سواريز ورودريغيز أفضل من ميسي في 180 دقيقة
وضع المنتخب الأرجنتيني، نجم برشلونة وأفضل لاعب في العالم خمس مرات ليونيل ميسي، في مأزق نفسي جديد، وتشكلت أزمة ثقة بين الطرفين بعد الظهور المخيب لـ«التانغو» في أول مباراتين بالدور الأول من بطولة كوبا أميركا 2019 المقامة حالياً في البرازيل، إذ خسر المنتخب أمام كولومبيا بهدفين وخرج بعدها من عنق الزجاجة بتعادل مع باراغواي 1-1 من ضربة جزاء!
ولم تكن أرقام ميسي مقنعة لعشاقه والمراقبين في البطولة حتى الآن، إذ لعب 180 دقيقة خسر فيها الكرة بمعدل 3.5% وحصل على درجة تقييم 7.16، فيما تفوق عليه نجوم آخرون في البطولة يتقدمهم الأوروغوياني لويس سواريز بدرجة عالية بلغت 8.28، والكولومبي خاميس رودريغيز بدرجة 7.86، اللذان تفوقا عليه بالتكتيك والفاعلية.
ولا يلبث ميسي أن يخلع القميص البرشلوني ويرتدي الأرجنتيني حتى يتلقّى وابلاً من الانتقادات والاتهامات بالخيانة لعدم تمكنه من قيادة «التانغو» لتحقيق الأمجاد، إذ يضعه أبناء جلدته موضع مقارنات مع مواطنه الأسطورة دييغو مارادونا، فيما يستثمر المشجعون خارج الحدود هذا المشهد البائس ويحولونه إلى مصدر فرح لعشاق غريمه التقليدي البرتغالي كريستيانو رونالدو الحائز بطولتين دوليتين (بطولة أمم أوروبا 2016، ودوري الأمم الأوروبية 2019).
الحالة التي يمر بها ميسي ليست وليدة اللحظة إذ لم ينجح اللاعب في الفوز ببطولة دولية مع المنتخب الأرجنتيني الأول حتى الآن، ولايزال متمسكاً بتذوق طعم اللقب وإسعاد شعب بلاده ببطولة يعادل فيها عدد مرات الفوز بكوبا أميركا مع الجارة أوروغواي صاحبة الرقم القياسي (15 بطولة). ويخشى عشاق «البرغوث» من تراجع متواصل لأداء لاعبهم الذي لا يبدو في حالته الطبيعية مع الأرجنتين، وهذا ما يتضح جلياً حين يتقدم لتنفيذ الكرات الثابتة تحديداً، إذ يتحول إلى لاعب عادي يغيب عنه التركيز ويعاني ضعف التسديد، أما في المراوغات فحركته بالكرة غير انسيابية بالطريقة التي اعتاد عليها مع «البارسا».
ولا يتحمل ميسي بمفرده تشوه صورة الكرة الأرجنتينية، فمن المدهش أن نرى منتخباً مدججاً بأسماء رنانة مثل دي ماريا «باريس سان جيرمان»، وأغويرو «مانشستر سيتي»، وهيغواين «تشيلسي»، وغيرهم الكثير، لكنهم جميعاً يفقدون اتزانهم ويرمون على أكتاف زميلهم حملاً بوزن الجبال لا يقوى على حمله دون سندٍ أو عون.
وفي المنطقة الفنية، يقف المدرب الأرجنتيني ليونيل سكالوني عاجزاً أمام تطوير المنتخب، فالدفاع متواضع، وخط الوسط لا يموّل، والهجوم لا يسجل! والخطة التكتيكية معتمدة تماماً على ميسي «المحاصر»، فيما التخبط يتواصل من مباراة لأخرى لاسيما أنه لعب المباراتين الماضيتين بطريقتين مختلفتين، وأجرى تغييرات كثيرة على تشكيلة مباراة كولومبيا ليحرم المنتخب من عناصر الخبرة أمام باراغواي، وكأنه يصر على تكرار الأخطاء التي وقع فيها المدرب السابق سامباولي في كأس العالم بروسيا 2018! سكالوني يحمل في الشق الأول من اسمه «ليونيل»، لكنه لا يعتبر من المدربين المبدعين، فسيرته الذاتية لا تعبر عن مدرب قادر على انتشال الكرة الأرجنتينية من كبوتها، ومسلسل الانكسارات يبدو أنه سيتواصل.
5 أسباب وراء المستوى المخيب للأرجنتين
1- الضغط النفسي وتحميل المسؤولية الكبرى على ميسي.
2- عدم توصل المدرب سكالوني لتشكيلة ثابتة ومنسجمة.
3- تراجع أداء أغويرو ودي ماريا وتهميش ديبالا.
4- اللعب بخطة لعب قديمة بعيدة عن التكتيك العالمي المتطوّر.
5- تكرار أخطاء مونديال روسيا وتسهيل مهمة المنتخبات المنافسة.
للإطلاع على المزيد من الأرقام والحقائق، يرجى الضغط على هذا الرابط.