الحكم الخليجي أولى من الأجنبي بـ «خليجي 23»
عارض قضاة ملاعب خليجيون سابقون الاستعانة بطواقم تحكيم من خارج دول مجلس التعاون الخليجي لإدارة مباريات كأس الخليج (خليجي 23)، كضرورة تفرضها قوة وحساسية عدد من المباريات، خصوصاً التي تجمع بين المنتخبات الكبيرة، إضافة إلى مواجهات نصف النهائي والنهائي، مؤكدين أن الاستعانة بالأجانب لا تؤدي إلى تطوير الحكم الخليجي، الذي يجب أن يصقل خبرته في البطولة الخليجية، مطالبين بضرورة إتاحة الثقة للحكام الخليجيين في إدارة جميع المباريات.
وأكدوا لـ«الإمارات اليوم» أن على لجنة الحكم الإيمان بقدرات الحكم الخليجي في إدارة المباريات الحاسمة والحساسة، وأن يتقبلوا أخطاءه مثل ما يتقبلون أخطاء الحكم الأجنبي، الذي أكدوا أنه لا يوجد ضمان 100% بعدم ارتكابه أخطاء، مؤكدين أن منطقة الخليج بها خامات تحكيمية جيدة، والدليل على ذلك وجود ثلاثة حكام خليجيين ضمن القائمة المرشحة لإدارة نهائيات كأس العالم، المقررة إقامتها في يونيو المقبل في روسيا.
واستعانت لجنة حكام بطولة كأس الخليج 23 بطاقم تحكيم واحد من خارج الخليج للمشاركة في مباريات النسخة الحالية، يقوده الأوزبكي عزيز قاسيموف حكماً للساحة، ويساعده مواطناه أندريه سابنكو وتيمور جونويل، وواجهت اللجنة صعوبات في الاستعانة بطاقم إضافي من القارة الأوروبية، بسبب تزامن البطولة مع عطلات أعياد الميلاد.
وقال الحكم الإماراتي السابق، عبدالعزيز الملا، الذي شارك في إدارة مباريات في كأس الخليج بنسختي «88 و98» إن لوائح المسابقة تفرض الاستعانة بطاقمين أجنبيين أو واحد على أقل تقدير، للاستعانة بهم في إدارة بعض المباريات الحساسة، لكنه اعتبر أن وجودهم في البطولة هو من باب فقدان الثقة بالحكم الخليجي، كاشفاً عن أنه سبق وأن طالب بوضع الثقة كاملة في الحكام لإدارة جميع المباريات.
وأكد الملا أن البطولة الخليجية يجب أن تصب في مصلحة تطوير الحكام والمنتخبات على حد سواء، وقال: «من المفترض أن تكون كأس الخليج فرصة للحكام لتطوير أنفسهم، وإتاحة الفرصة لهم لخوض تحديات كبيرة، ويجب أن تتوقف لجان التحكم عن منح المباريات لطواقم أجانب، مهما كانت أهمية وحساسية المباريات، ومن وجهة نظري الحكم الخليجي مؤهل لإدارة المباريات القوية والحساسة، والتاريخ شاهد على ذلك، وهنالك عدد من الحكام الذين كانت انطلاقتهم الحقيقة من بطولات كأس الخليج».
واتفق الحكم العماني السابق، عبدالله الهلالي، الذي سبق أن أدار مباريات في كأس الخليج في ثلاث نسخ «17 و20 و21» مع عبدالعزيز الملا في أن وجود طاقم تحكيم أجنبي ليس بالضرورة الماسة، وأن على المسؤولين من البطولة إعادة النظر في الاستعانة بطواقم من خارج منطقة الخليج، وإعطاء الحكم الخليجي الثقة الكاملة لإدارة المباريات، وأن يقبلوا الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها مثل ما يتقبلون الأخطاء التي تصدر من الحكم الأجنبي.
وقال: «في النسخة الحالية ربما فرضت بعض المستجدات مواصلة الاستعانة بالحكم الأجنبي، فالدول الخليجية لم ترشح الحكام من الفئة الأولى للمشاركة في إدارة مباريات البطولة، لمشاركتهم في نهائيات كأس آسيا تحت 23 سنة التي ستقام في الصين، كما أن الحساسية بين المنتخبات فرضت على لجنة الحكام في (خليجي 23) الاستعانة بطاقم من خارج المنطقة لإزاحة الضغط عنها، وأنا على ثقة بأن النزاهة موجودة في الحكم الخليجي، لكن الضرورة هي وراء الاستعانة بالحكم الأجنبي».
واستغرب الهلالي من تقبل المنتخبات الأخطاء التي يقع فيها الحكم الأجنبي، بعكس الخليجي الذي تكال له الاتهامات. وقال: «المنتخبات لا تتقبل القرارات من الحكم الخليجي، ولكن يمكن أن تتقبلها من الحكم الأجنبي، وهذا أمر مؤسف، فالبعض أصبح يضع الحكم شماعة لخسارته، ويذهب إلى أبعد من ذلك بالتشكيك في الذمم، فالحكم الخليجي متميز، والدليل أن أربعة حكام من منطقة الخليج كانوا في القائمة المرشحة لإدارة مباريات مونديال روسيا».
في المقابل، أيد الحكم السعودي السابق، سعد الكثيري، الاستعانة بالحكم الأجنبي، مؤكداً أنه يرفع مستوى البطولةـ على غرار الدوري السعودي الذي بات 90% ممن يديرون المباريات فيه من خارج المملكة، معتبراً أن بعض المباريات الحساسة والحاسمة تتطلب إسنادها إلى طاقم تحكيم قوي، قادر على اتخاذ القرارات بكل حيادية.
وقال الكثيري، الذي أدار مباريات في كأس الأندية الخليجية في نسخ عدة: «أؤيد وجود الحكم الأجنبي في كأس الخليج بشدة، ولا أرى غضاضة في الاستعانة به، فهنالك مباريات حساسة وحاسمة لا تتحمل أن يديرها حكم خليجي».