الماكينات تنهي عقدة دامت 54 عاماً
ركلات «ماراثونية» وإخفاقات «مفزعة» في قمة ألمانيا وإيطاليا
أهدر منتخب ألمانيا ركلات ترجيح في 10 دقائق، أول من أمس، أمام إيطاليا في بطولة أمم أوروبا 2016، أكثر مما أضاع في ست مواجهات سابقة حسمت بركلات الترجيح على مدار 40 عاماً، لكنه نجح مع ذلك في شق طريقه نحو الانتصار وإنهاء عقدة دامت 54 عاماً أمام إيطاليا ليتأهل إلى قبل النهائي.
وأضاعت ألمانيا محاولتين فقط من قبل في ركلات الترجيح، إذ كلفها إهدار أولي هونيس لركلته في 1976 لقب بطولة أوروبا، كما أخفق أولي شتيلكه في تنفيذ محاولته الانتصار على فرنسا في قبل نهائي كأس العالم 1982.
وفي مباراة أول من أمس، أضاع منتخب ألمانيا ثلاث ركلات، لكنه فاز 6-5 بعدما أهدرت إيطاليا أربع محاولات في ركلات ترجيح ماراثونية من 18 ركلة، شهدت إخفاقات مفزعة من اللاعبين بعد انتهاء المباراة 1-1 عقب وقت إضافي.
ومنح مسعود أوزيل التقدم لألمانيا في الدقيقة 65 قبل أن يسجل ليوناردو بونوتشي هدف التعادل من ركلة جزاء ليفرض اللجوء إلى وقت إضافي، وعندما فشل الفريقان في التسجيل خلال الوقت المضاف كانت التوقعات في مصلحة ألمانيا بشكل كبير.
ومنذ أهدر هونيس ركلته أصبح المنتخب الألماني متخصصاً في ركلات الترجيح، وحتى أول من أمس كان قد فاز أربع مرات في أربع مواجهات وصلت لركلات ترجيح في كأس العالم، كما تغلب على إنجلترا في ركلات الترجيح الوحيدة الأخرى له في بطولة أوروبا بقبل نهائي 1996.
وعلى النقيض خسرت إيطاليا خمساً من ثماني مواجهات وصلت لركلات الترجيح، بينها فوز وهزيمة في نهائي كأس العالم، لكن بدلاً من التفوق المعتاد تعين على مشجعي ألمانيا في بوردو لمرة واحدة تجربة الجانب الآخر من العملة في مجموعة فوضوية من المحاولات.
وقال الحارس مانويل نوير «لا يمكن فقط الافتراض بأنه إذا كانت هناك ركلات ترجيح فإن ألمانيا ستتأهل»، وأضاف «لم أشاهد مطلقاً ركلات ترجيح بهذه الطريقة، لم أكن أدري حتى عددها، أعتقد أنهم ظلوا يسددون فقط في منتصف المرمى، لحسن الحظ نجحت في إيقاف واحدة».
ومع اختيار القائد باستيان شفاينشتايغر على نحو لا يمكن تفسيره للمرمى الواقع أمام الجماهير الإيطالية لتنفيذ ركلات الترجيح، أرسل الحارس نوير لورينزو انسيني إلى الجهة الخاطئة في ركلة الترجيح الأولى، وحافظ توني كروس على هدوئه ليتعادل. واشترك البديل سيموني زازا في الثواني الأخيرة من أجل قدرته على تنفيذ ركلات الترجيح، لكنه ركض بشكل غريب بدا أنه أربكه ثم سدد فوق العارضة في أول لمسة له للكرة في المباراة.
ثم أصبح توماس مولر - الذي لم يسجل مطلقاً في أي بطولة لأوروبا لكنه أحرز 10 أهداف في كأس العالم - أول لاعب ألماني يهدر ركلة ترجيح في 34 عاماً عندما أنقذ الحارس جيانلويجي بوفون محاولته.
ولم يعط اندريا بارزالي مدافع إيطاليا أي فرصة لنوير ثم تقدم أوزيل ليسدد في القائم لتبدو ألمانيا في طريقها للخروج بسبب أمر هي الأكثر براعة فيه، وأهدر أوزيل أيضاً ركلة جزاء في دور الـ16 أمام سلوفاكيا.
وكان جراتسيانو بيليه مهاجم إيطاليا مفعماً بالثقة، وأشار لنوير بأنه يخطط لتسديد الكرة من فوقه، قبل أن يطيح بها خارج المرمى على نحو مروع.
وارتقى البديل الألماني، يوليان دراكسلر، الذي ترك مكانه في التشكيلة الأساسية من أجل إشراك مدافع إضافي، لمستوى الحدث، وسدد ركلته بنجاح. ثم قام نوير بواجبه وأنقذ ثاني ركلة لبونوتشي، وهو ما كان معناه أن اللاعبين اللذين سجلا في المباراة أخفقا في ركلات الترجيح.
وتقدم القائد شفاينشتايجر وهو مستعد ليكون البطل، لكن محاولته ذهبت فوق العارضة، واستقرت الأمور بعد انتهاء الركلات الخمس الأولى، فسجل كل فريق ثلاث مرات تضمنت بعض التعويض لمدافع ألمانيا جيروم بواتنج الذي احتسبت ضده ركلة جزاء في الوقت الأصلي بسبب لمسة يد غريبة.
وأوقف نوير بعد ذلك محاولة ماتيو دارميان الضعيفة ليمنح فريقه أخيراً فرصة الفوز بالمباراة.
وتقدم الظهير الشاب يوناس هيكتور للتنفيذ وسدد كرة سيئة لكن هذه المرة مرت من أسفل جسد الحارس جيانلويجي بوفون إلى الشباك، لتفوز ألمانيا لأول مرة في بطولة كبيرة على إيطاليا بعد ثماني محاولات فاشلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news