صلاح.. يحمل هم إسعاد 100 مليون مصري في العرس الإفريقي
يدخل نجم الكرة المصرية والعالمية، مهاجم ليفربول الإنجليزي، محمد صلاح، بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019 في كرة القدم على أرضه وبين جمهوره، متوجاً بلقب دوري أبطال أوروبا مع ليفربول، ونجماً يحمل هم إسعاد 100 مليون مصري، وقيادة «الفراعنة» إلى رقم قياسي جديد في الكأس الإفريقية باللقب الثامن.
المهاجم الذي أتم في 15 يونيو الـ17 من عمره، المتواضع ابن قرية نجريج في عمق الريف، والفخور بمسيرة ملأتها التحديات والصعاب وصولاً إلى قمة الكرة الأوروبية بعد أعوام الكفاح، هو نجم متوّج في عيون الملايين من عشاقه.
ويقول الدولي التونسي نعيم السليتي لوكالة فرانس برس: «تشعر أن صلاح يشكل خطراً بمجرد أن يلمس الكرة. لا يجب تركه (منفرداً). بمجرد أن يلمس الكرة، يحصل أمر ما».
راكم «الملك المصري» المتوج بأهازيج ملعب أنفيلد في ليفربول، جوائز فردية في عاميه في الدوري الإنجليزي الممتاز: أفضل لاعب وهداف موسم 2017-2018، وهداف موسم 2018-2019 بالمشاركة مع زميله في الفريق السنغالي ساديو مانيه ومهاجم أرسنال الغابوني بيار-إيمريك أوباميانغ.
وبعد نهائي الأبطال أمام توتنهام، سجل ركلة جزاء مبكرة أسهمت في فوز فريقه 2-صفر، أبدى صلاح رغبته في منح بلاده لقب البطولة القارية، وتحقيق مجد جديد له ولبلده على المستوى الإفريقي. وتنطلق البطولة غداً على استاد القاهرة الذي يتسع لـ75 ألف متفرج، حيث سيكون الافتتاح بين مصر ومنتخب زيمبابوي، ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضم معهما الكونغو الديمقراطية وأوغندا.
ويرغب صلاح بشدة في تعويض الإخفاق المونديالي حين تجرع ثلاث هزائم في الدور الأول، بعد أن كانت الفرحة كبيرة في مصر على إثر العودة للمونديال بعد غياب 28 سنة.
ويُشكل صلاح رمزاً لتشكيلة من جيل شاب، وموهبة لامعة ضمن أسماء مثل محمد النني وعمرو وردة ومحمود حسن (تريزيغيه). وبعد رفعه كأس الأبطال، قال صلاح: «ضحيت بالكثير من أجل مسيرتي، أن آتي من قرية وأنتقل الى القاهرة، وأحقق ما حققته، هو أمر لا يصدق».
وبدأت رحلة نجوميته من قريته الصغيرة في دلتا النيل (على بعد 120 كيلومتراً من القاهرة)، حيث زاول كرة القدم طفلاً قبل أن ينتقل الى مدينة بسيون المجاورة، ومنها إلى العاصمة القاهرة، فالقارة العجوز، متنقلاً بين بازل السويسري، وفيورنتينا وروما الإيطاليين، وصولاً إلى ليفربول، في رحلة تضمنت تجربة للنسيان مع تشلسي الإنجليزي. ونشأ في بيت بسيط يطل مثل معظم مباني قرية نجريج على شارع ترابي ضيق، ويروي عارفوه أنه بذل مجهوداً كبيراً في صباه.
ويقول مدرب أشبال نادي نجريج غمري السعدني: «عندما بدأ صلاح التردد على المركز وهو في الثامنة، كانت موهبته واضحة منذ الصغر، لقد تمتع بعزيمة فولاذية».
وبحسب عمدة القرية ماهر شتية، انضم صلاح في الـ14 الى نادي المقاولون العرب في القاهرة، وكان يمضي ساعات يومياً للمواظبة على التمارين، مستقلاً لأربع وسائل نقل.
واختارت مجلة «تايم» الأميركية في أبريل الماضي، صلاح، ضمن لائحة الـ100 شخصية الأكثر تأثيراً في العالم، وتحدث إليها عن مواقفه تجاه المساواة بين الجنسين، قائلاً «أعتقد أننا بحاجة الى تغيير الطريقة التي نعامل بها المرأة في ثقافتنا».
جانبه العائلي يحضر في حياة نجم اختار، بعكس أقرانه في اللعبة الشعبية الأولى، الحفاظ على جانب كبير من الخصوصية. زوجته ماغي، زميلة المدرسة التي اقترن بها وهو في سن الـ20، نادراً ما تظهر معه في المناسبات، لكنها دأبت مع ابنتهما مكة على الاحتفال الى جانبه لدى تتويجه هدافاً للدوري الإنجليزي. ولايزال صلاح يمضي جزءاً من عطلته السنوية مع أسرته في نجريج.
مطلع الشهر الجاري، أثار جدلاً على «تويتر» عندما عاد الى قريته لتمضية عيد الفطر، وأبدى استياءه من التزاحم أمام منزل أسرته. وانقسمت الآراء بين من اعتبر ذلك تكبراً، ومن رأى أنه في حاجة لخصوصية أكبر.
لكن المصريون كلهم يتوحدون خلف نجمهم في البطولة الأهم، آملين أن يعوضهم عن إخفاق النسخة الماضية حين خسروا اللقب من الكاميرون، وكذلك بعد خيبة المونديال الروسي.
صلاح يرغب في تعويض الجماهير المصرية بعد
خسارة لقب نسخة 2017 وعقب الخيبة المونديالية.