مغاربة: رابحون لا خاسرون من إلغاء كأس أمم إفريقيا

حاول المغرب من خلال رفضه تنظيم كأس الأمم الافريقية لكرة القدم مطلع 2015 بسبب تهديدات فيروس إيبولا المتنامية، حماية صحة مواطنيه من ناحية، وتجنب وقوع كارثة على مستوى قطاعه السياحي من ناحية ثانية، مع التقدير بأن صورته الخارجية لدى الشركاء الأفارقة لن تمس.

وأكد محمد أوزين وزير الشباب والرياضة المغربي، الثلاثاء، رداً على أسئلة النواب في جلسة للبرلمان نقلها التلفزيون الرسمي مباشرة، أن «لكل بلد الحق في اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة مواطنيه».

علاقة إفريقية مستقبلية

يطرح سؤال حول صورة المغرب في إفريقيا ومدى تأثرها بقرار طلب تأجيل كأس إفريقيا، لكن العاجي يايا توريه، اعتبر في تصريحات لقناة «فرانس 24» أن المغرب «لم يأخذ بعين الاعتبار خيبة أمل الأفارقة».

وفي تغريدة على حسابه في «تويتر»، قال مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس، باسكال بونيفاس، إن قرار المغرب له عواقب في العلاقات بين الرباط ودول إفريقيا. لكن أستاذ القانون الدولي في جامعة محمد الخامس بالرباط، لحسان بوقنطار، قال إن «هذا الأمر غير وارد».

ورغم رفض الاتحاد الإفريقي طلب التأجيل الذي تقدم به المغرب، إلا ان موقف الرباط لم يتزحزح قيد أنملة حتى الآن، حيث قال وزير الرياضة «نحن لم نرفض بل إننا متشبثون بالتنظيم ومتمسكون بالتأجيل بسبب قوة قاهرة»، تتمثل في فيروس إيبولا الذي حصد 5000 ضحية حتى الآن.

وتجد المملكة المغربية التي كان من المقرر أن تستضيف البطولة للمرة الثانية في تاريخها، نفسها محرومة من صفة «عاصمة الرياضة الإفريقية» طوال مدة شهر من المنافسات، إضافة الى اقصاء منتخبها من المشاركة، والعقوبات التي مازالت تنتظر الاتحاد المغربي.

لكن منتخب «أسود الأطلس» ومعظم آراء المغاربة تميل الى الموقف الرسمي للحكومة المغربية المصر على طلب التأجيل، حيث قال مصطفى حجي اللاعب السابق والمدرب المساعد للمنتخب، ان «صحة الشعب أمر بالغ الأهمية، وما قامت به الحكومة جيد جدا».

ومن الناحية الصحية، أشادت منظمة الصحة العالمية بالمخطط الصحي الوطني لمواجهة فيروس ايبولا، حيث لم يتم تسجيل أي حالة حتى الآن في المملكة، رغم أنها من بين البلدان القليلة جداً التي قررت الحفاظ على رحلاتها الجوية مع الدول التي ينتشر فيها الفيروس بشكل كبير، «من باب التضامن مع هذه الدول».

والمراقبة الصحية لعدد قليل من المسافرين أمر يمكن تدبيره في الوقت الراهن، لكن تظاهرة كبيرة كأمم إفريقيا سيقصدها الآلاف من الصعب تدبيرها.

وإذا كانت حماية صحة المواطنين هي الحجة الوحيدة التي تدفع بها السلطات المغربية لتفسير إصرارها على طلب التأجيل، فإن هناك اعتبارات أخرى تفسر الإصرار المغربي، على رأسها القطاع السياحي المغربي الذي يمثل نحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي، ويطمح المغرب الى جلب 20 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2020 مقابل 10 ملايين زاروا البلد خلال 2013، إذ إن البطولة الإفريقية كانت ستشكل دفعة قوية للسياحة «في فترة من السنة تشهد نوعاً من الركود السياحي» حسب منصف اليازغي الباحث في السياسات الرياضية.

لكن، من ناحية أخرى «إذا ظهرت حالة واحدة أو حالتا اصابة بفيروس ايبولا وانتشر الخبر عبر أرجاء العالم فسيكون لذلك أثر سلبي كبير»، على القطاع السياحي كما يوضح اليازغي.

الأكثر مشاركة