المغرب يفتقد لمسة «النصر السعودي»

افتقد المنتخب المغربي نجماً بحجم وإمكانات هداف النصر السعودي عبدالرزاق حمدالله، في المباراة الأولى التي عانى فيها «أسود الأطلس» الأمرين قبل الفوز بشق الأنفس على ناميبيا بهدف من نيران صديقة، سجله لاعب «المحاربون الشجعان» كيميوني في الدقيقة 89، ضمن المجموعة الرابعة «الحديدية» لبطولة أمم إفريقيا (مصر 2019)، التي تضم أيضاً ساحل العاج وجنوب إفريقيا.

هداف الدوري السعودي (34 هدفاً في 26 مباراة)، يمتلك مقومات فنية وبدنية وحلولاً تهديفية تكفل فك شيفرة أي تكتل دفاعي، وهو الورقة التي افتقدها المدرب الفرنسي رينارد طوال المباراة، في ظل سوء اللمسة الأخيرة المستمرة منذ المباراتين الوديتين أمام زامبيا 3-2، وغامبيا بهدف نظيف.

وكان حمدالله قد غادر المعسكر المغربي غاضباً، قبل انطلاق البطولة، إثر أزمة مع مجموعة من زملائه بالمنتخب، يتقدمهم اللاعب فيصل فجر الذي انتزع منه الكرة، ومنعه من تسديد ركلة جزاء أهدرها لاحقاً في توقيت حساس، فجن جنون حمدالله ورحل، في وقت احتفل فيه فيصل بنشر فيديو غنى فيه «باي.. باي»!

ولعل الجمهور المغربي والعربي الخاسر الأكبر من الأزمة التي مرّ بها «أسود الأطلس»، المتعطش لحمل كأس أمم إفريقيا منذ 1976، إذ كان الأداء الهجومي متواضعاً أمام منتخب ناميبيا، الذي يخوض النهائيات للمرة الثالثة فقط، وفشل في تحقيق أي فوز في مبارياته الست السابقة ضمن نسختي 1998 و2008 (سجل أربع هزائم وتعادلين)، علماً بأن إحدى هزائمه كانت أمام المغرب بالذات بنتيجة 1-5، في الدور الأول أيضاً.

فنياً.. أشرك رينارد اللاعب يوسف النصيري مهاجماً (مركز حمدالله)، وإلى جانبه حكيم زياش ونورالدين أمرابط، بيد أن ثلاثتهم لم يظهروا نجاعة هجومية، وعانوا أمام مدافعي ناميبيا، وكانت حركتهم وتسديداتهم ينقصها الكثير من الدقة والتركيز تارة، والقوة تارة أخرى!

وكشفت إحصاءات أداء لاعبي مباراة المغرب وناميبيا عن علامات متدنية في الشق الهجومي، إذ حصل النصيري على 6.1 درجات، بعد أن سدد كرة يتيمة لم تشكل خطورة على المرمى، ونال زميله البديل خالد بوطيب العلامة نفسها دون أن يظهر كما يجب في الخط الأمامي، بحسب موقع الإحصاءات «وورلد سكورد» العالمي، ما يعزز فكرة حاجة المغرب للمسة النصر الحقيقي والمقنع بعطاء أفضل، لاسيما أن الهدف تحقق برأس مدافع ناميبيا بالخطأ في مرماه!

وانقسم مغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول الحاجة إلى حمدالله من عدمه، في ظل المستوى الهجومي المخيب لمنتخب المغرب، فالبعض هاجم رينارد لعدم تدخله الحاسم في حل أزمة حمدالله وثنيه عن المغادرة، وآخرون اتهموا لاعب النصر بالخيانة لتغليبه المصلحة الخاصة، فيما كثيرون حملوا المسؤولية للاعب فيصل فجر! لكنهم جميعاً اتفقوا على مطالبة اللاعبين الموجودين في مصر بالظهور بالصورة المشرفة للكرة المغربية.

وأمام الحالة الفنية والبدنية غير المبشرة للمنتخب المغربي، تبدو رحلة إفريقيا خطرة لاسيما أن المشوار شاق نحو اللقب، فالمنتخب المغربي ليس نفسه الذي قاتل وأمتع في مواجهة البرتغال وإسبانيا في كأس العالم (روسيا 2018).. فهل تتحسن الحال في المباراتين المقبلتين أمام ساحل العاج وجنوب إفريقيا، أم أن لعنة حمدالله حاضرة مع المنتخب في أرض الفراعنة، واللقب ضرب من الخيال؟

زئير «أسود الأطلس» في الملاعب المصرية يجب أن يرتفع بالأداء والأهداف والإقناع، فالحالة الهجومية مقلقة!

تقييم لاعبي المغرب أمام ناميبيا من 10

الحارس ياسين بونو: 6.5 «كان جيداً».

مهدي بن عطية: 7.1 «لم يختبر في الخط الخلفي».

رومان سايس: 7.3 «لم يختبر في الخط الخلفي».

نبيل درار: 6.6 «لم يقدم الإضافة الهجومية».

أشرف حكيمي: 6.9 «عرضياته كانت خاطئة».

يوسف ايت بناصر: 6.6 «لم يساند الخط الأمامي بشكل جيد».

مهدي بوربيعة: 7 «تمريراته ناجحة بنسبة 75%».

حكيم زياش: 7.2 «أخطر لاعب في المباراة».

مبارك بوصوفة: 7 «تحركات مميزة وسط الميدان».

نورالدين أمرابط: 6.7 «ساند درار كثيراً في الدفاع».

يوسف النصيري: 6.1 «سدد كرة يتيمة».

سفيان بوفال: 7.2 «لاعب مهاري وتكتيكي».

كريم الأحمدي: 6.5 «لم يتحرك كثيراً».

خالد بوطيب: 6.1 «لم يظهر في الخط الأمامي».

أزمات سابقة توضح شخصية حمدالله «الحساسة»

جرح الماضي

يبدو أن حمدالله لايزال متأثراً بالماضي، بعدما تمّ استبعاده من أولمبياد لندن 2012، رغم جهوده الكبيرة التي أسهمت في تأهل منتخب بلاده بصفته هدافاً للمنتخب الأولمبي وقتها، كما تمّ استبعاده أيضاً من كأس أمم إفريقيا 2017، وكأس العالم 2018، ويبدو أن مغادرته المعسكر «تصفية حساب» مع المنتخب.

الصف الثاني

تمت دعوة حمدالله لمباراة مالاوي، ضمن الجولة الأخيرة في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية برفقة لاعبي الاحتياط والصف الثاني، فرفض معتقداً أنه بعد المباراة سيتم استبعادهم، بينما سيشارك الأساسيّون الذين خاضوا مواجهات المونديال في مباراة الأرجنتين الودية.

حادثة سابقة

أثناء وجوده مع نادي أليسوندز النرويجي عام 2015، وفي إحدى مباريات الفريق بالدوري، طلب حمدالله تسديد ركلة حرة لفريقه، لكن صديقه في الفريق المسؤول عن تسديد الركلات الحرة رفض ذلك مفضلاً التسديد نفسه، ما أدى لمغادرة حمدالله للملعب غاضباً وسط دهشة المراقبين الذين تفاجأوا من ردة فعله.

34

هدفاً أحرزها

حمدالله للنصر

في الدوري

السعودي، خلال 26

مباراة.

89

الدقيقة التي

سجل خلالها

المغرب برأسية

كيميوني من نيران

صديقة.

الأكثر مشاركة