«قرش قرطاج» يتطلع إلى الذهبية الثالثة في «ريو 2016»

يطمح السباح والبطل الأولمبي التونسي أسامة الملولي (32 عاماً) إلى تجديد العهد مع الذهب خلال مشاركته في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 في البرازيل. ويشارك «قرش قرطاج» (مثلما يلقب في تونس) في الأولمبياد للمرة الخامسة في مسيرته الرياضية، وهدفه تحقيق الميدالية الذهبية الثالثة في مسيرته.

ويعتبر الملولي أكثر رياضي تونسي تتويجاً بميداليات في الألعاب الأولمبية، إذ حصل على ذهبية سباق 10 كلم سباحة حرة، وبرونزية سباق 1500 متر سباحة خلال أولمبياد لندن 2012، وذهبية 1500 سباحة حرة في أولمبياد بكين 2008. وهو أيضاً أول سباح في تاريخ الأولمبياد يتوج بالذهب في مسابقتي 10 كلم و1500 متر.

وسيدافع «قرش قرطاج» في الأولمبياد المقبل عن لقبه في سباق 10 كلم سباحة حرة، وهي تخصصه، كما لا يستبعد المشاركة في سباق 1500 متر. وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس وسط العاصمة تونس، قال الملولي عشية سفره إلى كاليفوريا، حيث يتدرب منذ نحو 15 عاماً «(مسابقة) 1500 متر ستقام قبل ثلاثة أيام من (مسابقة) 10 كلم، وهذا قد يؤثر في جاهزيتي، لكنه قد يكون أيضاً مؤشراً جيداً. سنرى مع مدربي».

ويقر ابن مدينة المرسى (شمال العاصمة تونس) بأن الرهان سيكون «صعباً جداً» في أولمبياد ريو دي جانيرو، كما كان الأمر في البرتغال التي استضافت في يونيو الماضي التصفيات المؤهلية لسباق 10 كلم في المياه الحرة بالألعاب الأولمبية، وفي هذه التصفيات حل الملولي في المركز الخامس.

وتردد الملولي كثيراً، كما يقول، قبل أن يقرر المشاركة في الأولمبياد للمرة الخامسة في مسيرته الرياضية، لكنه حسم الأمر بعد «ستة أشهر من التفكير»، قضى نصفها في تونس التي تعيش مرحلة انتقال ديمقراطي منذ ثورة 2011.

وقال الملولي «بشكل عام 99% من الرياضيين حالمون، نحن نشرع في ملاحقة الحلم فور ولادته في رؤوسنا. الأمور كانت كذلك بالنسبة إلي منذ سن 16 عاماً».

وأضاف أنه يريد تحقيق «الحلم» الأولمبي لإهدائه لعائلته، خصوصاً والدته خديجة، وكل الذين رافقوه خلال مسيرته الرياضية الناجحة.

وأفاد «في تونس ومرسيليا وفون رومي (فرنسا) وفي الولايات المتحدة: كنت محظوظاً لأني عملت مع أناس استثنائيين ساعدوني على تحقيق هذا السجل».

وقال الملولي بخصوص متابعته شؤون بلاده من الولايات المتحدة «في السابق، كانت العائلة منشغلة لأنني بعيد عنها، واليوم أنا من ينشغل من أجلهم»، قبل أن يستدرك «حتى لو كانت هناك تضحيات يجب تقديمها، وخيارات صعبة فنحن فخورون بهذه الديمقراطية». وأعرب الملولي عن اعتزازه بتمثيل تونس في أولمبياد ريو دي جانيرو.

لكن بعد مضي 15 عاماً على إحرازه أول ميدالية فضية خلال دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت في تونس سنة 2001، هل بإمكان الملولي تحقيق إنجاز جديد؟ أجاب الملولي بالقول «سأجتاز شيئاً أعرفه جيداً، الألعاب الأولمبية. وبالنسبة للشبان الجدد سيكون الأمر مختلفاً».

ونوه الملولي «الهادئ والمتفائل» باستعادة علاقة الثقة مع الهيئات الرياضية في بلاده، ما ساعده على التركيز على تحضيراته.

وقال باللغة الإنجليزية «كل واسبح ونم وكرر، هذا روتين رياضي، لا يجب التفكير إلا في ذلك».

وحول «حياته بعد» الرياضة، قال الملولي إن لديه «كثيراً من الأفكار» للرياضة التونسية، ويأمل أن يكون يوماً ما «في موقع لتنفيذها».

وأضاف أنه يريد «مواصلة إعطاء مثال جيد للشباب» التونسي بالقول «إن كان حلمك كبيراً، وعملت بجد، فستحقق هدفك».

وتابع «قد يقول البعض إن هذه شعارات أميركية، ولا تصلح لنا في تونس، لكني أعتقد أن التونسي يستطيع فعل أشياء خارقة».