مدرب البرتغال: رونالدو «ماكينة لا تتوقف» وقادر على العطاء حتى سن الـ 36

فرض المدرب البرتغالي فرناندو سانتوس نفسه بقوة على الساحة العالمية منذ الصيف الماضي، بعد أن دخل التاريخ من بابه الواسع، عقب قيادته منتخب بلاده لأول لقب في تاريخه، بعد إحراز كأس أمم أوروبا لكرة القدم التي أقيمت في فرنسا.

وخالف سانتوس كل التوقعات، وفاجأ الجميع بالتعاون مع النجم العالمي، كريستيانو رونالدو، فتفوقوا على صاحبة الأرض والجمهور في نهائي تاريخي. والتقت «الإمارات اليوم» المدرب البرتغالي في حوار خاص وحصري على هامش مشاركته في مؤتمر دبي للاحتراف، فتحدث سانتوس عن علاقته برونالدو، ومسيرة البرتغال التاريخية، ونقاط كثيرة في الحوار التالي:

- البرتغال صنعت الحدث في صيف أوروبا الماضي، فهل تحققت تلك الكأس بالحظ كما يقال؟

-- لا أعتقد أن البرتغال فازت بلقب يورو 2016 عن طريق ضربة حظ، وإنما قدمت مباريات كبيرة، وتستحق اللقب، خصوصاً أننا لم نخسر أي مباراة في كل البطولة، وهذا الكلام غير منطقي على الإطلاق، لأن منتخب البرتغال تمكن من تخطي العديد من المنتخبات القوية، وفاز على صاحبة الأرض فرنسا في النهائي.

الحظ قد يخدمك في مباراة أو في هدف، لكن لا يخدمك في بطولة بأكملها، وبصفة عامة إذا كان الحظ سيجلب البطولة فأهلاً بالحظ، الأهم في النهاية الفوز بلقب أوروبا.

- كيف تعاملت مع المباراة النهائية من دون كريستيانو؟

-- أنا ضد من يقول إن البرتغال لعبت نهائي أوروبا من دون كريستيانو رونالدو، لأنه شارك في أول 20 دقيقة، كما أن وجوده على مقاعد البدلاء كان مهماً، وعاملاً مساعداً لدعم اللاعبين وتحفيزهم على تقديم مباراة قوية وتحقيق الفوز.

أما بالنسبة لخوض بقية المباراة في غياب رونالدو، فأرى أنه أمر عادي، وهذا دوري كمدرب، إذ لجأت إلى الخطة البديلة، ولم أفكر في أنه خرج مصاباً، وكان كل تركيزي على التعامل مع الأمر الواقع، خصوصاً أنها فرصتنا للتتويج باللقب للمرة الأولى في تاريخ البرتغال بكأس أوروبا، ولقد وصلنا إلى النهائي بعد مشوار طويل وصعب، لذلك كان من الطبيعي ألا أفكر كثيراً أو أندب حظي على خروج رونالدو مصاباً، وأنسى الحدث الأهم، وهو أننا نخوض نهائي أوروبا، وعلينا أن نتعامل مع الوضع بالدفع باللاعب البديل، واللعب بخطة جديدة، لا تعتمد على وجود كريستيانو في التشكيلة.

- يحسدونك على وجود رونالدو في البرتغال، فماذا يعني لك هذا النجم الكبير؟

-- وجوده أمر طبيعي وعادي، إذ إنني دربته منذ أن كان لاعباً في سبورتينغ لشبونة، وأنا أعرفه منذ 13 عاماً، فهو لاعب عبقري وموهوب، ويبذل مجهوداً كبيراً، ولايزال يحتفظ بالحماس والقوة والرغبة في حصد الانتصارات مثلما كان عمره 20 عاماً.

وبالتأكيد هناك فارق بين وجوده وعدم وجوده، إذ إنه أفضل لاعب في العالم، وهو حالياً في القمة، لكن سيأتي يوم ويعتزل رونالدو، مثلما اعتزل إيزيبيو، ودييغو مارادونا مع الأرجنتين، ويجب التفكير في البديل، والاعتماد على اللاعبين الآخرين، لأن الحياة لن تتوقف على رونالدو.

- هل رونالدو قادر على الاستمرار في العطاء نفسه وهو في سن الـ33؟

-- هو ماكينة لا تهدأ، ويحرص على تطوير نفسه، والحفاظ على نفسهفي القمة، وأرى أنه بإصراره وإمكاناته سيستمر بالمستوى نفسه، ولو وصل عمره إلى 36 عاماً.

- هل من السهل أن تتعامل مع كوكبة من النجوم في منتخب البرتغال؟

-- وجود أسماء كبيرة في الفريق الذي تدربه يقطع مسافة كبيرة بالنسبة للمدرب في العديد من الأمور، وبالنسبة لي الأمر ليس صعباً في أن أبني علاقة جيدة مع اللاعبين، فأنا أفهمهم وهم يفهمون ماذا أريد منهم، لذلك فالعلاقة معهم تسير بشكل ممتاز.

وأنا بدوري أعتمد على تنفيذ الاستراتيجية التي أضعها في تدريب اللاعبين، وهم يساعدونني على تنفيذها، كما أحرص على فهم ماذا يريد اللاعبون، والتركيز على أكثر من جانب، بعيداً عن الجانب الفني.

- ماذا تعني لك جائزة «غلوب سوكر»؟

-- بالتأكيد أشعر بالسعادة للحصول على هذا اللقب، الذي يعد تكريماً رائعاً بالنسبة لمسيرتي كمدرب، إذ إن الألقاب الشخصية تكون لها قيمة كبيرة، خصوصاً عندما تكون مصحوبة بتحقيق إنجاز أكبر، بعد الفوز بلقب كأس أوروبا مع البرتغال، يكون الحصول على الألقاب الشخصية له مذاق خاص.

- كيف كانت مشاركتك في مؤتمر دبي للاحتراف؟

-- أشكر المسؤولين في دبي على اختياري ضمن المتحدثين في مؤتمر الاحتراف، إذ كانت فرصة رائعة لزيارة دبي، التي لابد أن أعترف بأنها مدينة ساحرة من خلال الإبهار الذي شاهدته، والتعامل الودود الذي حظيت به، وأستطيع القول إنني أحببتها من أول نظرة، أما بالنسبة للمؤتمر فأرى أنه حدث مهم للغاية، يتم من خلاله طرح العديد من التجارب الناجحة، التي تسهم فيتطوير الكرة في الإمارات.

الأكثر مشاركة