كاسياس يخرج من الباب الصغير لقلعة ريال مدريد
أعلن ريال مدريد وصيف بطل الدوري الإسباني لكرة القدم أن الحارس الرمز إيكر كاسياس، الذي أمضى معه 25 عاماً، وحقق كل ما يتمناه، سيوقع قريباً مع بورتو البرتغالي.
وقال الفريق الملكي، في بيان صدر بوقت متأخر ليل أول من أمس، إنه بعد ثلاثة أيام من مفاوضات عاصفة «توصل ريال مدريد وبورتو إلى اتفاق حول انتقال إيكر كاسياس إلى النادي البرتغالي».
وكان كاسياس (34 عاماً) التحق بريال مدريد عام 1990، وهو في سن التاسعة من العمر فقط، وتدرج في فئاته السنية حتى طرق باب الفريق الأول عام 1999، وتربع بقوة على القمة إلى أن أصبح «أيقونة» الفريق وقائده.
وكتب نادي العاصمة الإسبانية في البيان: «أفضل حارس مرمى في ريال مدريد وفي تاريخ كرة القدم الإسبانية، يبدأ مرحلة جديدة». ويشكل هذا الانتقال المنتظر انعطافة تاريخية لريال مدريد، الذي يحاول ضم الإسباني دافيد دي خيا من مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وكان وكيل أعمال الحارس «الأسطوري» كارلو كوتروبيا أبلغ الصحافة، الإثنين الماضي، بوجود عرض من بورتو، مؤكداً أن كاسياس «مسرور به».
ويشكل هذا الإعلان خروجاً من الباب الصغير و«حرقة في القلب» للحارس الرمز، الذي يمتد عقده مع الريال حتى 2017، خصوصا أنه أعرب مراراً، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، عن رغبته في إنهاء مسيرته في مدريد. لكن يبدو أن الارتياح هو المنتصر بعد ثلاثة مواسم صعبة على فتى حي موستوليس في ضاحية مدريد، والحارس الذي أحرز مع منتخب بلاده كأس العالم في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، وكأس أوروبا مرتين (2008 و2012). وبدأ نجم كاسياس مرحلة ما قبل الأفول في موسم 2012-2013، حيث بدأ صراعه مع المدرب حينذاك البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي وضعه على مقاعد الاحتياط، بعد أن اتهمه بـ«خلد أوروبي» يفشي للصحافة ما يدور في غرف الملابس.
ووضع كاسياس في منافسة مع دييغو لوبيز، المنتقل إلى ريال مدريد، وأصبح موضع سخرية واستهزاء من قبل جمهور ملعب سانتياغو برنابيو، بسبب الهفوات والأخطاء غير العادية، فنزلت أسهمه إلى الحضيض، وكانت الذروة في مونديال 2014 بالبرازيل، حيث ظهر عليه عجز تام في المباراة ضد هولندا (1-5)، ثم الخروج من الدور الأول، وبالتالي فقدان اللقب.
لكن هذه الأشهر من الشكوك والتشكيك يجب ألا تحمل على نسيان سجل زاخر لصاحب الرقم القياسي في تمثيل بلاده دولياً (162 مباراة دولية)، خلال 25 عاماً، و16 موسماً مع الفريق الأول في نادي العاصمة، حيث حقق معه أكثر مما يتمنى أي لاعب تحقيقه.
وأحرز كاسياس مع الريال 19 لقباً في جميع المسابقات، منها ثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا أعوام 2000 و2002 و2014، وبات في موسمه الأول (1999-2000) أصغر حارس يلعب أساسياً، وهو في سن التاسعة عشرة، وأربعة أيام في نهائي دوري أبطال أوروبا، الذي انتهى بفوز فريقه على مواطنه فالنسيا 3-صفر. ووضع الهدوء وردات الفعل السريعة والصحيحة والارتياح في التعامل مع المهاجمين الخصوم وجهاً لوجه مع كاسياس في مرتبة أفضل حراس المرمى بالتاريخ، وتشهد على ذلك فدائيته في استخلاص الكرة من قدم المهاجم الهولندي أريين روبن في نهائي مونديال 2010، الذي فازت فيه إسبانيا 1-صفر. وبعد خمس سنوات من هذا التاريخ، لم يفقد كاسياس القدرة على كسب المواجهات الثنائية، حيث قام باستعراضين نادرين أمام بيلاروسيا في منتصف يونيو (1-صفر) في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أوروبا 2016 في فرنسا، في مباراة قد تكون الأخيرة له مع المنتخب.