هولندا والأرجنتين والبرازيل، وفاز مرتين على كل من صربيا وكوريا الشمالية، وتعادل مرة واحدة فقط أمام البرتغال.


مسيرة مميزة

يحلم ديدييه دروغبا بتوديع مسيرة دولية مظفرة بعمر الـ36 عبر تقديم هدية لمواطنيه لطالما انتظروها. وبعد مونديالي 2006 و2010 وخمسة نهائيات قارية كان الفيلة فيها من أبرز المرشحين، عجز الهداف الفتاك عن منح ساحل العاج أي لقب: «المنافسة في البطولات السابقة كانت صعبة جداً، لدينا فرصة واقعية للتنافس في البرازيل وتخطي الدور الأول».

وصاحب خبرة الـ100 مباراة و63 هدفاً دولياً أبعده لموشي عن مباراة في الكأس القارية العام الماضي في الدور الأول ولاحقاً عن اثنتين في تصفيات كأس العالم، لكن ذلك أعطى مفعوله الايجابي على المهاجم الذي قرر أخيراً ترك غلطة سراي التركي. ويبدو لموشي متأكداً من ان دروغبا، صاحب ركلة الترجيح التاريخية التي منحت تشلسي أول لقب أوروبي له في 2012 على حساب بايرن ميونيخ الألماني، يمكنه لعب دور رئيس في مجموعة لا يوجد فيها أي مرشح قوي لصدارتها: «ديدييه لاعب كرة رائع يسهم كثيراً مع الفريق وقد يلعب دوراً مهماً في البرازيل».

وفي النسخة المقبلة في البرازيل 2014، قد يبصر نور الدور الثاني لأول مرة بعد محاولتين إثر وقوعه في مجموعة معقولة مع كولومبيا واليونان، واليابان التي تستهل مشوارها بمواجهتها في ريسيفي يوم 14 يونيو، لكن ارتفاع معدل أعمار اللاعبين قد يحول دون تحقيق هذا الحلم.

ويعتمد منتخب ساحل العاج على نخبة لاعبي القارة السمراء، الهداف التاريخي ديدييه دروغبا، ولاعب الوسط يحيى توريه أفضل لاعب إفريقي والمتألق مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا، بالإضافة الى المدافع حبيب توريه، ومهاجم روما الإيطالي الموهوب جرفينيو، ولاعب الوسط المخضرم ديدييه زوكورا، والحارس بوبكر باري، كما ستكون الفرصة الأخيرة لمعظمهم بإثبات علو كعبهم على الساحة الدولية.

واستهلت ساحل العاج تصفيات مجموعتها بأربعة انتصارات من ست مباريات، ولم تعجز عن تحقيق الفوز إلا أمام المغرب مرتين، لكن في الدور الحاسم لاقت صعوبة أمام السنغال القوية، وكانت الاخيرة على بعد هدف في آخر ربع ساعة من خطف بطاقة التأهل قبل تسجيل سالومون كالو هدف الفرج وحسم التأهل (4-2) بمجموع المباراتين.

وحاول المدرب الفرنسي الشاب صبري لموشي الدفع ببعض الوجوه الجديدة بعد تعيينه في 2012، تفادياً لدفع ثمن تقدم معظم نجومه بالعمر. ويقول دروغبا عن مشاركة بلاده في البرازيل 2014: «نريد تقديم شيء لافت في كأس العالم، لأن آخر نسختين كانتا صعبتين، نأمل ان نحصل على فرص أفضل ونتخطى هذه المرة الدور الأول».

وتستعد ساحل العاج للنهائيات في مدينة دالاس الأميركية قبل الانتقال الى البرازيل في السادس من يونيو، حيث ستعسكر في اغواس دي ليندويا في ولاية ساو باولو. وسيحمل يحيى توريه (31 عاماً و91 .1 م)، أفضل لاعب في القارة آخر ثلاث سنوات، مسؤولية الوسط بعد موسم خارق مع مانشستر سيتي سجل فيه 20 هدفاً، ووصل الى قمة مستواه بعد مشوار متعرج بين بلجيكا (بيفيرين)، أوكرانيا (ميتالورغ دانييتسك)، اليونان (اولمبياكوس)، فرنسا (موناكو)، إسبانيا (برشلونة) ثم انجلترا.

ويرى سيرج اورييه ظهير أيمن تولوز الفرنسي، أن «بعض اللاعبين وصلوا الى نهاية مسيرتهم ويريدون ترك ذكرى طيبة، نملك النوعية لتخطي الدور الاول، وبعدها كل الأمور ممكنة في الادوار الإقصائية».

وعن خيبة الأداء في المناسبات القارية والعالمية، أضاف اللاعب المطارد سابقاً من منتخب فرنسا للشباب: «قد يكون فريقك جيداً على الورق، لكن اذا أردنا ترك بصمة فيجب ان نلعب افضل من النسخ السابقة، نحن الافضل في افريقيا، لكن طالما لم تترك بصمتك لن تدخل التاريخ، إذا نجحت الكاميرون والسنغال وغانا في السابق، فهذا يعني أننا قادرون على ذلك. يجب ان نضع غرورنا جانباً لمصلحة الفريق».

وينقسم المحايدون في آرائهم حول فرص ساحل العاج في رحلتها البرازيلية، فيقول الفرنسي فيليب تروسييه مدرب الفريق السابق، إن اليابان مرشحة للتأهل عن هذه المجموعة: «ساحل العاج ليست متعطشة للنجاح وأعمار لاعبي الفريق كبيرة»، فيما يرى جناح ليفربول ومنتخب إنجلترا السابق جون بارنز، أن «مشوار ساحل العاج سيكون الأبعد بين المنتخبات الافريقية الخمسة».

تويتر