مكاسب بالجملة للريال.. وجمهور اليوفي يصفق لـ«مقصّية رونالدو»
وضع البرتغالي كريستيانو رونالدو فريقه ريال مدريد حامل اللقب في العامين الأخيرين على مشارف نصف نهائي أبطال أوروبا، بقيادته إلى الفوز على مضيفه يوفنتوس الإيطالي الوصيف 3-صفر، وحقق الريال مجموعة من المكاسب في ليلة الإطاحة بالسيدة العجوز، والتي شهدت ضربة مقصية تاريخية لرونالدو سجل بها الهدف الثاني في شباك اليوفي، ما جعل جمهور اليوفي يصفق لرونالدو تعبيراً عن إعجابهم بالهدف الجميل، كما رد رونالدو التحية، وقدم شكره لجمهور يوفنتوس في لقطة كانت الأبرز خلال المباراة.
وعلى ملعب «اليانز ستاديوم» في تورينو، سجل رونالدو هدفين في الدقيقتين 3 و64، وصنع الثالث للبرازيلي مارسيلو (72).
وفرض رونالدو نفسه نجماً للمباراة ورفع رصيده الى 14 هدفاً في المسابقة هذا الموسم، والـ22 في الدور ربع النهائي (في 19 مباراة)، والـ122 في المسابقات الاوروبية، والـ119 في المسابقة القارية العريقة.
وتنوعت مكاسب الريال بين العامة والخاصة، فمن جانب قطع الفريق شوطاً كبيراً للوصول إلى نصف النهائي في موسم شهد تراجعاً كبيراً في نتائج الفريق، والذي فقد فيه لقبه في الليغا مبكراً، وخرج من حسابات كأس الملك، وبات أمله الوحيد في دوري الأبطال.
والمكسب الآخر هو الفوز بنتيجة كبيرة تجعل مباراة الإياب في بيرنابيو الأربعاء المقبل، تحصيل حاصل، حيث سيحتاج اليوفي إلى رباعية نظيفة للتأهل، أو 3-صفر والاحتكام لركلات الترجيح، وهو ما يبدو شبه مستحيل.
من المكاسب أيضاً أن هذه النتيجة خدمت زيدان والريال، الذي يستعد لديربي مدريد الأحد المقبل، أي قبل ثلاثة أيام فقط من لقاء الاياب، ما سيجعل الريال يخوض هذا اللقاء بأعصاب مرتاحة في ظل النتيجة المطمئنة.
في جانب آخر، ورغم حصول قائد الفريق وصخرة دفاعه سيرجيو راموس على الورقة الصفراء التي فرضت عليه الغياب عن الإياب، فإن ذلك لم يعد مؤثراً بشكل كبير في ظل الفوز المريح والكبير.
ورقمياً حقق الريال ثاني فوز في تاريخه على اليوفي في إيطاليا منذ آخر مرة فاز فيها سنة 1962 (1-صفر)، وهي المرة الثالثة التي يخسر فيها اليوفي على أرضه في تاريخ المسابقة من فريق إسباني (مرتين من الريال ومرة واحدة من ديبورتيفو لاكورونيا)، ونجح الملكي في إلحاق الخسارة الثانية بيوفنتوس على أرضه في مبارياته الـ76 الأخيرة على ارضه بعد الأولى امام بايرن ميونيخ الالماني، كما هي الخسارة الأولى لفريق «السيدة العجوز» بعد 27 مباراة أوروبية.
أما على المستوى الشخصي بالنسبة لرونالدو، فقد استمر في تحطيم كل الأرقام،
وبات أول لاعب في تاريخ المسابقة يهز الشباك في 10 مباريات متتالية.
كما رفع رونالدو غلته من الاهداف في مرمى يوفنتوس الى 9 أهداف كأكثر فريق يهز شباكه بعد شباك بايرن ميونيخ (9 أهداف أيضاً)، متساوياً مع غريمه الدولي الارجنتيني ليونيل ميسي (9 أهداف في مرمى أرسنال الانجليزي).
وكان نهائي العام الماضي جمع ريال مدريد مع يوفنتوس في كارديف، وفاز الأول بقيادة مدربه الفرنسي زين الدين زيدان 4-1، بينها ثلاثية في الشوط الثاني، وثأر لخروجه من نصف النهائي للمسابقة موسم 2014-2015 عندما جرده يوفنتوس من اللقب بالفوز عليه 2-1 في تورينو وتعادلهما 1-1 في مدريد، وكانت المرة الأخيرة التي يخسر فيها النادي الملكي في المسابقة القارية التي يحمل لقبها في العامين الأخيرين والرقم القياسي في عدد الألقاب (12).
