البرتغال وويلز تبحثان عن بطاقة نهائي «يورو 2016» اليوم
بايل ورونالدو في معركة الـ «200 مليون يورو»
سيكون ملعب «بارك اولمبيك ليونيه»، اليوم، مسرحاً لمواجهة تتجاوز قيمتها الـ200 مليون يورو بين البرتغالي كريستيانو رونالدو وزميله في ريال مدريد الويلزي غاريث بايل، وذلك في الدور نصف النهائي من كأس أوروبا 2016 المقامة في فرنسا حتى الأحد المقبل، وهذا بالنظر إلى قيمة انتقال اللاعبين إلى ريال مدريد، وما يشكلانه كذلك من قيمة كروية على أرضية الملعب، فقد كلف بايل ريال مدريد نحو 100 مليون يورو في 2013، في حين تكلف انتقال رونالدو قبل سبع سنوات 90 مليون يورو.
وإذا كان وصول البرتغال ورونالدو إلى نصف النهائي البطولة القارية أمراً «روتينياً»، نظراً إلى تاريخ الفريق في النهائيات، فإن وجود بايل ورفاقه في هذه المرحلة يعتبر إنجازاً تاريخياً، لأنه يتحقق في أول مشاركة لويلز.
ومن المتوقع أن تكون المواجهة مثيرة بين منتخب برتغالي شق طريقه إلى دور الأربعة دون أن يلمع، ومنتخب ويلزي استحق مكانه بين الكبار، بعدما قدم أداءً لافتاً، إن كان في دور المجموعات أو في الدور ربع النهائي عندما أقصى بلجيكا وترسانتها بالفوز عليها 3-1.
لمشاهدة إحصاءات ما قبل المواجهة، يرجى الضغط على هذا الرابط. فرصة تاريخية لرونالدو ستكون مباراة ويلز فرصة أمام رونالدو للظهور بشكل مغاير، كما ستدخله التاريخ، لأنه سيضيف رقماً قياسياً آخر إلى الانجازين اللذين حققهما في النهائيات الحالية، أي أول لاعب يسجل في اربع نهائيات، وصاحب أكبر عدد مباريات (19 مقابل 16 للحارس الفرنسي ادوين فان در سار والمدافع الفرنسي ليليان تورام). وسيصبح رونالدو أول لاعب يخوض نصف النهائي ثلاث مرات، كما يملك إمكانية أن يصبح ثالث لاعب يسجل أكثر من هدف في دور الأربعة، الى جانب السوفييتيين فيكتور بونيديلنيك وفالنتين ايفانوف، اللذين سجلا في نسختي 1960 و1964. بايل: المواجهة لا تتعلق بلاعبين فقط قال الولزي غاريث بايل في تصريحات صحافية إن «المواجهة لا تتعلق بلاعبين، الجميع يعرف ذلك، بل إنها مرتطبة ببلدين في دور نصف النهائي». وتحدث بايل الذي لعب دوراً أساسياً في المشوار التاريخي لويلز بتسجيله ثلاثة أهداف في الدور الاول، وتسببه بهدف التأهل إلى الدور ربع النهائي على حساب ايرلندا الشمالية، عن زميله رونالدو قائلاً: «إنه لاعب مذهل، والجميع يعرف ما بامكانه فعله. نحن نركز على ما بإمكاننا فعله كفريق، ولا نركز على الأفراد». |
وما يزيد من حدة الإثارة في هذه المواجهة أن رونالدو وبايل اللذين اعتادا على اللعب إلى جانب بعضهما في ريال مدريد، سيتنافسان على المجد الوطني، وكل لنفسه، عوضاً عن تضافر جهودهما من أجل مجد فريقهما الملكي.
ورغم فوزه بدوري أبطال أوروبا مرتين في ثلاثة أعوام مع ريال مدريد، وجد بايل نفسه في ظل رونالدو منذ وصوله إلى «سانتياغو برنابيو»، حيث يعتبر النجم البرتغالي أسطورة حية، ليس من فراغ، بل لأنه أفضل هداف في تاريخ النادي الملكي.
لكن في فرنسا 2016 كان الأمر مختلفاً، لأن بايل فرض نفسه من أفضل نجوم البطولة القارية، في حين وجهت الانتقادات لرونالدو الذي اكتفى بهدفين في الدور الأول (3-3 ضد المجر في الجولة الاخيرة).
ولم توجه الانتقادات لرونالدو الذي بات أمام المجر أول لاعب في تاريخ كأس أوروبا يسجل في أربعة نهائيات متتالية، رافعاً رصيده في النهائيات إلى ثمانية، ليصبح على بعد هدف من الرقم القياسي للفرنسي ميشال بلاتيني (9 عام 1984)، ليس بسبب أدائه المتواضع في البطولة فحسب، بل بسبب «تعجرفه» وتهجمه غير المبرر على المنتخب الايسلندي خلال المباراة الأولى (1-1).
واتهم رونالدو المنتخب الايسلندي بأنه صاحب «عقلية ضيقة»، معتبراً أن هذا المنتخب الذي يخوض مغامرته الأولى على الإطلاق، إن كان على الصعيد القاري أو العالمي «لم يحاول أي شيء، وكل ما فعله هو التكتل داخل المنطقة».
وأضاف رونالدو: «لقد وضعوا الحافلة في الشباك»، أي أنهم تكتلوا داخل المنطقة، وكأن حافلة واقفة بين الخشبات الثلاث، مضيفاً «آيسلندا لم تحاول فعل أي شيء، كل ما فعلته هو الدفاع، الدفاع والدفاع، خلقوا فرصتين وسجلوا منهما هدفاً، وكانت ليلة حظهم. نشعر بالإحباط لأنهم لم يحاولوا حتى الفوز باللقاء».
وواصل: «لهذا السبب اعتقد بأنهم لن يحققوا شيئاً هنا (في كأس أوروبا). برأيي أنهم يملكون عقلية ضيقة، اعتقدت أنهم فازوا بكأس أوروبا بالطريقة التي احتفلوا بها في نهاية اللقاء».
ولم يكن رونالدو مصيباً في توقعاته، لأن المنتخب الايسلندي كان نجم البطولة إلى جانب نظيره الويلزي، كونه نجح في الوصول إلى ربع النهائي في مشاركته الأولى، قبل أن تنتهي مغامرته على يد فرنسا المضيفة (2-5).
ثم دخل رونالدو في موقف حرج آخر يضيفه إلى إهانته الايسلنديين، وإضاعته ركلة جزاء في المباراة الثانية لبلاده ضد النمسا (صفر-صفر)، إذ رمى مذياع صحافي حاول الحديث معه خلال النزهة التقليدية قبل مباراة المجر.
وفي وقت كان فيه لاعبو منتخب البرتغال يتنزهون في ليون بالقرب من مجرى مائي، حاول صحافي برتغالي الاقتراب من هداف ريال مدريد وأخذ انطباعاته عن مباراة المجر، لكن رونالدو أبدى انزعاجه، فتخلص من المذياع ورماه في الماء المجاور، بحسب مشاهد تداولتها الصحف البرتغالية والإسبانية.
لكن لاعب وسط البرتغال اندري غوميز دافع عن قائده، قائلاً: «لقد عمل بجهد كبير من أجل مصلحة المجموعة، وهذا الأمر الأهم. لقد قدم كل ما لديه»، مضيفاً «بايل يعتبر مرجعاً بالنسبة لويلز كما هي حال رونالدو بالنسبة لنا».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news