حفل افتتاح «ريو 2016» يحتفي بـ «البيئة» و«التراث البرازيلي»

قدمت مدينة ريو دي جانيرو، البرازيلية، فجر يوم أمس، حفل افتتاح موسيقي «مضاد للاكتئاب» للألعاب الأولمبية الأولى في أميركا الجنوبية، التي تمتد حتى 21 أغسطس الجاري، أقيم على ملعبها الأسطوري ماراكانا.

ورغم ميزانية الحفل المحدودة في بلاد تضربها أزمات متنوعة، بدت مظاهر الفرح على الجماهير والرياضيين في بلد يعيش أسوأ فترة اقتصادية في 80 عاماً، ويشهد ارتفاعاً في معدل الجريمة.

وتشهد الدورة رقماً قياسياً من 11288 رياضياً (6182 لاعباً و5106 لاعبة)، يمثلون 207 دول وبعثات سيتنافسون لأكثر من أسبوعين على 306 ميداليات ذهبية، في 28 رياضة أولمبية. واحتفى الحفل بالتراث البرازيلي والبيئة، وكذلك بأول فريق للاجئين خلال حضوره طابور العرض بالنسبة للوفود المشاركة، بجانب ترحيب خاص ببعثة البرتغال، بالنظر إلى الروابط التاريخية بين البرازيل والبرتغال، كون الأخيرة كانت قد استعمرت البرازيل قبل قرون، كما تعرض الوفد الروسي لحرج كبير، بسبب صافرات الاستهجان التي قابلها الروس بابتسامة عريضة، على خلفية قضية المنشطات التي شوّهت صورة الرياضة الروسية.

دا ليما يوقد الشعلة

أوقد، بعد فاصل غنائي حماسي، العدّاء السابق فاندرلي كورديرو دا ليما، شعلة الألعاب التي ستستمر مضاءة حتى 21 الجاري، قبل تسليمها إلى طوكيو التي تستضيف نسخة 2020.

وسلّم بطل كرة المضرب السابق غوستافو كويرتن، عبر بطلة العالم السابقة في كرة المضرب أورتنسيا ماركاري، الشعلة إلى دا ليما حامل برونزية الماراثون في ألعاب أثينا 2004. وكان متوقعاً ان يوقد الشعلة أسطورة كرة القدم بيليه، لكنه اعتذر بسبب حالته الصحية المتردية، وذلك على الرغم من الدعوة التي وجهت له في هذا الصدد.

وبدأ الحفل بمعزوفات موسيقية، أولها «اكويلي ابراسو» الشهيرة لغيلبرتو جيل أيقونة الموسيقى البرازيلية، يرافقها تقنيات إضاءة وليزر ورقص، على أرض ملعب مهيب شهدت أبوابه إجراءات أمنية مشددة تحت اشراف 10 آلاف شرطي.

وعلى بعد 1.5 كيلومتر من الملعب طوقت الشرطة تظاهرة من 500 شخص نددت بـ«ألعاب الإقصاء» وبالرئيس الموقت ميشال تامر، وحلقت فوقها مروحية بحسب مراسل «فرانس برس». كما احتشد نحو 3000 شخص قرب فندق «بالاس اوتيل» المترف على شاطئ كوباكابانا الشهير، حيث يقطن عدد من الرياضيين، ورفعوا لافتات كتب عليها «لا للأولمبياد»، محتجين على الوضع المعيشي في ظل ارتفاع مستويات البطالة.

وحضر نحو 37 رئيس دولة، بينهم الفرنسي فرانسوا هولاند والأرجنتيني ماوريسيو ماكري ووزير الخارجية الأميركي جون كيري وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، حفل الافتتاح مقابل 80 في ألعاب بكين 2008 و70 في لندن 2012.

وتحول ملعب ماراكانا الأسطوري، الذي غص بأكثر من 60 ألف متفرج (تمت تغطية المنعطف الشمالي منه لضرورات العرض)، حيث استعرض مئات الممثلين نحو 12 مدرسة لرقص السامبا، في ظل انشراح جماهير وتشجيع كثيف على أنغام الموسيقى المحلية، ومشاهد تضمن أحدها دخول عارضة الأزياء السابقة، الفاتنة جيزيل بوندشن، قطعت خلالها الملعب بأكمله على انغام أغنية «فتاة من ايبانيما» لتوم جوبيم.

وتميز الحفل بلوحات فنية رائعة، وبرحلة عبر أبرز المراحل المميزة في تاريخ البلاد: الاستعمار البرتغالي، والعبودية، وتحليق رائد الطيران ألبرتو سانتوس دومون على متن طائرته “14 بيس” في أوائل القرن العشرين.

وركز الحفل ايضاً على مستقبل الكرة الأرضية، مع لوحة حول ظاهرة الاحتباس الحراري تؤكد الدور الحاسم للبرازيل التي تضم الجزء الأكبر من غابة الأمازون.

وبعد انتهاء العرض الفني بدأ طابور الوفود الـ207 المشاركة بالدخول بدءاً من الوفد اليوناني مضيف الألعاب الحديثة الأولى عام 1896.

ومن بين الوفود بعثة لفريق اللاجئين تضم سباحين سوريين، وبعثة للكويت دخلت تحت العلم الأولمبي في ظل إيقافها دولياً تحت حجة تعارض قوانينها مع الميثاق الأولمبي.

وحيّت الجماهير البرازيلية الوفود المشاركة، خصوصاً البرتغالية، فيما دخلت الأرجنتين وأوروغواي على وقع صافرات الاستهجان.

الأكثر مشاركة