ريو تتحدى «الأزمات» وترحّب بضيوف الأولمبياد اليوم
ستكون مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، اليوم، على موعد مع التاريخ، كونها ستعطي انطلاقة النسخة الـ31 من دورة الالعاب الأولمبية الصيفية التي تستضيفها أميركا اللاتينية للمرة الاولى في تاريخ الحركة الأولمبية، وذلك عبر حفل افتتاح فني متعدد الالوان على الملعب الأسطوري ماراكانا، الذي شهد قبل عامين تتويج الألمان بكأس العالم لكرة القدم على حساب الأرجنتين.
ووجدت ريو دي جانيرو نفسها أمام تحدٍّ كبير كون سابقتيها بكين (2008) ولندن (2012) تألقتا بحفلين افتتاحيين مبهرين، لكن وعلى الرغم من معاناة البلاد من أسوأ ركود اقتصادي منذ قرن تقريباً وأزمة سياسية خانقة، وعدت البرازيل بتنظيم حفل أكثر تواضعاً سيكون «أكبر حفل لم يسبق تنظيمه أبداً في البلاد».
وعهد بإنجاز الحفل الى البرازيلي فرناندو ميريليش، مخرج افلام «ذا كونستانت غاردنر» و«بلاندنيس»، بمساعدة سينمائية اخرى من مواطنيه اندروشا وادينغتون ودانيالا توماس ودي روزا ماغاليايس، والاخيرتان اختصاصيتان في تنظيم الكرنفالات التي سيتم الاستلهام منها كثيراً في هذا الحفل.
ولم يحظَ مخرجو حفل الافتتاح بالموازنتين الخياليتين لحفلي افتتاح أولمبيادي لندن 2012 (36 مليون يورو) وبكين 2008 (85 مليون يورو)، وقال ميريليش في هذا الصدد: «الزمن الحالي يتطلب خلاف ذلك، تكلفة حفل ريو ستكون أقل 12 مرة من موازنة لندن و20 مرة من موازنة بكين».
بيع 80% من بطاقات الأولمبياد لايزال خُمس بطاقات الدخول إلى الملاعب مطروحاً للبيع في ريو دي جانيرو، والأمر النادر هو انه لاتزال توجد بطاقات للسباقين المهمين في ألعاب القوى 100 و200 م. وصرح متحدث باسم اللجنة البرازيلية المنظمة لريو-2016: «لقد بعنا حتى الآن 80% من إجمالي البطاقات». وخلافاً للنسخة السابقة في لندن، حيث بيعت بالكامل البطاقات المخصصة لمعظم الألعاب المهمة الاكثر شعبية قبل أشهر من الانطلاق، لايزال هناك عدد كبير من البطاقات مطروح للبيع في أول ألعاب تقام في أميركا اللاتينية. |
وقال ميريليش إن الحفل سيحمل شعار «ليكن لحفل الافتتاح تأثير مضاد للاكتئاب في البرازيل. البرازيليون سيشاهدونه ويقولون نحن شعب رائع، نعرف كيف نستمتع بالحياة».
وستكون الموسيقى البرازيلية حاضرة بقوة خصوصاً الاغنية الرسمية للالعاب «الروح والقلب» لمغنيي الراب ثياغوينيو وبروجوتا، الى جانب ألحان اثنين من رموز الموسيقى الشعبية في البرازيل، جيلبرتو جيل وكايتانو فيلوزو. كما أن عارضة الأزياء السابقة جيزيل بوندشن، التي اعتزلت منذ 2015، ستستعرض على المسرح تحت نغمات أغنية «فتاة من ايبانيما».
وخلّف ظهور عارضة الأزياء السابقة جدلاً عندما كتبت الصحافة البرازيلية في الايام الاخيرة تسريبات مفادها أنها ستقوم بمشهد يحاكي اعتداء عليها من قبل صبي سوقي، وهو مشهد دائم في ريو دي جانيرو، المدينة التي ترتفع فيها باستمرار نسبة الجريمة.
لكن المنظمين أكدوا أنه لن يكون «هناك مشهد سرقة» في الحفل الذي سيتميز بلوحات فنية رائعة، وبرحلة عبر أبرز المراحل المميزة في تاريخ البلاد: الاستعمار البرتغالي، والعبودية، وتحليق رائد الطيران ألبرتو سانتوس على متن طائرته في أوائل القرن العشرين.
وسيركز حفل الافتتاح ايضاً على مستقبل الكرة الأرضية، مع لوحة حول ظاهرة الاحتباس الحراري تؤكد على الدور الحاسم للبرازيل التي تضم الجزء الأكبر من غابة الأمازون.
ويحتفظ المنظمون لأنفسهم بهوية آخر شخص سيحمل الشعلة الأولمبية ويقوم بإضاءة الشعلة الكبيرة بملعب ماراكانا، في حين سيتم إيقاد شعلة ثانية في الوقت ذاته وسط ريو، في منطقة الميناء التي تم تجديدها.
ويعتبر «الملك»، بيليه، المرشح الأبرز، بحسب التكهنات، على الرغم من بلوغه سن الـ75، ويمشي بصعوبة مستنداً الى عكاز بعد عمليات جراحية عدة في خصره.