يذكر أن أوجاع اليوفي لم تتوقف عند هذا الحد، إذ تعرض نجمه الأرجنتيني ديبالا للطرد في الشوط الثاني. وجاءت أهداف الريال مبكراً بعد مباغتة رونالدو لدفاع اليوفي واستغلال عرضية إيسكو ليضعها في الشباك في الدقيقة 3، كما ترجم عرضية كارفخال في الشوط الثاني بأفضل طريقة ممكنة، وسجل مقصيته التاريخية في شباك بوفون، وانتهى العرض المدريدي بتوغل من مارسيلو، الذي مرر الكرة إلى رونالدو، فأرجعها الأخير إليه، لينقلها مارسيلو فوق بوفون ويسجل الثالث في الدقيقة (72).
رونالدو: سجلت أفضل أهدافي
قال البرتغالي كريستيانو رونالدو إن الهدف الذي سجله بتسديدة مقصية خلفية في مرمى يوفنتوس سيبقى في الذاكرة. وأضاف في تصريحات لقناة ريال مدريد التلفزيونية: سجلت أفضل أهدافي على الاطلاق.
وتابع: أحاول منذ وقت طويل جداً تسجيل هدف بهذه الطريقة. نظرا لظروف المباراة، خطرت لي الفكرة وسددت الكرة. في مرات أخرى، كنت أسدد الكرة بطريقة سيئة، لكن يجب أن أحاول دائما. لهذا فقد حاولت، وسجلت. ودخل الهدف بطريقة مثيرة ومميزة مرمى الحارس بوفون الذي لم يحرك ساكنا للكرة التي أصابت الزاوية اليسرى السفلية لمرماه.
زيدان: هدفي في ليفركوزن أفضل من «مقصية رونالدو»
أبدى مدرب ريال مدريد، الفرنسي زين الدين زيدان، إعجابه بمقصية رونالدو الجميلة في المباراة، لكنه شدد على أنه سجل أفضل من هذا الهدف، حين كان لاعباً للملكي في شباك ليفركوزن خلال نهائي المسابقة سنة 2002. وقال زيدان ساخراً في المؤتمر الصحافي: «يمكن مقارنة الهدفين ببعضهما لكن هدفي هو الأجمل».
وتابع زيدان: «أشعر ببعض الغيرة لأنهم الآن سيتحدثون أكثر عن هذا الهدف، لكنه الأخير، ولهذا فهو أكثر قيمة».
وعن اليوفي قال: «يوفنتوس قدم أداء جدياً خلال بعض لحظات المباراة، وكان يمكنه أن يعقد الأمور في مواجهتنا لكننا تحملنا بشكل جيد، 3/صفر نتيجة قوية بعض الشيء، وقدمنا ما يكفي في المباراة لكي نفوز بها».
وأشاد من جانبه مدرب يوفنتوس ماسيمليانو اليجري، بسلوك الجماهير الإيطالية التي استقبلت هدف كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد بضربة خلفية مزدوجة في مرمى فريقها بالتصفيق، وقال في المؤتمر الصحافي «جمهور اليوفي انحاز للكرة الجميلة، وصفق لعرض فني».
وتابع: «كريستيانو هو المهاجم الأفضل في العالم خلال العامين الماضيين، إذ يمتاز بتألق لا يتمتع به غيره، والجمهور أعطى درساً، فكرة القدم عرض فني وعندما تكون هناك لمحة مثل هذه فالشيء الصحيح هو التصفيق».
وأعرب اليجري عن استيائه من سوء الحظ الذي لازم فريقه خلال المباراة، والذي اعتبره السبب الرئيس لخسارته، وهي الثانية على التوالي من الفريق نفسه بعد الهزيمة في النهائي مايو الماضي.
أرقام ومكاسب للريال
نتيجة 3-صفر تريح أعصاب الملكي قبل الإياب.
غياب راموس عن لقاء العودة لم يعد مؤثراً.
التفرغ للقاء الديربي الأحد المقبل أمام أتلتيكو.
الاقتراب من نصف نهائي المسابقة في موسم للنسيان.
الوصول إلى مستوى وتجانس ممتازين في وقت صعب خلال الموسم.
ثاني فوز للملكي على أرض اليوفي منذ 1962.
أول فريق يهزم اليوفي على ملعبه بعد 27 مباراة.
رونالدو سجل هدفه الـ14 هذا الموسم في الأبطال.
119 هدفاً في رصيد رونالدو في تاريخ الأبطال.
أول لاعب في التاريخ يهز الشباك في 10 مباريات متتالية.
اليوفي والبايرن أكثر فريقين يهز رونالدو شباكهما أوروبياً.