غريزمان.. «زيدان» جديد في منتخب فرنسا
وجد المنتخب الفرنسي بطلاً كان يبحث عنه منذ أعوام، وتحديداً منذ أيام زين الدين زيدان الذي قاده الى لقب كأس العالم 1998 ونهائي 2006 وكأس أوروبا 2000، واسمه أنطوان غريزمان الذي دخل الى نهائيات كأس اوروبا 2016 وهو خارج حسابات النجومية في ظل الجدل القائم بسبب استبعاد كريم بنزيمة.
ترتيب الهدافين
* 6 أهداف: أنطوان غريزمان (فرنسا). * 3 أهداف: غاريث بايل (ويلز) والفارو موراتا (إسبانيا) وديميتري باييت وأوليفييه جيرو (فرنسا) ولويس ناني وكريستيانو رونالدو (البرتغال) * هدفان: بوغدان ستانكو (رومانيا)، وروميلو لوكاكو (بلجيكا)، وايفان بيريسيتش (كرواتيا)، وبالاش دشودشاك (المجر)، وياكوب بلاشتشيكوفسكي (بولندا)، وماريو غوميز (ألمانيا)، وروبي برادي (جمهورية إيرلندا)، وغراتسيانو بيليه (إيطاليا)، وهال روبسون-كانو (ويلز)، وراديا ناينغولان (بلجيكا)، وكولباين سيغثورسون وبيركير بيارناسون (آيسلندا). جيرو: غريزمان أسكت المشككين
اعتبر زميل غريزمان في الهجوم بالمنتخب الفرنسي، أوليفييه جيرو، أن «غريزمان أسكت المشككين»، قائلاً: «لقد استلم القيادة في هجومنا وأصبح عنصراً لا غنى عنه»، فيما رأى بوغبا أن الهدف الذي جاء بعد تمريرته العرضية أكمل ليلة رائعة في مرسيليا، حيث احتشد 65 ألف مشجع في «ستاد فيلودروم». وتابع لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي: «لقد لعبتها (الكرة) عرضية وغريزو كان هناك، الامر كان رائعاً في فيلودروم، بصراحة كرة القدم شيء رائع». |
لكن مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني فرض نفسه النجم الابرز لبلاده في هذه النهائيات التي تستضيفها على أرضها، اذ نجح بأهدافه الستة حتى الآن في قيادتها الى نهائي البطولة القارية للمرة الاولى منذ 2000 والثالثة في تاريخها، حيث يتطلع لتحقيق اللقب القاري خلال لقاء البرتغال في النهائي غداً.
وصحيح ان غريزمان الذي يخوض النهائيات القارية للمرة الاولى في مسيرته رفض مقارنته بالأسطورة ميشال بلاتيني الذي قاد «الديوك» الى لقبهم الأول عام 1984، لكن المهاجم الصغير القامة حفر اسمه في سجلات عظماء الكرة الفرنسية، خصوصاً بعد الدور الذي لعبه بقيادتهم الى النهائي على حساب ألمانيا بطلة العالم بعد ان سجل ثنائية الفوز.
«إنه لاعب رائع. لقد أظهر معدنه كلاعب معطاء في مباراة»، هذا ما قاله مدرب فرنسا ديدييه ديشان عن غريزمان الذي أصبح أول لاعب يسجل خمسة أهداف او أكثر منذ التشيكي ميلان باروش في نسخة 2004 (5 اهداف)، واللاعب الوحيد الذي يتفوق عليه بعدد الأهداف في نسخة واحدة هو مواطنه بلاتيني (9 عام 1984).
وواصل ديشان: «كان حاسماً بالنسبة لنا في هذه البطولة الأوروبية، بإمكانه التسجيل وبإمكانه مساعدة الآخرين على التسجيل».
ما هو مؤكد ان بإمكان فرنسا التي ثأرت من خسارتها أمام المانيا في ربع نهائي مونديال 2014 وأكدت تألقها على أرضها في البطولات، إذ لم تذق طعم الهزيمة بين جماهيرها للمباراة الثامنة عشرة على التوالي (5 مباريات في كأس اوروبا 1984 حين توج باللقب و7 في كأس العالم 1998 حين توج أيضا و6 في كأس أوروبا 2016)، ان تعتمد في النهائي على لمحات أخرى من غريزمان الذي أظهر رباطة جأش مميزة جداً بتنفيذه ركلة الجزاء في الوقت بدل الضائع من الشوط الاول.
ففي نهاية دوري ابطال اوروبا في مايو الماضي، أهدر غريزمان ركلة جزاء لفريقه اتلتيكو في الشوط الاول من مواجهته مع جاره اللدود ريال مدريد كانت بالإمكان ان تغير مجرى المباراة التي حسمها الاخير بركلات الترجيح وتوج بلقبه الحادي عشر.
لكن في مباراة أول من أمس في مرسيليا، لم يتردد غريزمان في تولي المسؤولية رغم الضغط المعنوي وذكريات ذلك اليوم المشؤوم على ملعب «سان سيرو» في ميلانو، وقد نجح في وضع الكرة بعيداً عن متناول الحارس العملاق مانويل نوير مسجلاً هدفا مصيريا، خصوصاً ان الافضلية كانت للالمان في معظم فترات الشوط الاول.
وعلق غريزمان على هذا الامر قائلاً «أردت ان انفذ ركلة الجزاء في لحظة مهمة للغاية، وانا سعيد لأني فعلت ذلك، وسعيد لأني سجلت».
ولم يأت تألق غريزمان في نهائيات كأس اوروبا من فراغ، وذلك لأن المهاجم السابق لريال سوسييداد الاسباني قادم من موسم رائع مع اتلتيكو، اذ سجل 32 هدفاً لفريق المدرب الارجنتيني دييغو سيميوني بفضل غريزته القاتلة أمام المرمى، كما أظهر في الهدف الثاني الذي جاء بعدما انقض على الكرة امام المدافعين الالمان وحولها الى الشباك إثر تدخل غير موفق لنوير على عرضية من بول بوغبا.
وعلق المهاجم البالغ من العمر 25 عاماً على هذا الهدف قائلاً «بالنسبة للهدف الثاني كنت متربصاً بانتظار أي خطأ من الحارس».
فرصة للثأر
بعد أن ثأر منتخب «الديوك» من نظيره الألماني الذي فرض نفسه عقدة له في البطولات الكبرى بفوزه عليه في ثلاث مناسبات (نصف نهائي مونديال 1982 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 3-3، ونصف نهائي مونديال 1986 بنتيجة صفر-2، وربع نهائي مونديال البرازيل 2014 بنتيجة صفر-1)، ستكون الفرصة سانحة أمام غريزمان لتحقيق ثأر شخصي من لاعبي ريال مدريد رونالدو وبيبي عندما يواجههما غداً في سان دوني.
ويأمل غريزمان الذي حرم قبل أسابيع على يد رونالدو ورفاقه في ريال من لقبه الكبير الأول على الإطلاق ان كان على صعيد الأندية او المنتخب، أن يقود بلاده الى لقبها القاري الثالث وأن يحرم «سي آر 7» فرحة التتويج الأول مع بلاده بعد أن توج بجميع الألقاب الممكنة على صعيد الأندية ان كان مع مانشستر يونايتد الإنجليزي أو النادي الملكي.