كيف انهار سان جرمان في مدريد
جاءت اللحظة الحاسمة أول من أمس، على استاد بيرنابيو معقل ريال مدريد، في ذهاب ثمن نهائي أبطال أوروبا، والأغلبية في فرنسا وإسبانيا ترشح سان جرمان للتفوق على الملكي، رغم القناعة بأن هناك شيئاً ما بين الريال ومعشوقته «دوري الأبطال»، إلا أن الباريسي ضل الطريق كعادته، وتجرع مرارة الهزيمة 3-1 على يد الملكي الذي حسم شوطاً في طريق التأهل إلى ربع النهائي. وترصد «الإمارات اليوم»، أربعة أسباب وراء ما حصل للباريسيين في ضيافة «الملوك».
تبديلات زيدان
افتتح سان جرمان التسجيل بهدف صاعق في الشوط الأول عن طريق رابيو في الدقيقة 33، فاعتقد البعض أن الباريسي في طريقه لفوز كبير كما كان متوقعاً، إلا أن الريال تمكن من معادلة النتيجة في نهاية الشوط الأول عن طريق ركلة جزاء نفذها رونالدو بحرفية في الدقيقة 45. ورغم سيطرة سان جرمان دون فعالية في أول نصف ساعة من الشوط الثاني، قام مدرب الريال زين الدين زيدان بتبديلين قلبا الأمور، فدخول الويلزي غاريث بيل، والإسباني الشاب أسونسيو قلب الأمور، فالأخير كان وراء صناعة هدفي رونالدو (83)، وكذلك الهدف الثالث لمارسيلو (86).
خبرة رونالدو
لم يشأ رونالدو أن يفوت على نفسه فرصة تاريخية لإظهار إمكاناته التهديفية القياسية، فكانت خبرته حاضرة كعادته كلما احتاج إليها الريال، ظهر ذلك الموسم الماضي في لقاءات البايرن وأتلتيكو واليوفي في النهائي، وكذلك أول من أمس، حين سجل هدفين من ثلاثية الريال في وقت لم يسجل فيه أي من القناصة الثلاثة لفريق سان جرمان. وسجل رونالدو 21 هدفاً في الأبطال في آخر 12 مباراة، ويتصدر هدافي هذا الموسم بـ11 هدفاً، وتصدر هدافي المسابقة لستة مواسم، ويحمل الرقم القياسي بـ17 هدفاً في موسم واحد.
أخطاء إيمري
وقع مدرب سان جرمان يوناي إيمري في أخطاء قاتلة تكتيكياً، أسهمت في الهزيمة الثقيلة، بينها إخراج لاعب الخبرة الوحيد في دفاع الفريق البرازيلي تياغو سيلفا من التشكيل الأساسي، ثم الاعتماد على لاعب مبتدئ هو لوسيلسو في الجانب الأيمن الذي نشط فيه هجوم الريال، وتسبب لوسيلسو في ركلة جزاء سجل منها الريال، كما كان له دور في الهدف الثاني للملكي. ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، فقد أخرج إيمري أبرز مهاجم لديه، كافاني، وأدخل مونييه قليل الخبرة، فقلل الضغط على دفاع الريال، لينشط أكثر هجوم الملكي في نهاية الشوط الثاني، وجاءت النتيجة الصادمة للباريسيين.
أنانية نيمار
فوت البرازيلي نيمار لحظة تاريخية على فريقه، وعليه شخصياً في واحدة من أهم المباريات هذا الموسم، حيث لم يرتقِ للمستوى المطلوب، فمن جهة كان اللاعب أنانياً في الملعب، ظهر ذلك باحتفاظه بشكل مبالغ فيه بالكرة، وتفضيل المراوغة على تمرير كرات حاسمة، كما كان يسعى بقوة للتسجيل، ففي كرتين كان يمكن لهما أن ينتهيا في شباك مدريد لو مررهما؛ مرة لمبابي والأخرى لكافاني.
وافتقد ايضاً لصفة اللاعب القائد في الملعب، وكان يمكن له أن يطرد بعد لقطته مع ناتشو التي حصل فيها على بطاقة صفراء، ثم اصطدام تسديدته بحكم المباراة، ورفضه مصافحة زملائه أو لاعبي الريال بعد نهاية المباراة، وما أظهره نيمار يتسق مع ما قام به في مباريات عديدة هذا الموسم مع سان جرمان.
صحف فرنسية: زيدان لقن إيمري درساً
انتقدت صحف فرنسية عديدة التخبط التكتيكي الذي وقع فيه مدرب سان جرمان، الإسباني يوناي إيمري، وقالت «لو فيغار»، إن «زيدان لقن إيمري درساً في التكتيك»، في حين رأت «ليكيب» أن الفريق افتقد الشخصية والخبرة المطلوبة، وترى أن العودة ممكنة وأن «شيئاً لم ينتهِ بعد».
وفي إيطاليا قالت «لاغازيتا» إن «نيمار أحد أسباب خسارة سان جرمان، بجانب الخبرة الكبيرة وشخصية البطل للريال، ووصفت نيمار بـ(اللاعب السيء)»، أما أكبر صحف إسبانيا «ماركا»، فذكرت أن «الريال لا يفوت لحظة تاريخية مثل هذه، وأن شخصيته ظهرت في الوقت المناسب»، كما انتقدت صحف أخرى مثل «موندو ديبورتيفو» و«سبورت» المقربتين من نادي برشلونة مستوى نيمار، وحملته جزءاً كبيراً من مسؤولية الخسارة.
لاعب الـ 3.5 ملايين يورو يقهر أغلى ثنائي في العالم
أنفق سان جرمان 400 مليون يورو (498 مليون دولار) على التعاقد مع نيمار وكيليان مبابي مطلع الموسم، لكنه سقط أمام ريال مدريد 3-1، في ذهاب دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم. في المقابل، كان اللاعب الذي ظهر حاسماً في المباراة، وهو الإسباني البديل أسونسيو جاء إلى الريال بمبلغ 3.5 ملايين يورو فقط، وكان وراء آخر هدفين للريال، احدهما سجله رونالدو، والثاني للبرازيلي مارسيلو. ورغم أن مبابي ونيمار وكافاني سجلوا 70 هدفاً، منها 28 للبرازيلي في كل المسابقات، لكن هذا الثلاثي فشل في تسجيل هدف واحد لسان جرمان في أهم مباراة لهم، في حين أن رابيو هو من سجل لهم هدفهم الوحيد.