فنيون: زلاتكو أفضل مدربي المونديال.. وسامباولي ولوف الأسوأ
أشاد فنيون بذهنية المدرب الكرواتي زلاتكو داليتش، واعتبروه «أفضل المدربين» في دور المجموعات لمونديال روسيا 2018، فيما وصفوا مدربي الأرجنتين وألمانيا، خورخي سامباولي ويواخيم لوف، على التوالي، بـ«الأسوأ» حتى الآن.
ما حققه المنتخب الكرواتي بقيادة زلاتكو - كرواتيا تصدرت مجموعتها بالعلامة الكاملة في الدور الأول. - فرضت نفسها بأداء قوي جعلها مرشحة للفوز باللقب. - تفوقت على الأرجنتين بانتصار تاريخي 3-صفر. - سجلت سبعة أهداف في ثلاث مباريات وتلقت هدفاً يتيماً. - حجزت موعداً مع منتخب الدنمارك في ثمن النهائي. - قائد المنتخب مودريتش يسعى إلى إنجاز تاريخي لبلاده. |
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن «مدرب العين السابق زلاتكو يدير منتخب كرواتيا بذهنية عالية، واستطاع أن يفرض شخصيته القوية على منتخب بلاده وعلى نجوم الفريق الذين سخّر إمكاناتهم وقدراتهم بصورة جماعية، جعلت كرواتيا تتأهل بجدارة للدور الثاني، ومنح الفريق الثقة، ما جعل كل المنافسين يخشون مواجهته في كأس العالم».
واحتلت كرواتيا صدارة المجموعة الثالثة بالعلامة الكاملة، بعد فوزها في ثلاث مباريات، وجاءت خلفها الأرجنتين بأربع نقاط فقط.
وشددوا على أن سامبولي جاء على العكس من زلاتكو الذي صدّر التوتر إلى فريقه من المباراة الأولى لهم ضد ايسلندا، ولم يوظف اللاعبين لخدمة أداء ليونيل ميسي، فظهر البرغوث أقل مما كان عليه مع البارسا، كما حمّلوا لوف خروج ألمانيا من المونديال، لعدم قدرته على تجديد دماء المانشافت بعناصر جديدة تستطيع أن تمكنه من الدفاع عن لقبه، معتبرين أن خروجه كان منطقياً، عطفاً على أدائه على أرضية الميدان، بعيداً عن معطيات وصفحات التاريخ.
قال المدرب السابق لفريقي بني ياس وعجمان، العراقي عبدالوهاب عبدالقادر، إن «هناك مدربين جيدين وأسماء كبيرة في النسخة الحالية لمونديال روسيا، لكن يبقى زلاتكو في مقدمتهم، سواء من حيث الأرقام أو النتائج، فهو قد حقق الفوز مع كرواتيا في ثلاث مباريات، وحصد العلامة الكاملة، وصعد بجدارة عن مجموعة يوجد فيها منتخب الأرجنتين، الذي يفترض أنه من المرشحين الأوائل للفوز باللقب وليس صدارة مجموعته، وزاد على كل ذلك الأداء الممتع والسهل الذي يقدمه اللاعبون على أرضية الملعب».
وأضاف: «استطاع زلاتكو أن يفرض شخصيته على منتخب كرواتيا، والشخصية التي أقصدها هي شخصية المكسب والانتصارات ضد جميع المنافسين، والدليل ما حدث أمام أيسلندا، إذ دخل الفريق الكرواتي اللقاء ليفوز، على الرغم من تأهله إلى المرحلة الثانية، وهذا أمر يُحسب للمدرب الذي بنى فريقاً بهذه الشخصية، على الرغم من ظهوره معه قبل فترة ليست بالكبيرة».
وأشار عبدالوهاب إلى أن مدرب الأرجنتين، خورخي سامباولي، والألماني لوف، لم يكونا على المستوى المتوقع منهما في المونديال، ويمكن أن نصفهما بالأسوأ في المرحلة الأولى من كأس العالم، كونهما يتوليان الإشراف الفني على منتخبين من أفضل وأعظم منتخبات العالم.
وتابع: «سامباولي صدّر توتراً كبيراً إلى نجوم (التانغو)، ووضع لاعبيه تحت ضغوط دائمة منذ مباراة ايسلندا الافتتاحية، كما أن تغييراته لم تكن مقنعة، ولولا شخصية ميسي في المباراة الأخيرة ضد نيجيريا لما صعدت الأرجنتين إلى الدور الثاني»، لافتاً إلى أن «منتخب ألمانيا عاش التجربة الصعبة نفسها التي عاشها (التانغو)، منذ ظهوره الأول أمام المكسيك وخسارته بهدف، وهو الأمر الذي صدّر التوتر للاعبين، سواء أمام السويد أو كوريا الجنوبية، وبالتالي لم يكن خروج المانشافت من الدور الأول مفاجأة على أرضية الميدان، بقدر ما كان خروجه مفاجأة كحامل للقب ولتاريخ ألمانيا الكبير في كأس العالم».
من جهته، قال المدرب الوطني، عيد باروت، إن زلاتكو داليتش استحق الإشادة من بين المدربين الذين ظهروا في المونديال حتى الآن، إلى جانب مدرب المغرب، الفرنسي هيرفي رينارد.
