كيف فاز الوداد بأميرته الإفريقية.. ولماذا خسر الأهلي
كسب الوداد البيضاوي المغربي الرهان وتوج بلقب دوري أبطال إفريقيا للمرة الثانية في تاريخه على حساب الأهلي المصري، بفوزه على أرضه وبين جماهيره بهدف نظيف، كفل له المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية المقررة في أبوظبي خلال الفترة من السادس إلى 16 ديسمبر المقبل.
وفي الوقت الذي تكافأت فيه كفتا الفريقين 1-1 في قمة «برج العرب» بالقاهرة قبل أسبوع ذهاباً، فإن الروح المعنوية العالية لعبت دورها في استاد «محمد الخامس» بالدار البيضاء، السبت الماضي، وبدا واضحاً التفوق المغربي من المنطقة الفنية بقيادة المدرب الحسين عموتة وقراءته الناجحة للقاء، مقابل تواضع فكر المدرب حسام البدري الذي فشل في إيجاد الحلول للتسجيل، فضلاً عن أسباب أخرى تمنح الوداد أحقية التتويج باللقب على الرغم من الأخطاء التحكيمية، وظلم الصافرة الواقع على الأغلب ضد الأهلي!
«الإمارات اليوم» ترصد أبرز أسباب فوز الوداد بأميرته الإفريقية، وتسلط الضوء على الأخطاء التي رافقت الأهلي في موقعة الحسم وحرمته التتويج باللقب التاسع، وذلك على النحو التالي:
فكر عموتة
احترم مدرب الوداد عموتة فريق الأهلي، مدركاً أنه يقابل نادي القرن وصاحب التاريخ العريق في البطولة، فلم ينجرف وراء رغبات لاعبيه والجمهور بخوض مباراة هجومية من الدرجة الأولى، بل فرض انضباطاً تكتيكياً صارماً، وتحصن في الدفاع ولعب على الهجمات المرتدة، ونجح في التسجيل معتمداً على جناحه الأيمن بنشرقي الذي صنع هدف الفوز، كما أن عموتة استثمر تبديلاته على الطريقة الايطالية الدفاعية، واستخدمها في الوقت الحرج على العكس من عشوائية تبديلات البدري.
عشوائية البدري
• المدرب عموتة سر نجاح الوداد، والبدري لم يتعظ بلقاءات الفريقين السابقة. |
لم يفلح البدري في قراءة الأحداث ولم يضف للاعبيه الذين افتقدوا إلى «وصفة الحكيم» رغم أفضليتهم بالأداء الجماعي وامتلاكهم الخبرة، إذ أجرى البدري تبديلات غير مفهومة بإشراك أحمد حمودي وعماد متعب ووليد سليمان، بدلاً من أزارو وأحمد فتحي وحسين السيد، فيما أبقى على مؤمن زكريا الذي نال منه التعب عند الدقيقة 75.
وهنا نتساءل: كيف لمدرب أن يسحب ظهيراً خبرة مثل فتحي يفترض أن تلعب خبرته دوراً في الدقائق الأخيرة لاسيما بتحويل كرات عرضية للمهاجمين، وفي المقابل يزج بلاعب يجيد ألعاب الرأس مثل متعب الذي ظل ينتظر عرضية واحدة لاسثمارها ولم يجدها!
ويبدو أن البدري لم يستفد من الدروس السابقة، علماً بأنه واجه الوداد اربع مرات في البطولة الحالية، فاز مرة واحدة وتعادل في مثلها وخسر مباراتين رغم امتلاكه عناصر أفضل من خصمه.
صخب الجمهور
قدم اللاعب رقم 12 وهو الجمهور، إضافة قوية لفريق الوداد وملأ الملعب عن بكرة أبيه، وظل ملازماً للاعبيه خطوة بخطوة حتى إنه لجأ لأساليب غير مشروعة بإشعال الألعاب النارية، ما أدى لإيقاف المباراة دقائق، فيما تكفل جامعو الكرات بإضاعة مزيد من الوقت لمصلحة الوداد في وقت كان لاعبو الأهلي يسابقون الزمن لتسجيل هدف ينعش الأمل.
واحتفل المغاربة طويلاً على أرضهم في مشهد غاب طويلاً منذ 1992، العام الذي شهد لمعان النجمة الأولى على صدر الوداد في البطولة الإفريقية.
صافرة الحكم
عانى لاعبو الفريقين الأمرين من قرارات الحكم الغامبي بكاري جاساما، الذي احتسب أخطاء عكسية ولم يحافظ على سلامة اللاعبين في أكثر من مشهد، لاسيما في حالات التدخل العنيف للاعب الأهلي، النيجيري أجاي ضد مدافعي الوداد، وكان خلالها قريباً من الحصول على البطاقة الحمراء.
وكعادة التحكيم الإفريقي، بدا الحكم كأنه يجامل أصحاب الأرض منذ بداية اللقاء، ولم يشهر البطاقة الصفراء في وجه أكثر من لاعب ودادي، الأمر الذي أثار حفيظة الأهلاوية الذين انتقدوا أداءه وحملوه مسؤولية الخسارة وتحدثوا طويلاً عن تغاضي الحكم عن احتساب حالة تسلل على لاعب الوداد بنشرقي في الكرة التي عكسها على رأس زميله وليد الكارتي وسجل منها هدف الفوز، لكن تبين لاحقاً صحة قرار الصافرة.
وما يعاب بشدة على الحكم عدم احتسابه الوقت بدل الضائع كما يجب، إذ أشار إلى ثلاث دقائق فقط، فيما ضاع من زمن المباراة خمس دقائق على أقل تقدير، وهو ما أثار حفيظة الأهلاوية الذين كانوا يرغبون في هدف التعديل لكي تتمدد المواجهة شوطين إضافيين.
ويتحمل الاتحاد الإفريقي أخطاء الحكم الذي لم يكن في مستوى الحدث الكبير.
بنشرقي المزعج
لاعب كبير يمتلك مؤهلات فنية عالية ومهارة يحلم بها أي مدرب، إنه جناح الوداد الطائر بنشرقي الذي أزعج مدافعي الأهلي وشكل خطورة كبيرة من الناحية اليمنى، حتى إنه كاد يصنع هدفاً ثانياً لفريقه مستغلاً مهارته الفردية في المراوغة، كما فعل في كرة الهدف التي عكسها بالمقاس على رأس الكارتي.
أخطاء دفاعية
تلقى الأهلي «هدفاً بالكربون» تماماً مثل الذي استقبلته شباكه من الوداد في لقاء الذهاب بالقاهرة، وكأن البدري ولاعبيه لم يقفوا خلال التدريبات على معالجة الخطأ بمراقبة مكمن خطورة الخصم النجم بنشرقي، ومنعه من إيصال الكرات العرضية للمهاجمين. وتسببت التغطية المتواضعة من المدافعين سعد سمير ورامي ربيعة ومحمد نجيب، في الهدف الذي تحقق من رأسية الكارتي دون أن يتدخل أحدهم بحزم لإبعاد الكرة أو مضايقته بشكل قوي أمام المرمى.