أندية تُضطر إلى خوض مباريات من أجل التسويق التجاري

الجولات الودية.. لبيع القمصان لا للعب الكرة

صورة

تحولت الجولات الودية في كرة القدم للأندية العالمية، خصوصاً الأوروبية، إلى ما يشبه الجولات التجارية لبيع القمصان وعقد الصفقات التجارية، إعلانية كانت أو من ناحية الرعاية. ولم يبد مدرب توتنهام هوتسبر ماوريسيو بوكيتينو أو رايان نلسن، مدرب تورونتو، أي حماس لمباراة ودية جمعت فريقيهما الأربعاء الماضي، لكن كلاً منهما ابتسم بفتور متقبلاً كون المباراة جزءاً من واقع كرة القدم العالمية، حيث لا مفر من جذب مشجعين جدد وإيرادات جديدة.

قميص الشياطين

شهدت المباراة الودية التي خاضها فريق مانشستر يونايتد ضد لوس أنجلوس غالاكسي يوم الأربعاء الماضي الظهور الأول لقميص مانشستر يونايتد، وراعيه الجديد شركة شيفروليه التي ارتبطت معه بعقد لسبع سنوات، ستدفع خلالها للنادي الإنجليزي 559 مليون دولار، والأمر نفسه ينطبق على أندية أخرى كشفت عن زيها الجديد مباشرة عقب انتهاء مونديال البرازيل وانطلاق جولاتها الكروية العالمية، في سعي لجذب أكبر شريحة ممكنة من مشتري قمصان النجوم.

وبالنسبة لكلا المدربين لم تكن مباراة الأربعاء سوى مواجهة بلا معنى، تجلى فيها الصدام بين الرياضة والأعمال. وسيخوض توتنهام ثلاث مباريات من هذه النوعية ضد فرق من الدوري الأميركي للمحترفين خلال جولته القصيرة في أميركا الشمالية، وهي جولة استعراضية لا أهمية فيها للأرقام في لوحة النتائج داخل الملعب، فالأرقام هنا أهميتها أكثر في الأموال التي يجنيها النادي من المبيعات التسويقية.

ويستعد بوكيتينو لأول مواسمه مع توتنهام، وتعرف مبكراً إلى ما يصاحب تدريبَ واحدٍ من أكثر الأندية شهرة وطموحاً. ومن وجهة نظر تنافسية محضة، فإن السفر إلى النصف الآخر من العالم لخوض مباراة ودية ضد سياتل ساوندرز، وبعدها عبور الحدود لملاقاة تورونتو الكندي قبل العودة إلى الولايات المتحدة ومواجهة شيكاجو فاير ليس بالإعداد الأمثل لبدء الموسم المقبل في الدوري الإنجليزي الممتاز.

لكن من منظور ترويجي فإن الزيارة السريعة فائقة النجاح، وستساعد توتنهام على تسويق علامته التجارية، والحصول على حصة تسويقية لا بأس بها. وقال بوكيتينو في مؤتمر صحافي «هذه علاقة جيدة جداً مع تورونتو..

هذه علاقة تجارية، وهي مهمة لنادينا ولتورونتو».

وأضاف «الأمر ليس سهلاً بالنسبة لنا، لأننا في منتصف فترة الإعداد للموسم، لكننا نفهم أن هذا ناد كبير، وأننا مضطرون للحضور إلى هنا لأشياء مختلفة». وبالنسبة لنلسن الذي لعب هو نفسه فترة في صفوف توتنهام فإن في المباراة تشتيتاً أكبر لتركيز فريقه.

ويحتل تورونتو المركز الثالث في القسم الشرقي من الدوري الأميركي للمحترفين، وخاض مباراة ضد هيوستون دينامو يوم السبت الماضي، وعليه أن يستعد لمباراة أخرى ضد سبورتنج كيه. سي بعد مواجهة توتنهام في سعيه للوصول للأدوار الإقصائية للمرة الأولى في تاريخه البالغ ثماني سنوات.

وقال نلسن «بالنسبة للإعلام الإنجليزي، بالنسبة لكم أنتم، ستكون هذه أشبه بخوض مباراة خلال فترة عيد الميلاد، حين تحتل المركز الثالث، ويتعين عليك اللعب ضد مانشستر سيتي يوم السبت، ليس هذا بالوقت الأمثل». وأضاف «بالنسبة لي أتمنى أن يخرج الفريق بلا مشكلات». وبالنسبة لتوتنهام فإن نهاية الطموح ليست حدود الملعب بل تتجاوزها بكثير.

ولو أراد توتنهام تحدي فرق من عينة ريال مدريد ومانشستر يونايتد المصنفين في المركز الأول والثالث لأكثر الأندية قيمة في عالم الرياضة، فلن يكون عليه فقط الفوز بالألقاب، بل سيكون مطالباً بخوض معركة على الشعبية حول العالم.

ويرتبط توتنهام بعقد شراكة تجارية مدته أربع سنوات مع تورونتو، ويمثل هذا محوراً أساسياً لتحقيق ذلك الهدف ويوفر للفريق الانجليزي نقطة نفاذ للسوق في أميركا الشمالية مثلما تفعل الفرق الكبرى في العالم. وتشكلت الشراكة بين توتنهام وتورونتو أثناء مفاوضات لانتقال المهاجم البارز جيرمين ديفو من توتنهام إلى تورونتو، في صفقة كبرىكلفت النادي الكندي 10 ملايين دولار.

وكجزء من الاتفاق فإن الناديين سيطورا الأعمال الترويجية والتسويقية وفرص الاستثمار. وقال ديفيد هوبكينسون مدير القطاع التجاري في مؤسسة مابل ليف للرياضة والترفيه التي تملك تورونتو متحدثاً لرويترز «ظهر ذلك حين بدأنا الحديث عن انتقل جيرمين من توتنهام إلينا». وأضاف «كان بوسعنا دفع المبلغ وحسب، لكنهم أبدوا اهتماماً كبيراً». والمؤكد أن هناك ثروات يمكن أن تتحقق في أميركا الشمالية.

تويتر