وأضاف: «لو عملنا حالياً استطلاعاً بين الفرق التي تأهلت لدور الـ16 عن مونديال روسيا، عن المنتخب الذي لا تفضل مواجهته، فسيكون الإجماع، بحسب وجهة نظري، على كرواتيا، فهو المنتخب الأكثر إقناعاً حتى الآن، وإن كانت هناك آراء تؤكد على قوة منتخبي بلجيكا وإنجلترا، إلا أنني أرى أنهما لم يخضعا لاختبار حقيقي وقوي حتى الآن، ومواجهتهما معاً كانت بمثابة تحصيل حاصل، بعد أن ضمنا التأهل».
وأكمل: «على العكس من كرواتيا، فقد لعبت على أفضل ما يكون في المباريات الثلاث المنقضية لها، وكان الشيء اللافت لمدربهم عدم اعتماده على النجم الواحد، على الرغم من أن المنتخب الكرواتي مدجج بالنجوم، لكن المدرب فرض شخصيته على المنتخب، واستطاع أن يوظف الإمكانات الموجودة لديه لخدمة الفريق عموماً، وهذا ما يؤكد على تمتع زلاتكو بعقلية فنية مميزة».
وتابع: «من بين المدربين الذين أعجبت بهم الفرنسي هيرفي رينارد، الذي قدم مع منتخب المغرب عروضاً كانت محل تقدير واحترام من المتابعين لكأس العالم، رغم قوة المنافسين، وأتصور لو أن المغرب قد وقعت في مجموعة أخرى، كالموجودة فيها إسبانيا والبرتغال، لكان بوسع نجوم الأطلسي حجز مكان متقدم في المونديال، لكنهم لم يكونوا محظوظين بمجموعتهم».
وأوضح: «معظم المنتخبات التي شاركت في كأس العالم تطورت بصورة كبيرة، وكانت نداً للمنتخبات الكبيرة، بدليل قوة المنافسة الموجودة في المباريات، وهذا يؤكد أن مونديال روسيا لم يعد يعترف بالأسماء أو التاريخ، وما حدث بخروج ألمانيا يُعد مثالاً، ولن يكون مستبعداً أن تُظهر النسخة الحالية بطلاً جديداً».
بدوره، شدد المدرب الوطني، علي إبراهيم، على أن سامباولي ولوف يتحملان الجانب الأكبر من عدم ظهور منتخبيهما بالشخصية المعروفة عن كرة «التانغو» و«الماكينات» في كأس العالم.
وقال علي إبراهيم: «سامباولي لم يستطع أن يوظف اللاعبين لخدمة ميسي، كما هو الأمر في منتخب البرتغال، الذي أظهر فيه المدرب واللاعبون تعاوناً كبيراً مع رونالدو، فاستفادوا جميعاً، سواء على صعيد الأداء أو النتائج، في حين لم يجد ميسي التعاون المطلوب من المدرب أو اللاعبين، لذلك نجد ميسي دائماً في برشلونة يختلف كثيراً عنه مع التانغو».
وأضاف: «أيضاً المنتخب الألماني خرج من الدور الأول ضحية أخطاء مدربه لوف، الذي لم يُجدد دماء الفريق بعناصر تستطيع أن تُحافظ على كيان وقوة المانشافت كحامل للقب، ولهذه الأسباب أرى أن سامباولي ولوف هما الأقل فنياً، لأنهما يتوليان تدريب اثنين من أهم المنتخبات في تاريخ كأس العالم، وكنا ننتظر منهما المتعة الحقيقية في كرة القدم، لكنها جاءتنا حقيقةً من منتخبات مثل كرواتيا».
وأكمل: «استمتعت كثيراً بالعمل الذي يقدمه زلاتكو مع منتخب كرواتيا، فالفريق يقدم مستويات ثابتة منذ انطلاق البطولة، وأداؤه يتسم بالجرأة والانضباط التكتيكي داخل أرضية الملعب، فالفريق الكرواتي تستشعر أنه يعمل كوحدة واحدة هجومياً ودفاعياً، وهذا أمر يُحسب لمدربهم، فكرواتيا من وجهة نظري هي الحصان الأسود للبطولة حتى الآن».
أما لاعب المنتخب الوطني في عصره الذهبي، عبدالقادر حسن، فأثنى على شخصية مدرب كرواتيا، والعين سابقاً، زلاتكو داليتش، ونجاحه في وضع بصمته على كل المدربين الموجودين في مونديال روسيا 2018.
وقال: «زلاتكو حقق نجاحاً باهراً في المونديال، بشخصيته القوية التي فرضها على الفريق وعلى منهجية اللعب التي يؤدي بها، على الرغم من أن الفريق يضم أسماء بارزة، والسيطرة على طريقة أدائهم داخل أرضية الملعب تحتاج إلى مدرب يتسم بالشخصية والثقة بإمكاناته وقدراته، وهو ما استطاع زلاتكو أن ينقله إلى اللاعبين، فنجح بدرجة امتياز».
مضيفاً: «هناك الكثير من علامات الاستفهام على بعض المدربين، أمثال لوف مع ألمانيا، الذي ودّع دوري المجموعات في مفاجأة من العيار الثقيل، والأمر نفسه مع سامباولي، الذي لم نقتنع به على الإطلاق في مبارياته ضد ايسلندا وكرواتيا، وحتى نيجيريا التي تأهل من خلالها كانت منافساً صعب المراس، وكانت قريباً من تحقيق المفاجأة، وكذلك مدرب منتخب فرنسا هو الآخر لم يكن مقنعاً في مرحلة المجموعات، والاختبار الحقيقي له سيظهر في الأدوار الإقصائية».