المنتخب الصغير يلتقي «الديوك» دون ضغوط في دور الثمانية
فرنسا تخشى «سيناريو اليونان» أمام آيسلندا اليوم
تدخل فرنسا، المضيفة الساعية إلى إحراز لقبها القاري الثالث ومعادلة رقم إسبانيا وألمانيا، مباراتها مع آيسلندا اليوم الأحد على «استاد دو فرناس» في سان دوني في ربع نهائي كأس اوروبا 2016، وهي مدركة أن مهمتها لن تكون سهلة على الاطلاق بعد العروض الرائعة التي قدمتها منافستها حتى الآن.
وتخوض فرنسا المباراة وهي مرشحة لتخطي آيسلندا البالغ عدد سكانها 330 ألف نسمة فقط، وتعد مغمورة على خريطة كرة القدم، لكنها نجحت في تحقيق نتائج لافتة في السنتين الأخيرتين بدأتها بالتغلب على هولندا في التصفيات المؤهلة إلى هذه البطولة، وأسهمت بنسبة كبيرة في عدم مشاركة المنتخب البرتقالي في العرس القاري.
وأكثر ما يخشاه الفرنسيون أن يتكرر معهم ما حصل حين كانوا يدافعون عن لقبهم الذي أحرزوه في كأس أوروبا 2000، وذلك بعد وصولهم إلى دور ربع النهائي في البطولة التي أقيمت في ضيافة البرتغال سنة 2004، وتعرضوا فيها لخسارة مفاجئة وقاسية امام المنتخب اليوناني المغمور 1-صفر، والذي واصل طريقه وهزم أصحاب الارض البرتغال في المباراة النهائية، وتوج باللقب، وهو ما يخشاه الفرنسيون أن تكون آيسلندا «يونان» جديدة.
لمشاهدة إحصاءات ما قبل المواجهة، يرجى الضغط على هذا الرابط. |
وكانت فرنسا احتاجت الى هدف متأخر ضد رومانيا في المباراة الافتتاحية لتخرج فائزة 2-1، ثم سجلت هدفين في الوقت بدل الضائع لتتغلب على ألبانيا 2-صفر، وسقطت في فخ التعادل السلبي امام سويسرا في المباراة الثالثة في دور المجموعات.
وفي ثمن النهائي، تخلفت فرنسا امام جمهورية إيرلندا بهدف مبكر قبل ان تسجل هدفين سريعين في منتصف الشوط الثاني بواسطة انطوان غريزمان.
ويغيب عن المنتخب الفرنسي قلب دفاعه عادل رامي ولاعب الوسط نغولو كانتيه الموقوفان لحصولهما على بطاقة صفراء ثانية في البطولة، وسيحل بدلاً من الأول صامويل أومتيتي المنتقل حديثاً من ليون الى برشلونة الإسباني، وبدلاً من الثاني موسى سيسوكو أو يوهان كاباي.
واعتبر مساعد مدرب منتخب آيسلندا هيمير هالغريمسون الذي يعمل طبيباً للاسنان أيضاً ان التطلعات المحدودة لفريقه ستصب في مصلحته، وقال في هذا الصدد «هناك فارق كبير بين الضغوط على آيسلندا وفرنسا، فبالنسبة الى فرنسا هي لا تستطيع خسارة هذه المباراة لأنها ستكون مأساة حقيقة بالنسبة الى الشعب الفرنسي، لكن الشعب الآيسلندي سيكون سعيداً بمجرد ان نقدم عرضاً جيداً امام الدولة المضيفة».
وأضاف «نحلم بتحقيق شيء كبير لكن يتعين علينا أن نكون واقعيين ايضاً، لأننا نستطيع ان نلعب أفضل مباراة لنا ونخسر امام فرنسا».
وتوقع يون دادي بودفارسون الذي سجل هدف الفوز في مرمى النمسا على الملعب الذي ستقام عليه المباراة في الضاحية الباريسية، ان تواجه آيسلندا صعوبة اكبر في مواجهة فرنسا منها ضد انجلترا.
وقال في هذا السياق «أعتقد أن المباراة ستكون اصعب. ستلعب فرنسا بإيقاع سريع عندما تكون الكرة بحوزة لاعبيها، وبالتالي سيكون الدفاع اكثر صعوبة في مواجهة هذا الأسلوب».
وأضاف «يملك المنتخب الفرنسي سرعة في الخط الامامي ولاعبين يتمتعون بمهارات فردية كبيرة، لذلك يتعين علينا أن نكون جاهزين لمواجهة هذا النوع من اللاعبين».
ويحوم الشك حول مشاركة قائد آيسلندا آرون غونارسون الذي يعاني آلاماً في ظهره، لكن مدرب الفريق السويدي لارس لاغرباك توقع مشاركته في المباراة.
وتأمل آيسلندا الاستفادة من الضغط النفسي الذي تواجهه منافستها فرنسا المضيفة من أجل تحقيق مفاجأة مدوية اخرى.
وبدا الاسترخاء واضحاً على المعسكر الآيسلندي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد الاربعاء، والذي افتتحه هالغريمسون بسؤال أحد الصحافيين السويديين عن رأيه في حظوظ آيسلندا ضد فرنسا.
واعتبر في المقابل المدرب السويدي لأيسلندا، لاغرباك ان الفرق الصغيرة تكون المستفيدة دائماً من استبعادها عن الترشيحات كما كانت الحال أمام انجلترا لأنه (بالنسبة للانجليز)، إذا لم يكن بإمكانك الفوز على آيسلندا فهذا أمر سيئ للغاية.
وكانت بداية أيسلندا بالتأهل التاريخي الى النهائيات، رغم القاعدة الصغيرة للاعبي كرة القدم في البلاد ويقدر عددهم بنحو 20 ألفاً.
وتدرج الحلم ليصبح حقيقة ساطعة في البطولة، تعادل 1-1 مع برتغال كريستيانو رونالدو، ثم آخر أمام المجر بالنتيجة ذاتها، قبل الفوز التاريخي على النمسا 2-1 والتأهل الى ثمن النهائي.
اعتبر كثيرون أن المغامرة الآيسلندية وصلت الى نهايتها، لأن المنافس هذه المرة هو المنتخب الانجليزي صاحب الأسماء الرنانة والدوري الأشهر في العالم، لكن المفاجأة حصلت بفوز آيسلندا على انجلترا 2-1.
دفعت انجلترا ثمن الإفراط في الثقة، ما أدى الى خسارتها المذلة وخروجها من البطولة، ولم يتأخر مدربها روي هودجسون عن تقديم استقالته بعد أن كان يأمل بعبور آيسلندا على الاقل للبقاء حتى مونديال روسيا 2018.
وكان تعليق اللاعب الآيسلندي راغنار سيغوردسون واضحاً جداً بقوله «ظنوا أنها ستكون نزهة في حديقة، ولكن كان لدينا ثقة بقدراتنا». وتأمل فرنسا ألا يتكرر معها سيناريو مباراة إنجلترا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news