أياكس أنهى الأسبوع الأسود لريال مدريد بتجريده من لقب الأبطال
4 أسباب رئيسة تقف وراء انهيار «ملك أوروبا»
تلقى ريال مدريد، أول من أمس، صفعة مدوية على يد أياكس الهولندي، ليكتمل الأسبوع الأسود، الذي شهد فيه خروجه من المنافسة على كل ألقاب الموسم، بداية من كأس الملك والدوري الإسباني (الليغا)، على يد الغريم التقليدي برشلونة، وليكتمل مشهد الإذلال في لقاء دور الـ16، ضمن دوري أبطال أوروبا أمام الفريق الهولندي، حيث تم تجريده من تاجه الأوروبي. والمثير أن كل المآسي التي لحقت بمدريد في أسبوع واحد، حصلت على ملعبه وبين جمهوره.
وتوجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى رئيس النادي الملكي، فلورنتينو بيريز، صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في كل القرارات المتعلقة بالنادي، ونلقي بالضوء في التقرير التالي على أربعة أسباب رئيسة، تقف وراء انهيار «ملك أوروبا» بالصورة المذلة، التي حصلت بعد الخسارة 4-1 بين أنصاره.
فلورنتينو بيريز
يرى أنصار ريال مدريد أن رئيس النادي فلورنتينو بيريز، هو المسؤول الأول والأخير عن الوضعية الصعبة التي يمر بها الفريق، والسبب في ذلك أنه هو صاحب القرار النهائي في التعاقدات، والتي أدار لها ظهره خلال السنوات الماضية، واكتفى باللاعبين الذين حقق بهم إنجازات كبيرة، حتى بعد رحيل نجم الفريق الأول كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس، لم يفكر في جلب لاعبين يسدون الفراغ الكبير.
وقام مجموعة من جماهير ريال مدريد بالاحتجاج بشدة على بيريز بعد لقاء أياكس، وقبلها في مباراة برشلونة مطالبين باستقالته. ورفض بيريز مراراً فتح خزينة النادي لأي تعاقدات مهمة، واكتفى بصرف أموال بسيطة، لم تتعد في معظمها 20 أو 30 مليون يورو، منها جلب الحارس البلجيكي كورتوا، واستعادة ماريانو دياز، والتعاقد مع أودريزولا، في حين لم يحرك ساكناً لضم لاعبين كبار، على غرار الفرنسي كيليان مبابي، والبرازيلي نيمار، والبلجيكي إدين هازار.
وفي آخر خطاب له، يعتقد بيريز أن الريال ليس بحاجة لتعاقدات كبيرة، في وقت صرفت فيه الفرق الكبرى أموالاً طائلة لتعزيز ترسانتها من النجوم. وبات بيريز منشغلاً أكثر بتوفير السيولة للملعب الجديد، مركزاً على جلب لاعبين صغار لبناء فريق للمستقبل، منهم البرازيلي فينسيوس، ومواطنه رودريغو.
غياب «القناص»
تحدث الكرواتي لوكا مودريتش قبل لقاء أياكس، وقال إن غياب رونالدو مؤثر. ولاشك في أن افتقاد ريال مدريد للاعب في «الصندوق»، مهاجم قناص على شاكلة رونالدو، كان يضمن له 50 هدفاً على الأقل في الموسم، أثر بشكل كبير في نتائج الفريق، فبنزيمة وفينسيوس وغاريث بايل كلهم لاعبون خارج الصندوق، ومنذ غياب رونالدو لم يظهر في الملكي أي لاعب يعتبر مهاجماً صريحاً، في حين أن ماريانو الذي كان يمكن أن يشغل هذا المكان لم يثبت جدارته، وتأثر بإصابات عدة جعلته بعيداً حتى عن المستوى الذي ظهر به مع ليون الفرنسي، حينما كان معاراً في صفوفه الموسم الماضي. وظهر جلياً، خلال إياب نصف نهائي الكأس، مدى حاجة الريال للاعب يترجم الكم الكبير من الفرص التي أتيحت للفريق، ولم تجد طريقها إلى المرمى، وتكرر الأمر مراراً في مباريات عدة هذا الموسم.
دون عقل فني
تسبب رحيل النجم والمدرب السابق لريال مدريد، الجزائري الأصل، الفرنسي زين الدين زيدان، عن الفريق في صيف العام الماضي، بهزة عنيفة داخل النادي، جعلت بيريز يسارع للتعاقد مع الإسباني لوبوتيغي، أملاً أن يحقق التوازن المطلوب. لكن بدا واضحاً بعد ذلك أن هذا القرار كان أحد الأسباب المهمة في الانهيار الذي لحق بالريال، فمدريد لم يرتق للمستوى المطلوب، وتسببت القرارات الخاطئة التي اتخذها لوبوتيغي في إحداث خلل كبير في طريقة لعب ريال مدريد.
وكان يتوجب على الريال التعاقد مع مدرب ذي تجربة كبيرة، مثل مدرب توتنهام الحالي الأرجنتيني بوكيتينيو، أو الإيطالي أنطونيو كونتي أو غيرهما، لكن بيريز اختار الطريق السهل في جلب مدربين بميزانية بسيطة، بينهم المدرب الحالي الأرجنتيني سانتياغو سولاري، ابن النادي، الذي تمت ترقيته من الفريق الرديف إلى الأول. وباتت واضحة حاجة الفريق لتدخل فني على مستوى كبير، خصوصاً في أعقاب قرارات غريبة اتخذها سولاري، حولت إيسكو إلى رفيق دائم للدكة، مع تقديمه للاعبين آخرين من الشباب على حساب ذوي الخبرة.
نجوم «خارج الخدمة»
تطرقت صحيفة «ماركا»، في عدد سابق، إلى مشكلة الإرهاق الذي لحق بلاعبي الريال، خصوصاً النجوم الذين شاركوا في المونديال، قائلة إن أحد أسباب التراجع الكبير في نصف الموسم الأول يعود إلى كأس العالم، وتأثيرها السلبي في لاعبين مثل لوكا مودريتش وفاران. لكن ظهر جلياً بالنسبة لأنصار الفريق أن رصيد عدد من اللاعبين نفد، ولم يعد بمقدورهم تقديم الإضافة المطلوبة، بل تحولوا إلى عبء، ففي تقرير سابق لصحيفة «أس»، تبين أن نحو نصف الأهداف التي دخلت مرمى ريال مدريد، منذ بداية الموسم وحتى بداية يناير الماضي، كانت نتيجة أخطاء مباشرة، إما في التغطية، أو في التمرير من لاعبي الوسط والدفاع، خصوصاً البرازيليين كاسيمير ومارسيلو، وكذلك الألماني توني كروس ومودريتش، فأمام أياكس، أول من أمس، كان كروس من أهدى كرة الهدف الاول لمهاجمي أياكس. تضاف إلى هذا الأخطاء العديدة التي وقع فيها قائد الفريق راموس، آخرها تعمده الحصول على بطاقة صفراء في ذهاب دور الـ16، ليتم حرمانه من مباراتين، أهمهما كانت مباراة أمس، التي ظهر بها تأثير غيابه في دفاع الريال، والمساحات الكبيرة التي فتحت أمام هجوم أياكس.
أسبوع واحد خسر فيه ريال مدريد كل شيء هذا الموسم.. من كأس الملك إلى الليغا.. ثم ختاماً بدوري الأبطال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news