رايولا من عامل مطعم إلى «مهندس» صفقات النجوم
يبدو مينو رايولا كأي مشجع لكرة القدم، إلا أن الهولندي الذي غالباً ما يرتدي ثياباً رياضية أو قميصاً (تي شيرت) وبنطال جينز، تحول على مدى الأعوام من نادل في مطعم عائلي، إلى «نابغة» صفقات الانتقال الكبرى.
40 مليون جنيه إسترليني حصل عليها ريولا في صفقة انتقال بوغبا من «اليوفي» إلى «المان». دونالد ترامب كرة القدم يتحدث كثيراً، ويعرف كيف يبيع، بنى ناطحات سحاب خاصة به. ماهي استخف به الجميع بسبب طريقة لبسه قبل أن تتبدل الأمور بشكل جذري. فيسرز |
رايولا (49 عاماً) ذو الجذور الإيطالية والمحب للباستا، الذي اشتهرت عائلته بمطعم للبيتزا تملكه في مدينة هارلم الهولندية، هو الوكيل الذي هندس آخر صفقات الانتقال الكبرى: انضمام الدولي البلجيكي روميلو لوكاكو إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي قادماً من ايفرتون، مقابل 75 مليون جنيه إسترليني (85.5 مليون يورو).
وهذه الصفقة هي خامس أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم، والأغلى في تاريخ الانتقالات بين أندية الدوري الإنجليزي الممتاز.
إلا أن صفقة انتقال المهاجم البالغ 24 عاماً، ليست «الإنجاز» الوحيد لرايولا، إذ كان أيضاً مطلع الموسم المنصرم، المحرك لعودة صديق لوكاكو الفرنسي بول بوغبا من يوفنتوس الإيطالي الى يونايتد مقابل 105 ملايين يورو، ما جعل منه أغلى لاعب في العالم.
حقق رايولا في هذا الانتقال ما قد توصف بأنها «صفقة العمر»، إذ تشير التقارير الصحافية الى أنه حصل على نحو 40 مليون جنيه بموجبها، لاسيما أنه عمل بشكل مزدوج مع الناديين. وفتح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تحقيقاً في الصفقة، تمت بموجبه تبرئة النادي الإنجليزي، والشروع في إجراء تأديبي ضد النادي الإيطالي.
وأسهم رايولا أيضاً في انتقالات كبيرة إلى يونايتد، كالسويدي زلاتان إبراهيموفيتش والأرميني هنريك مخيتاريان.
ويقول الصحافي الرياضي الهولندي فيليم فيسرز، إن رايولا «رجل يستبق الأمور في تفكيره، وهو يحب الكمال، ويعمل دائماً بجهد كبير من أجل الحصول على أفضل الصفقات للاعبيه».
ولد رايولا في الرابع من نوفمبر 1967 في ضواحي ساليرنو بجنوب إيطاليا، الا أنه انتقل بعد عام مع والده إلى مدينة هارلم الهولندية التي افتتحت العائلة فيها أول مطعم لها باسم «ريستورانتي نابولي»، حيث عمل كنادل قبل أن يصبح مديراً له.
عمل رايولا لفترة وجيزة كمدير رياضي إلا أن طموحه كان أكبر، وتحول إلى العمل على جذب لاعبين من نادي مدينة نابولي بجنوب إيطاليا، القريبة من مسقطه بلدة نوتشيرا اينفيريوري.
ويقول فيسرز الذي سبق له إجراء مقابلة مع رايولا وأصبح من متتبعي مسيرته «في البداية، استخف به الجميع بسبب طريقة لبسه»، الا أن الأمور تبدلت بشكل جذري حالياً، ولم يعد رايولا محط استخفاف.
فرصته الكبرى الأولى كانت توقيعه مع النجم الدولي التشيكي السابق بافل ندفيد عام 1992، ثم لحق باللاعب السابق للاتسيو ويوفنتوس الإيطاليين نجوم آخرين مثل إبراهيموفيتش والإيطالي ماريو بالوتيلي والفرنسي بليز ماتويدي وبوغبا، وأخيراً لوكاكو.
ويقول غايل ماهي، ممثل بوغبا السابق، إن رايولا «عبقري» في عقد الصفقات، مضيفاً لفرانس برس «إنه (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب كرة القدم، يتحدث كثيراً ويعرف كيف يبيع، بنى ناطحات سحاب خاصة به. لكل من لاعبيه قيمة توازي نظرياً قيمة مبنى في مانهاتن».