فرحة كبيرة للجزائريين بعد الفوز على السنغال وتصدر المجموعة. إي.بي.إي

4 عوامل تدخل الجزائر في حسابات اللقب الإفريقي

دخل المنتخب الجزائري نهائيات كأس أمم إفريقيا، في نسختها الـ32 المقامة حاليا في ضيافة مصر حتى 19 يوليو المقبل، وهو خارج حسابات الترشيح للقب، لكن «محاربو الصحراء» قلبوا الأمور في أول مباراتين، وأظهروا فيهما قوة وانضباطاً وأداء ونتيجة، جعلت الكثيرين يرون في الجزائر أحد المرشحين البارزين للتتويج، خصوصاً بعد إطاحة المرشح الأول في البطولة، منتخب السنغال 1-صفر أول من أمس، ضمن منافسات الجولة الثانية من المجموعة الثالثة. وسجل هدف التأهل الوحيد المهاجم يوسف بلايلي، لاعب الترجي التونسي، في الدقيقة 49، بعد هجمة منظمة.

وتبرز أربعة عوامل رئيسة، تجعل الجزائر يدخل الصراع على اللقب، منها الانطلاقة القوية والبداية الجيدة، إلى جانب دور المدرب واللاعب السابق جمال بلماضي، وكذلك الانسجام الواضح بين اللاعبين بقيادة النجم رياض محرز، وأخيراً خوض الجزائر مبارياتها دون أي ضغط جماهيري.

1- بداية مبشرة

يعاني عادة منتخب الجزائر في بداياته خلال كأس أمم إفريقيا، والاستثناء كان في سنة 1990، حينما فاز في كل مبارياته بدور المجموعات، ثم توج لاحقاً بلقبه الوحيد على حساب نيجيريا. وبعد تلك البطولة لم يحقق أي انطلاقة جيدة في تسع نسخ شارك فيها حتى الدورة الماضية، باستثناء 2015، حينما فاز في مباراتين، وخسر واحدة، وخرج بعدها من ربع النهائي.

وفي البطولة الحالية بداية الجزائر القوية تذكر بما قامت به في 1990، حيث لم تكن ضمن المرشحين، رغم تنظيمها البطولة على أرضها. وفي النسخة الحالية كسرت نحساً استمر طويلاً، وفازت على كينيا والسنغال أداء ونتيجة، الأمر الذي يجعل الجزائريين متفائلين بدورة مصر.

2- الاستقرار مع بلماضي

منذ التألق المونديالي وبلوغ ثمن النهائي ورحيل المدرب البوسني وحيد خليلودزيتش، لم ينعم «الخضر» بأي نتيجة جيدة في أي بطولة شارك فيها، وظلت الأزمات تلاحقه، وأسهم في ذلك التغيير المستمر للجهاز الفني، إذ درب الجزائر بين خليلودزيتش وبلماضي، ستة مدربين، بعضهم استمر لبضعة أشهر مثل الصربي راجيفيتش الذي قاد مباراتين فقط، وأكثرهم الفرنسي غوركوف، وآخرهم النجم السابق رابح مادجر، الذي توالت عليه الأزمات داخل وخارج المستطيل الأخضر. ومع بلماضي بدأ المنتخب الجزائري ينعم بالاستقرار، فقد نجح في إحداث تغيير كبير على تشكيلة الخضر، فأعطى الفرصة ووضع الثقة في مجموعة من اللاعبين الشباب، كما راهن على اللعب الهجومي مع استغلال إمكانات رياض محرز وبغداد بونجاح، وفيغولي، ما بدأ يؤتي ثماره مع الجزائر، بعد أول جولتين في البطولة الإفريقية.

3- منتخب متجدد

منتخب الجزائر اليوم بدل جلده بالكامل تقريباً، مع بلماضي الذي دفع بعدد من اللاعبين الشباب المتميزين، إلى جانب ذوي الخبرة مثل الحارس رايس مبولحي وسفيان فيغولي ورياض محرز. وكان لافتاً الانسجام بين جميع خطوط الخضر من الدفاع بقيادة بلعمري وعيسى ميندي وقديورة، ثم خط الوسط ذي النزعة الهجومية الواضحة من إسماعيل بناصر (أفضل لاعب في مباراتي كينيا والسنغال)، ويوسف بلايلي، الذي بات محط أنظار العديد من الأندية في الوقت الراهن. وكان رمانة ميزان الهجوم والمغذي للاعبين بالتمريرات الساحرة رياض محرز وفيغولي، مع تحركات القناص بونجاح. ويذكر هذا المنتخب في تناغم خطوطه بمنتخب 1990، وكذلك المنتخب المونديالي في 2014.

4- دون ضغوط

عاش الجزائريون وقتاً عصيباً في السنوات القليلة الماضية مع تواضع نتائج «الخضر»، ففي 2018 لعب 10 مباريات خسر في نصفها، وأمام فرق ضعيفة ومتواضعة، كما غاب عن مونديال روسيا. وأدت هذه النتائج إلى إزالة الضغوط عن كاهل اللاعبين، ما جعلهم يخوضون البطولة بأريحية دون التفكير في اللقب، حيث كرر المدرب بلماضي مراراً أنه في طور بناء منتخب، ولا يفكر أبداً في اللقب الإفريقي، ولا يعتبر «الخضر» مرشحاً بارزاً له. وأسهم هذا الأمر في الهدوء والتركيز الشديد، اللذين لعب بهما الجزائر أمام كينيا والسنغال، لكن يبقى التساؤل هل بعد الفوز على «أسود التيرانغا» ستظهر الضغوط؟!

رياض محرز: هدفنا الفوز  بكأس إفريقيا

أكد نجم المنتخب الجزائري، رياض محرز، أن الفوز على السنغال 1-صفر، ضمن مباريات الجولة الثانية لدور المجموعات بكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم المقامة حالياً في مصر كان مهماً، من أجل تعزيز صدارة المجموعة الثالثة في المسابقة.

وقال محرز، في تصريحات صحافية: هدفنا الفوز بكأس أمم إفريقيا، لكن المنتخب الجزائري يسير في البطولة خطوة بخطوة، مؤكداً أن الفوز على السنغال منح الفريق ثقة أكبر، قبل لقاء تنزانيا.

وأضاف أن المباراة القادمة أمام تنزانيا ستكون صعبة للغاية، مشدداً على ضرورة الفوز بها، لأن ذلك سيكون مهماً، لتعزيز صدارة المجموعة. وحسم المنتخب الجزائري تأهله لدور الستة عشر للمسابقة، بعد أن رفع رصيده إلى ست نقاط في صدارة المجموعة.

الأكثر مشاركة