«الطيور البيضاء» طارت بأرزاقها بالقوة البدنية وعقلية «زيزو»

كيف خذل يوفنتوس عشاقه.. وجمهور برشلونة؟

صورة

خذل فريق يوفنتوس الإيطالي أنصاره، وجمهور برشلونة، الذين كانوا يمنون النفس بإقامة حفلة مشتركة، والتلذذ بخسارة الغريم التقليدي ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا، أول من أمس، إلا أن «الطيور البيضاء» طارت بأرزاقها، وحلّقت فرحاً باللقب الـ12، بعد الفوز التاريخي 4-1 على استاد ميلينيوم في كارديف.

وفي الوقت الذي برز فيه أبناء المدرب الإيطالي ماسيمليانو أليغري في الشوط الأول، وكانوا أفضل من كتيبة الماكر الفرنسي زين الدين زيدان، بفضل التكتيك العالي والروح القوية والتنظيم الدفاعي والاندفاع المحسوب، انقلبت الطاولة رأساً على عقب في الحصة الثانية، وظهر اليوفي «سيدة عجوز» أرهقها التكتيك المدريدي العالي، والكرات السريعة المنوعة بطول الملعب وعرضه، فسقط مدافعوه في المحظور مراراً، وزادت الثغرات، ما مهّد الطريق أمام «الدون» البرتغالي كريستيانو رونالدو ورفاقه لتشويه الصورة الدفاعية المعروفة عن الفريق الإيطالي، بطل الثنائية في بلاده!

وبانتصاره التاريخي، بات ريال مدريد أول فريق يحتفظ بلقبه في نظام المسابقة الحديث (موسم 1992-1993)، رافعاً رصيد الأندية الإسبانية إلى 17 لقباً، مقابل 12 لإيطاليا وإنجلترا، فيما لايزال نحس النهائي ملازماً ليوفنتوس الذي خسر للمرة السابعة بعد أعوام 1973 و1983 و1997 و1998 و2003 و2015، ليكتفي بلقبي 1985 و1996.

انهيار غير متوقع

لم يكن يوفنتوس الذي دخل اللقاء بقوة، وهدد مرمى الريال، وسجل هدف التعديل الرائع بتسديدة الكرواتي مانزوكيتش الخلفية، هو الفريق نفسه في الشوط الثاني، إذ بدأه مرتبكاً ومفكك الصفوف، وارتكب مدافعوه أخطاء ساذجة في التغطية، ومرروا كرات مقطوعة، ارتدت على مرمى بوفون، واستغلها الريال بنجاح.

نتساءل: هل يعقل لفريق اهتزت شباكه ثلاث مرات في 12 مباراة طوال البطولة أن يتلقى رباعية دفعة واحدة في مباراة واحدة؟ وهل يعقل لفريق فشل برشلونة بقيادة ليونيل ميسي ونيمار ووسواريز في اختراق دفاعه وإصابة مرماه في مواجهتين أن يخرج ذليلاً في مشهد الأبطال الختامي؟ السبب يكمن في انكسار سلسلة الترابط بين المدافعين وبوفون، واغتنام الريال للتفاصيل الصغيرة، وتهديد خصمهم من شتى الجبهات، ما شتت بعض لاعبي اليوفي، وأفقدهم التركيز.

ضعف الحالة البدنية

بدا واضحاً على لاعبي يوفنتوس الإرهاق الشديد، ولم يتمكنوا من تنفيذ تعليمات مدربهم أليغري بالضغط على نجوم الريال، واستخلاص الكرات مبكراً قبل وصولها إلى الجناحين وداخل المنطقة، وفي المقابل انتشر الفريق الملكي برشاقة وثقة في أرجاء الملعب، وركض لاعبوه يميناً ويساراً، وتبادلوا المراكز، حتى أن الكرواتي القصير لوكا مودريتش تحول إلى جناح أيمن، ليعكس كرة الهدف الثالث لزميله الهداف البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي قتل المباراة. وإلى جانب تألق مودريتش، برع زميله الألماني توني كروس، وشكلا برفقة كاسيميرو قوة كبيرة في خط الوسط، أرهقت ثنائي وسط اليوفي بيانيتش وسامي خضيرة المنعزلين تماماً.

شوط المدربين لـ«زيزو»

إنحاز الشوط الثاني بالكامل إلى زيدان، بقراءته الموزونة للمجريات، وهدوئه، وتبديلاته الواثقة، التي منحت الفريق حيوية ودفعة بدنية في الأمام، تجنباً لأي تراخٍ في معدل عطاء الفريق، وبالتالي الحفاظ على التقدم، وتعزيزه بهدف رابع بقدم أسينسيو.

وأصبح زيدان (44 عاماً)، أول مدرب يحتفظ بلقب الأبطال منذ الإيطالي أريغو ساكي مع ميلان، وأول مدرب يقود ريال إلى ثنائية الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا منذ 1958. وعلى النقيض تماماً، بدا أليغري منفعلاً وغاضباً بعد تلقي الهدف الثاني، وكانت تبديلاته عشوائية لم تجدِ نفعاً، حتى أن إحدى أوراقه التي يفترض أن تكون ناجحة، والمتمثلة في الكولومبي كوادرادو، فشلت فشلاً ذريعاً، بعد أن طرد من الملعب بتلقيه الإنذار الثاني.

ديبالا وهيغواين ورونالدو

لم يمتلك نجما هجوم «البيانكونيري» الأرجنتينيان ديبالا وهيغواين أي حس تهديفي نحو مرمى نافاس، وظهرا بأداء متواضع، على الرغم من ثغرات دفاع الريال، إذ غاب هيغواين عن المشهد تماماً، فيما اقتصرت محاولات ديبالا على لمحات فنية غير مجدية في وسط الميدان. في المقابل، أثبت رونالدو أن المهاجم السليم في العقل السليم، وأحسن التمركز داخل المنطقة، وأحرز هدفين كفلا له الحصول على لقب هداف البطولة بـ12 هدفاً، بفارق هدف عن غريمه ميسي.

تويتر