عدد كبير منهم قد يُحرم من التأهل لأولمبياد طوكيو بسبب غياب الدعم

خلافات «الأولمبية» ووزارة الشباب تهدد مستقبل رياضيي العراق

لاعب الجودو العراقي أحمد داوود خلال التدريبات في إحدى الصالات الرياضية ببغداد. أ.ف.ب

باتت مشاركة أبطال العراق في أولمبياد طوكيو المرتقبة في العام المقبل مهددة بسبب استمرار النزاع بين اللجنة الأولمبية العراقية ووزارة الشباب والرياضة. وترفض الأخيرة الاعتراف بانتخابات اللجنة الأولمبية، بحجة عدم وجود قوانين تنظم عمل الأخيرة منذ عام 2003، معتبرة إياها ضمن المؤسسات المنحلة بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين إثر الاجتياح الأميركي.

وفي القاعة الوحيدة في بغداد المخصصة لتدريبات رياضيي رفع الأثقال، يواصل الرباع صفاء راشد استعداداته على أمل المشاركة في الأولمبياد، رغم أن النزاع قد يحرم راشد الذي نال ذهبية وزن 85 كلغ في آسياد إندونيسيا، تمارينه في قاعة رياضية تعطل فيها جهاز التكييف الوحيد في ظل حرارة تتجاوز الأربعين درجة في صيف العاصمة العراقية الملتهب.

ورغم ذلك، يثابر الرباع البالغ 29 عاماً في تحضير نفسه، آملاً في حل يمكنه من بلوغ الأولمبياد. ويقول راشد في تصريحات صحافية: للأسف لا نعرف ماذا نفعل، المطلوب مني المشاركة في ست بطولات تأهيلية للوصول الى طوكيو، وغبت عن اثنتين بسبب المشكلات الرياضية في البلاد. يضيف والتذمر واضح على محياه «منذ عام 2017 وأنا أخطط للوصول الى الأولمبياد، لكن الآن أصطدم بعقبة كبيرة بسبب المشكلات الحالية بين المؤسسات الرياضية».

يذكر أن نجل صدام حسين، عدي، شغل منصب رئاسة اللجنة الأولمبية حتى 2003، وفي مطلع العام التالي، جرت أول انتخابات شهدت اختيار أحمد السامرائي رئيساً لها، لكن الأخير لم يتمكن من إكمال ولاية الأربعة أعوام بسبب اختطافه في 2006 مع عدد من أعضاء المكتب التنفيذي، والذين لايزال مصيرهم مجهولاً كالآلاف من العراقيين الذين اختفوا في أعوام النزاع. وتعترف اللجنة الأولمبية الدولية بالعراقية منذ تأسيسها عام 1948.

وفي ظل الأزمة الحالية، تأثرت الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية المحلية بسبب مطالبة وزارة الشباب والرياضة الحكومة بوقف صرف المنحة المالية المخصصة للجنة ضمن موازنة 2019، والمقدرة بـ25 مليون دولار، بحجة الفساد من جهة، وعدم شرعية اللجنة من جهة ثانية.

وأدى ذلك الى حجب المساعدات المالية الرسمية عن الرياضيين، منهم صفاء راشد الذي بات يضطر لمواصلة رحلته مع الحديد، مستعيناً بجزء من الأجر الزهيد الذي يتقاضاه عن عمله في إحدى الدوائر الخدمية في مدينة شهربيان، والبالغ 400 دولار شهرياً.

ولا يختلف حال راشد عن مواطنه أحمد داوود لاعب منتخب العراق للجودو، الذي لجأ الى قاعة تابعة لنادي الشعلة في العاصمة لمواصلة تدريباته غير المنتظمة.

ويقول داوود (23 عاماً) الذي ارتدى بدلة زرقاء ويحمل الحزام الأسود في المنافسة «لا أعرف ماذا ينتظرني. التدريبات غير منتظمة والأجواء غير مناسبة لخوض بطولات خارجية مؤهلة لأولمبياد طوكيو».

ويشكل المال عنصر تجاذب أساسياً في الخلاف بين اللجنة والوزارة. وتوقفت الأنشطة المحلية والخارجية بسبب وقف الدعم المالي المباشر للجنة الأولمبية بعد مطالبة الوزارة تحويل المنحة المالية المخصصة إلى اللجنة الأولمبية إلى حسابها لتتبنى الصرف المالي المباشر للاتحادات.

ويقول المسؤول في الوزارة محمد هادي: مجلس الوزراء العراقي أصدر قراراً يضع بموجبه الصرف المالي للجنة الأولمبية تحت المراقبة لحين الانتهاء من تأسيس قانون جديد يعكف مختصون لإنجازه وتقديمه الى الحكومة للمصادقة عليه.

لكن اللجنة الأولمبية تعتبر أن المسألة القانونية تتحمل مسؤوليتها السلطة السياسية أيضاً، ويجب ألا تنعكس على الرياضيين لاسيما في ظل تحذيرات الاتحادات من أن التجاذب سيحرمهم من الحضور الأولمبي.

ويقول الأمين المالي للجنة الأولمبية سرمد عبدالإله: عدم تشريع قانون جديد لا تتحمل الأولمبية وحدها مسؤوليته.

• 25 مليون دولار منحة مالية حكومية محرومة منها اللجنة الأولمبية العراقية، حيث تتولى وزارة الشباب والرياضة الصرف على الاتحادات مباشرة.

تويتر