«خطايا» زيدان الأربع التي كلّفت الريال «الموسم الإسباني»
عاش ريال مدريد، الأربعاء الماضي، أسوأ ليلة له في الموسم الجاري للمسابقات المحلية بإسبانيا، بعد أن تجرع مرارة الخروج مبكراً من كأس الملك على يد جاره «الصغير» ليغانيز، الذي فاز عليه على أرضه وبين جمهوره في استاد بيرنابيو 2-1، ليصعق الملكي ويفرض عليه وداع آخر بطولة كانت متاحة عملياً في موسم انتهى فيه سباق «الليغا» مبكراً لمصلحة برشلونة الذي يتفوق على الريال بفارق 19 نقطة، رغم أن للملكي مباراة مؤجلة أمام ليغانيز نفسه، لكنها أصبحت مباراة «واجب» لا أقل ولا أكثر، في المقابل يلتقي اليوم الريال، على ملعب ميستايا فريق فالنسيا، في تحدٍّ قوي وحساس للمدرب الفرنسي زين الدين زيدان الذي قد يجد نفسه خارج أسوار القلعة الملكية حال أي خسارة جديدة.
وتوجهت أصابع الاتهام في الخروج الحزين للملكي إلى زيدان، الذي أسهم بعناده في تدهور نتائج الريال، وتمثل ذلك في أربع خطايا رئيسة لأفضل مدرب في العالم، جعلت الملكي يظهر بصورة باهتة تسيء لتاريخه في موسم للنسيان في القلعة الملكية.
المقامرة بـ «الشباب»
حقق ريال مدريد فوزاً بالسبعة قبل أسبوع على ديبورتيفو لاكورونيا، ورغم القيمة المعنوية الكبيرة لهذا الانتصار، إلا أن زيدان قرر المقامرة في لقاء حاسم بالكأس مؤهل لنصف النهائي أمام ليغانيز، بتشكيلة أغلبها من الشباب المفتقد الخبرة، بوجود أشرف حكيمي، ولورينتي وتيو هيرنانديز، ولوكاس فاسكيز، وكذلك بدلاء من قبيل الحارس كاسيا.
ولم يتعلم زيدان من درس الفوز الشاق ذهاباً على ليغانيز، الذي جاء في الدقيقة الأخيرة بهدف مخادع من أسونسيو. وكانت النتيجة غياب أي انسجام للريال، وظهور فراغات كبيرة، بجانب غياب أي محاولة حقيقية على مرمى ليغانيز طوال 60 دقيقة، وكان يمكن لزيدان إنقاذ البطولة المتوافرة عملياً للريال بالاعتماد على تشكيلة أساسية بدل الشباب والبدلاء، ولاشك أن هذه الخسارة قد تكون عملياً «نهاية موسم» للريال.
رحيل موراتا
الخطأ الكبير الذي وقع فيه زيدان هو تجاهل القيمة الكبيرة التي عكسها الإسباني، ألفارو موراتا، في الموسم الماضي، بالنسبة لريال مدريد، وفتح الباب له للرحيل إلى تشلسي، مع التمسك بمواطنه كريم بنزيمة، الفاقد للفاعلية الهجومية منذ موسمين.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل سمح زيدان برحيل ماريانو دياز إلى ليون الفرنسي، ليسهم بشكل غير مباشر في تفريغ هجوم الريال من قوته، خصوصاً في ظل تراجع مستوى رونالدو وبنزيمة، والغيابات الطويلة للويلزي غاريث بيل.
«لا للتعاقدات»
اعتقد أنصار ريال مدريد، أنه في ظل الهزائم المتتالية والنتائج الكارثية سيقتنع زيدان بأن الوقت حان للتعاقدات على الأقل في الفترة الشتوية، بعد أن ضيع ذلك في الصيف الماضي، إلا أن المدرب الفرنسي استمر في عناده الذي قد يعجل بإقالته.
ولم يتردد زيدان في كل مؤتمر صحافي في التأكيد أنه «لا يحتاج تعاقدات»، وأنه مقتنع بـ«التشكيلة التي بحوزته»، وهذا ما أثبت الواقع عكسه، فحتى اللاعبون الشباب الذين استقدمهم إما بإنهاء إعارتهم أو شرائهم، لم يقدموا أي إضافة، وقبل أسابيع فقط رفض استقدام حارس بلباو المتميز، كيبا، حتى إنه لم يتورع أن يعلن عن ذلك في مؤتمر صحافي، قال إنه ليس في حاجة إلى حارس.
تهميش «الإسبان»
مشكلة أخرى تضرب ريال مدريد من الداخل، ومستمرة منذ أن تولى زيدان المهمة يناير 2016، وهي «تهميش اللاعبين الإسبان»، وأكد زيدان ذلك فعلياً في وقائع كثيرة، منها السماح برحيل موراتا المهاجم المتميز، وكذلك عدم الاعتماد على اللاعبين الإسبان، حتى المتألقين منهم إلا لسد الغيابات، وعلى رأسهم إيسكو، الذي لم يلعب أساسياً إلا حين يكون غاريث بيل مصاباً، وكانت صدمة اللاعب كبيرة حين غاب كلياً عن آخر كلاسيكو.
وكان إيسكو قريباً من الرحيل الموسم الماضي، بسبب علاقته المتوترة بزيدان، كما أن لاعباً آخر هو سيبايوس لا يحظى بالفرصة إلا نادراً، والأمر نفسه بالنسبة للشاب أسونسيو الذي يلعب في الغالب بديلاً فقط.