«فيفا» يبحث عن «حياة جــيدة» اليوم
يقف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على مفترق طرق، بعد أن تداعى الأعضاء الـ207 إلى جمعية عمومية غير عادية، اليوم، لإجراء انتخابات رئاسية ثانية في أقل من تسعة أشهر، بعد الانتخابات الأخيرة، سعياً لإنقاذ أهم مؤسسة كروية في العالم.
وتشهد الانتخابات الرئاسية، اليوم، مشاركة خمسة مرشحين، بينهم للمرة الأولى مرشحان عربيان، هما البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم، والأردني الأمير علي بن الحسين، والسويسري جان انفانتينو، والفرنسي شامبين، والجنوب إفريقي سيكسويل.
39 شخصاً معتقلاً تعرض تاريخ «فيفا» إلى تشويه بات يهدد مستقبله خلال الأشهر الماضية، خصوصاً في ظل توالي فضائح الفساد التي أدت إلى اعتقالات بالجملة. وقد وصل عدد الأشخاص المعتقلين المتهمين بالفساد وتبييض الأموال، ضمن مسلسل فضائح الـ«فيفا»، إلى 39 شخصاً، وقد سُلّم العديد منهم إلى الولايات المتحدة. وجميع هؤلاء الأشخاص تولوا مناصب رفيعة في اتحادات بلدانهم وفي «فيفا»، وينتمون إلى قارتي أميركا الجنوبية والكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي). |
وربما يكون انتخاب خلف للعجوز السويسري، جوزيف بلاتر، الحدث الأبرز والأكثر استحواذاً على الاهتمام والصخب الإعلامي في جميع دول العالم، بعد أكثر من زلزال ضرب «فيفا» منذ 27 مايو 2015، بسبب فضائح الفساد وتبييض الأموال وانعدام الشفافية والتشكيك في الإدارة.
وشهدت الأشهر القليلة الماضية محطات مفصلية لإعادة تصويب الأمور، أهمها تشكيل لجنة إصلاحات من قبل «فيفا»، عملت على تقديم اقتراحات، ستعرض على الجمعية العمومية اليوم، تركز على الشفافية والحوكمة وإنشاء كيان إداري موازٍ لتسيير الأمور اليومية، مع تحول اللجنة التنفيذية إلى مجلس تنفيذي لرسم السياسات العامة لكرة القدم في العالم.
واللافت أن تقارير صحافية عدة تطرقت إلى إمكانية حل «فيفا» بسبب الفساد المستشري في داخله منذ عقود، وثبت تورط العشرات من الأسماء التي اعتبرت في الماضي من الرموز الكروية، خصوصاً في أميركا الجنوبية ومنطقة الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي)، ولم يتردد البعض في الدعوة إلى إعلان فترة انتقالية لسنة أو سنتين بإشراف شخصية من خارج عالم كرة القدم لإدارته، ريثما تجري الإصلاحات المطلوبة قبل الدعوة إلى انتخابات جديدة.
لكن البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم (50 عاماً)، أحد المرشحين الخمسة لخلافة بلاتر، اعتبر أنه ليس هناك من إعادة تسمية لـ«فيفا» أو نقل للمقر، بل إعادة هيكلة. ورداً على سؤال عن إمكان نقل المقر من زيوريخ، قال: «لا نحتاج إلى تسمية جديدة أو نقل المقر إلى خارج سويسرا، بل إلى إعادة هيكلة مع قواعد جديدة، وهذا ما بدأت به لجنة الإصلاحات التي قدمت اقتراحات في فترة سريعة، ستُعتمد في الجمعية العمومية المقبلة، لكنها اقتراحات تحتاج إلى الوقت».
واعتبر المرشح السويسري، جياني انفانتينو، الأسبوع الجاري الأهم في 112 عاماً من تاريخ «فيفا»، وقال: «انتخاب الرئيس المقبل واعتماد الإصلاحات العالمية للحوكمة يمكن أن يضعا (فيفا) على طريق جديد من الثقة والاحترام والنمو الاقتصادي».
وتابع إنه «في النهاية، سنعرف إذا قام (فيفا) بخطوة كبيرة إلى الأمام باتجاه الإصلاح والشفافية». ويمني أنفانتينو النفس بخلافة بلاتر في انتخابات اليوم، خاصة في ظل الدعم الكبير الذي حصل عليه من أوروبا وأميركا الجنوبية خلال الايام الاخيرة.
ويبقى الهاجس الأكبر لـ«فيفا» أن تسير الإصلاحات المقترحة في الطريق الصحيح، ويتم إنزالها بالطريقة المقبولة، سواء من قبل أسرة كرة القدم، ومن العالم الخارجي. ويذكر أن «فيفا» يتجرع من الكأس المرة نفسها التي ذاقتها اللجنة الأولمبية الدولية أواخر الألفية الثانية بعد فضيحة أولمبياد سولت لايك سيتي في الولايات المتحدة، وما تكشف من شراء للأصوات كاد يطيح بأهم منظمة رياضية في العالم.
أهم معالم الإصلاحات
* تحديد سنوات ولايات رئيس «فيفا» والأعضاء بـ12 عاماً (ثلاث ولايات حسب النظام الحالي).
* إنشاء مجلس «فيفا» بدلاً من اللجنة التنفيذية حالياً، تكون مهمته وضع الاستراتيجية العامة وسياسات الاتحاد، على أن تتابع الأمانة العامة الخطوات التنفيذية والتجارية المطلوبة لتنفيذ هذه الاستراتيجية.
* يتم انتخاب أعضاء مجلس «فيفا» من الاتحادات الأعضاء في مناطقهم الجغرافية، حسب القوانين الانتخابية لـ«فيفا»، على أن تُجري لجنة من الاتحاد الدولي فحص النزاهة للمرشحين.
* يتعين على كل اتحاد قاري انتخاب امرأة على الأقل في المجلس التنفيذي لـ«فيفا».
* رفع عدد أعضاء المجلس التنفيذي، وتعزيز الشفافية بالكشف عن المكافآت التي يحصل عليها رئيس وأعضاء المجلس، ونشر رواتبهم.
للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.