هذا المنتخب العربي القادر على التمثيل المشرف في كأس العالم إذا تأهل!

قدم المنتخب المغربي للجماهير العربية وجبة كروية دسمة عكست حجم التطور الفني واللمسات الواضحة للمدرب الفرنسي هيرفيه لينار على منظومة اللعب و"الطريقة المدريدية" في الهجوم الضارب فضلاً عن التعامل الاحترافي مع اللاعبين وتوظيفهم بفاعلية، وبدا ذلك جليا بعد الفوز الثمين بثلاثية نظيفة على الغابون في الجولة قبل الاخيرة من تصفيات إفريقيا المؤهلة الى مونديال روسيا 2018.

"أسود الأطلس" أصبحوا على بعد نقطة واحدة من روسيا، عليهم الخروج بها من ملعب ساحل العاج لتحقيق الحلم الذي طال انتظاره منذ آخر تأهل مونديالي عام 1998 في فرنسا، وفي حال بلوغهم موسكو فإنهم سيكونون رقماً عربياً صعباً في النهائيات قياساً بالإمكانات والفكر التكتيكي الهجومي الذي ينفرد به حالياً مقارنة بكل المنتخبات الإفريقية وخصوصاً العربية، خصوصاً أن المنتخب المصري تحول منذ التعاقد مع المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر إلى العقلية الدفاعية، التي يتمتع بها أيضاً المنتخب التونسي بكفاءة عالية.

وكان منتخب المغرب قدم كل شيء في كرة القدم أمام الغابون، أول من أمس، بداية من الروح القتالية والقدرات البدنية، مرورا بالتمريرات الدقيقة والمهارات الفردية العالية والسيطرة والاستحواذ والانتشار والهجمات المتنوعة والتطبيق الدقيق لتعليمات المدرب، وانتهاء بتسجيل الأهداف على الطريقة الأوروبية.

وبالعودة إلى المباراة نجد أن المنتخب المغربي استحوذ على الكرة أمام منتخب الغابون، الذي يضم عملاق بروسيا دورتموند أوباميانغ، بنسبة 80% في أول 20 دقيقة، و70% بمجمل اللقاء، وامتزجت السيطرة بالفاعلية والانسجام ومتعة الأداء حتى ظن المراقبون بأنهم يتابعون عزفا لفرقة ريال مدريد لكن هذه المرة بأدوات موسيقية عربية، إذ أمسك "المايسترو" مبارك بوصوفة، لاعب الجزيرة الإماراتي، بالإيقاع في وسط الملعب، ولعب فنان واتفورد الانجليزي نور الدين أمرابط، ونجم فنربخشة التركي نبيل درار، واللاعب الصاعد في ريال مدريد أشرف حكيمي، ولاعب أياكس الهولندي حكيم زياش على الأوتار الحساسة بالمنطقة الهجومية، وقلب يوفنتوس الايطالي النابض مهدي بن عطية في الناحية الدفاعية، تاركين اللمسة الإبداعية الأخيرة لنجم مالطايا التركي خالد بوطيب صاحب الأهداف الثلاثة، فيما تمايل الجمهور المغربي والعربي طربا بـ"السمفونية" الرائعة آملين تكرارها في مسرح الحسم أمام "الأفيال" في السادس من فبراير المقبل.

وأمام كل هذه المعطيات الإيجابية، برز عامل سلبي طفيف على الأداء المغربي تمثل في التسرع والتوتر لدى بعض اللاعبين الأمر الذي يحتم على الجهاز الفني معالجته قبل موعد الحسم، إذ أن المنتخب العاجي يختلف تماما عن الغابوني ويتحتم على اللاعبين ان يكونوا في قمة تركيزهم بعيدا عن ارتكاب أي خطأ قد يكلف الكثير فكل ما هو مطلوب "عدم الخسارة".

يذكر أن المغرب بلغت نهائيات كأس العالم أربع مرات في تاريخها (المكسيك 1970، المكسيك 1986، أميركا 1994، وفرنسا 1998).

ويعتبر المنتخب المغربي الأكثر إقناعا من الناحية الفنية والتكتيكية بين المنتخبات العربية حاليا، إذ برهنت صورته خلال مباريات التصفيات بأن تكامل صفوفه بوجود لاعبين محترفين وانسجامهم بإدارة فنية فرنسية ذكية بقيادة الثعلب رينار، تجعله قادرا على تحقيق أداء ونتائج مشرفة في المونديال الروسي حال كتب له التأهل على ظهر "الأفيال".

فهل يواصل المنتخب المغربي نجاحاته، ويسعد الجماهير العربية بنتائج ملفتة وأداء يرفع الرأس، كما فعل في مونديال فرنسا 98 زمن صلاح الدين بصير ورفاقه المخضرمين القدامى؟ الإجابة لدى أمرابط وبوطيب وبن عطية في موقعة ساحل العاج.

 

الأكثر مشاركة