نيمار.. رهان البرازيل الأول لمحو «عار السباعية» في «كوبا أميركا»

يسعى المنتخب البرازيلي لكرة القدم إلى طيّ صفحة سوداء من تاريخه الكروي، عندما يخوض بطولة أميركا الجنوبية (كوبا أميركا)، التي تستضيف تشيلي نسختها الـ44 من 11 يونيو إلى الرابع من يوليو المقبل، ويدخل «سيليساو» إلى البطولة القارية التي توج بلقبها ثماني مرات آخرها عام 2007، وهو يبحث عن استعادة ثقة جماهيره العريضة بعد «المذلة» التي عاشها على أرضه الصيف الماضي، في نهائيات كأس العالم حين خرج من نصف النهائي بخسارة تاريخية أمام ألمانيا 1-7، قبل ان يتلقى ضربة قاسية ثانية في مباراة المركز الثالث بخسارته أمام هولندا صفر-3.

دماء جديدة

ضخ مدرب البرازيل دونغا، دماء جديدة، من خلال ضم بعض اللاعبين، الذين بإمكانهم أن يلعبوا دوراً مهماً في تشيلي، مثل لاعب وسط شاختار دانييتسك الأوكراني فريد، ومدافع موناكو الفرنسي فابينيو، ولاعب وسط لاتسيو الإيطالي فيليبي أندرسون، الذين شاركوا في مباراة الأحد ضد المكسيك، التي تمكن خلالها لاعب ليفربول الإنجليزي فيليبي كوتينيو، من افتتاح سجله التهديفي مع «سيليساو». وتفتتح البرازيل مشوارها في تشيلي 2015 بمواجهة بيرو الأحد المقبل، ضمن منافسات المجموعة الثالثة، قبل ان تجدد الموعد مع كولومبيا في 17 الجاري، في إعادة للدور ربع النهائي من مونديال الصيف الماضي، ثم تختتم مشوارها في الدور الأول ضد فنزويلا في 21 منه.

ويبدأ المنتخب البرازيلي حقبة جديدة برهان متجدد على نجمه الأول نيمار، الذي يدخل البطولة منتعشاً بموسم مميز مع برشلونة، ختمه بلقب دوري الأبطال، ومع مدربه الجديد ــ القديم كارلوس دونغا، الذي حل خلفاً للويز فيليبي سكورلاي، بعد نهائيات مونديال 2014. ويبدو ان بطل مونديال 1994 أعاد إلى منتخب بلاده الثقة بقدراته وبموقعه بين كبار اللعبة الشعبية الأولى في العالم، اذ خرج «سيليساو» فائزاً من جميع المباريات الودية التسع التي خاضها بقيادته، آخرها في السابع من الشهر الجاري ضد المكسيك (2-صفر)، وبينها مواجهات ضد منتخبات كبيرة مثل الغريم الأرجنتيني (2-صفر)، وكولومبيا (1-صفر)، وفرنسا (3-1)، وتشيلي (1-صفر). ويمني البرازيليون النفس بتكرار سيناريو نسخة فنزويلا 2007، حين توجوا باللقب القاري الأخير بقيادة دونغا بالذات، من خلال الفوز على الغريم الأرجنتيني بثلاثية نظيفة. ويعول «سيليساو» في مغامرته التشيلية على نجم برشلونة نيمار، الذي سيحاول تعويض ما فاته في مونديال بلاده، حيث اضطر إلى مشاهدة بلاده تتقهقر في نصف النهائي ومباراة المركز الثالث بعد تعرضه لإصابة خطيرة في ظهره خلال مواجهة الدور ربع النهائي ضد كولومبيا (2-صفر).

وإدراكاً منه لأهمية الدور الذي يمكن لنيمار ان يلعبه مع منتخب بلاده، قرر دونغا العام الماضي ان يمنح نجم سانتوس السابق، المتوج هذا الموسم بثلاثية تاريخية مع فريقه برشلونة، شارة القائد، رغم صغر سنه (23 عاماً حالياً).

«لم تكن مفاجأة، الأرقام موجودة لتؤكد أن نيمار يرتقي بمستواه كثيراً عندما يضع شارة القائد»، هذا ما قاله دونغا في مارس الماضي، عن نجم فريقه، مضيفاً «انه لاعب يعشق التحدي، كلما ازدادت المسؤوليات الملقاة على عاتقه ازداد نموه وتطوره كلاعب، انه يصنع التاريخ في الكرة الأوروبية».

وغاب نيمار عن المباراة الودية التي خاضتها البرازيل الأحد الماضي، في ساو باولو ضد المكسيك، بسبب انشغاله بنهائي دوري ابطال أوروبا ضد يوفنتوس الإيطالي، الذي حسمه برشلونة 3-1، وكان للنجم البرازيلي حصة بهذا التتويج التاريخي بتسجيله الهدف الثالث في الوقت بدل الضائع.

وشكل الهدف الذي سجله نيمار في نهائي برلين الختام المثالي لموسم رائع مع برشلونة الذي أصبح أول فريق يتوج بالثلاثية للمرة الثانية في تاريخه، وهو يأمل ان يواصل تألقه في تشيلي. وقال دونغا «من الجيد لكرة القدم البرازيلية بأكملها ان يتمكن أحد لاعبيها من التسجيل في النهائي والفوز بدوري أبطال أوروبا».

 

صدام مبكر بين ميسي ونيمار

إذا تمكنت البرازيل من تصدر مجموعتها في الدور الأول فستخوض مواجهة محتملة صعبة للغاية ضد ثاني المجموعة الثانية، الذي سيكون إما منتخب الأوروغواي حامل اللقب أو غريمه الأرجنتيني. ويبدو من الأفضل للبرازيل ان تنهي مجموعتها في المركز الثاني، لأنها ستواجه حينها ثاني المجموعة الأولى، التي تضم تشيلي المضيفة والمكسيك والإكوادور وبوليفيا. يذكر انه يتأهل إلى الدور ربع النهائي بطل ووصيف كل من المجموعات الأربع، اضافة إلى أفضل منتخبين في المركز الثالث.

 

أبرز الغيابات

سيفتقد دونغا جهود مارسيلو الظهير الأيسر لريال مدريد، وكذلك لاعب الوسط لويز غوستافو بسبب إصابات بسيطة. كما خرج الحارس دييغو الفيس من التشكيلة، ولن يتمكن اوسكار لاعب تشيلسي من المشاركة، لحاجته إلى بعض الوقت للتعافي من إصابة.

لكن كل هذه الغيابات ليس من المفترض أن تؤثر كثيراً في دونغا، في ظل وقوع البرازيل في مجموعة سهلة تضم بيرو وكولومبيا وفنزويلا. وتضم تشكيلة البرازيل أكثر من لاعب لم يشارك في أي لقاء دولي مثل المدافعين جيفرسون وفابينيو والحارسين مارسيلو جروهي ونيتو، ويعتقد المدرب أن البطولة القارية ستكون مهمة في مشوار الفريق قبل تصفيات كأس العالم.

الأكثر مشاركة