الشارع التونسي يبحث في إخفاق «نسور قرطاج»
بولحية يكشف أسباب أزمة معلول ويستغرب استبعاد العكايشي والحرباوي
تساءل مقدم البرامج الرياضية التونسي الشهير، معز بولحية، عن من يمكنه محاسبة المدير الفني للمنتخب التونسي لكرة القدم، المدرب نبيل معلول، ومسؤولي الاتحاد التونسي للعبة، بعد الإخفاق في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا.
منتخب مصر دفع ثمن استراتيجية كوبر
تحدث معز بولحية عن المشاركة العربية بشكل عام في البطولة، وأكد أنه «كان من المتوقع عدم تأهل بقية المنتخبات العربية للدور الثاني، رغم أن مجموعة مصر والسعودية كان من الممكن فيها تحقيق نتيجة أفضل، لأنهما منتخبان ضمن أربعة منتخبات، ويتنافسان مع روسيا وأوروغواي، المنتخب الروسي هو المضيف لكنه ليس فريقاً كبيراً، ومنتخب أوروغواي لم يكن في أفضل حالاته رغم وجود نجوم، مثل لويس سواريز وإدينسون كافاني ودييجو جودين». وأضاف: «بالنسبة للمنتخب السعودي، هذا الأداء يناسب مستوى الدوري السعودي، وبالنسبة لمنتخب مصر، الفريق دفع ثمن استراتيجية مديره الفني، هيكتور كوبر، وحتى في المنافسات الإفريقية، كانت النتائج جيدة للمنتخب المصري، لكن مستوى الأداء لم يكن قوياً، كوبر أعاد المنتخب المصري لكأس العالم بعد غياب طويل، لكن أسلوبه وخططه لا يتماشيان مع نوعية اللاعب المصري، الذي يملك إمكانات وفنيات لا يستطيع إبرازها مع أسلوب كوبر الدفاعي الذي استخدمه من قبل مع بلنسية الإسباني، أضف إلى هذا إصابة صلاح التي أثرت بالتأكيد في المجموعة». |
وأوضح بولحية، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية، أن المشكلة في تونس تكمن في أنه لا أحد يعرف من يقيّم أو يحاسب، ويظل الضغط الجماهيري هو الوحيد القادر على ذلك.
وعن المشاركة التونسية في المونديال الروسي، وخروج الفريق من الدور الأول، قال بولحية: «ظاهرياً، المشاركة التونسية عادية ولا تختلف كثيراً عن المشاركات السابقة، الاختلاف يكون في الفوز على بنما في المباراة الثالثة، هي مشاركة محبطة للشعب التونسي، والسبب هو تصريحات المدرب، وطريقة تعامله مع الإعلام، والتعتيم على الرأي العام الرياضي في تونس».
وأوضح: «رغم خبرة نبيل معلول في التحليل، كانت نقطة ضعفه هي التواصل لأنه صرح قبل القرعة بأنه يتمنى مواجهة المنتخب الإنجليزي، وبدا سعيداً بعد القرعة لتحقق أمنيته، ووعد بمشاركة متميزة، وأنه سيعوض الجماهير التونسية عن المشاركات السابقة للفريق التونسي بلا انتصارات، وأنه سيستعيد أمجاد المشاركة الأولى عندما فاز على المكسيك 3-1 في نسخة 1978، التي كانت أول انتصار عربي وإفريقي في بطولات كأس العالم، ووعد بأن المشاركة في المونديال الروسي ستكون أفضل من أي مشاركة سابقة، ووعد ببلوغ دور الثمانية».
وأضاف: «المباريات الودية كانت خادعة، وكلنا يعرف أن المباريات الودية عندما تجمع بين منتخب قوي وآخر ضعيف، فإن الأخير يقدم أفضل ما لديه، على عكس المنتخب القوي الذي يسعى لتطبيق بعض الأمور لخدمة استعداداته للمباريات الرسمية».
وأشار: «واصل معلول تصريحاته، وقال إن منتخب تونس أوقف نظيره البرتغالي في اللقاء الودي، ولعب الند بالند أمام إسبانيا، وإنه سيخوض المونديال بمعنويات عالية، ووعد الجمهور بدور الثمانية، وهو أمر يبدو مستحيلاً تقريباً، كان يفترض أن تكون تصريحاته أن الفريق سيخوض المونديال للظهور بشكل جيد وتقديم مستويات جيدة أمام إنجلترا وبلجيكا، وأن الفريق ليس مرشحاً بقوة لعبور الدور الأول، وأن الهدف الأول هو الفوز على بنما، وأن التأهل للدور الثاني سيكون إنجازاً، لا أحد سيحاسب، معلول رفع سقف التوقعات فكانت خيبة الأمل كبيرة».
وأضاف: «أعتقد أنه كانت هناك أخطاء كبيرة أيضاً في الناحية الخططية، اختيارات خاطئة على مستوى اللاعبين والتشكيل، هناك لاعبون كانوا بالقائمة رغم يقين معلول أنهم لن يشاركوا في المباريات، ضمهم إلى القائمة رغم عدم اقتناعه بهم فنياً».
وتساءل بولحية عن السبب وراء عدم استدعاء كل من أحمد العكايشي وحمدي الحرباوي لقائمة الفريق في هذا المونديال. وتعلل معلول بأسباب فنية، رغم ما يقدمه الحرباوي من مستويات رائعة وأهداف غزيرة في الدوري البلجيكي، وتتويجه هدافاً للدوري البلجيكي برصيد 22 هدفاً في الموسم الماضي. وأشار: «المنتخب التونسي كان بحاجة إلى لاعبين مثل العكايشي والحرباوي، ويتعين علينا تقييم المشاركة واتخاذ القرارات اللازمة، وإن كان من الضروري استقالة المكتب الجامعي لكرة القدم بتونس فليستقِل، وإن توجبت استقالة المدرب فتتعين عليه الاستقالة، لكن المشكلة في تونس هي: مَن سيقيّم مَن؟!».
وأوضح: «هل تستطيع الإدارة الفنية في الاتحاد التونسي للعبة تقييم أداء معلول؟! إنها إدارة منزوعة الصلاحيات، والوزارة لا تستطيع تقييم إدارة الاتحاد، وقد يكون الأمر في النهاية متروكاً للشعب الذي يمكنه الضغط لاستقالة المخطئ».
وعن الفرق الإفريقية، قال بولحية: «هناك تفاصيل بسيطة عجّلت بالخروج المبكر لهذه الفرق، المنتخب السنغالي كان بإمكانه التأهل للأدوار النهائية لأنه يمتلك إمكانات بدنية رهيبة تمتزج بفنيات عالية، وهذا أمر لا يوجد كثيراً في المنتخبات الإفريقية، يذكرني بالمنتخبين الكاميروني والنيجيري في التسعينات من القرن الماضي».
وعن المنتخب المرشح للفوز باللقب في النسخة الحالية، أوضح بولحية: «المنطق يشير إلى فوز البرازيل، لأنه الفريق الأكثر استعداداً ومستواه يتحسن من مباراة لأخرى، نيمار سيلعب الدور الأكبر، لكن من الممكن حدوث بعض المفاجآت مثل المنتخب الكرواتي الذي ظهر بشكل رائع».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news