اتسم بـ «الرزانة والصرامة» ممثلاً ولاعباً ومدرباً
«جمال» يُعيد أمجاد «الماضي» على خطى شحاتة والجوهري وكرمالي
نجح الجزائري، جمال بلماضي، في إعادة ظهور المدربين العرب في بطولة أمم إفريقيا، بعد تسع سنوات من تألق نظيره المصري حسن شحاتة، الذي نجح في قيادة منتخب بلاده للفوز بثلاثة ألقاب متتالية، وبات بلماضي يسير بخطى ثابتة نحو تكرار إنجاز مواطنه عبدالحميد كرمالي، الذي نجح عام 1990 في أن يُهدي منتخب بلاده أول لقب قاري في تاريخه.
وفرض المدرب الجزائري كلمته على البطولة الإفريقية، التي تستضيفها مصر حالياً بظهور منتخب منضبط تكتيكياً، ومنسجم جماعياً، وفقاً لاعترافات منافسيه، وفي مقدمتهم مدرب المنتخب المغربي رينارد، الذي وصف «الخضر» بأنه أقوى منتخب في «كان 2019»، وجمال بلماضي بأنه أفضل مدرب.
وتعد إشادة رينارد بضبط وقوة الجزائر، بمثابة «شهادة صلاحية» لهذا المنتخب الذي ولد من جديد، خصوصاً أن رينارد هو المدرب الأشهر في البطولة، بما يملكه من تاريخ حافل في البطولات الإفريقية، ويكفي أنه شارك في صناعة أمجاد منتخبي زامبيا وساحل العاج، بأن قادهما للمجد الإفريقي.
ويعترف الفرنسيون لجمال بلماضي بالرزانة والصرامة، حتى إنه عندما شارك لمرة واحدة في أحد الأفلام الفرنسية، تقمص دور رجل متزن يمتاز بالجدية، ويُطبق هذا الدور حالياً مع منتخب بلاده في البطولة الإفريقية.
وما يحسب للمنتخب الجزائري، تحت قيادة بلماضي، أنه منضبط تكتيكياً، خصوصاً على الصعيد الدفاعي، ويكفي أنه لم يتلق أي أهداف خلال أربع مباريات خاضها في البطولة حتى الآن، وهو يملك القدرة في الوقت ذاته على حسم المباريات بالهجمات الخاطفة، كما أن «ثعالب الصحراء» يملك مزيجاً متزناً من العناصر الشابة الواعدة، والأسماء التي تملك الخبرة والقدرة على إفادة الصاعدين، وفي مقدمتهم النجم الكبير رياض محرز.
ولم تكن الإشادة بالمنتخب الجزائري قاصرة على رينارد، بل تسابقت الصحف ووكالات الأنباء في الاعتراف، بأن هناك منتخباً جزائرياً جديداً يولد في كأس إفريقيا، أعاد للأذهان أجيالاً سابقة حققت الكثير من النجاحات للكرة الجزائرية، وفي مقدمتهم رابح ماجر ومجيد بوقرة، وغيرهما من الأسماء اللامعة على مدار سنوات طويلة.
وشهد المنتخب الجزائري، قبل مشاركته، قراراً انضباطياً من قبل المدرب الجزائري جمال بلماضي، باستبعاد لاعب خط الوسط هاريس بلقبلة، بسبب فيديو فاضح انتشر له قبل انطلاق «كان 2019»، ما عكس عزم المدرب الشاب على إحداث ثورة كبيرة في صفوف الخضر، بعد أربع سنوات من الانفلات في صفوف المنتخب الجزائري، دفع ثمنها عدم الظهور في مونديال روسيا 2018، والغياب عن بطولة الأمم عام 2017.
وجاء هذا القرار الحاسم من قبل «بلماضي» حيال «بلقبلة»، ليعيد مشهد الانضباط الذي تمسك به عدد من المدربين العرب داخل منتخبتهم، وفي مقدمتهم المدرب المصري حسن شحاتة، الذي أصر على عدم مشاركة المهاجم أحمد حسام (ميدو) في نهائي بطولة الأمم عام 2006، ضد ساحل العاج، بعد خروج لاعبه عن النص في مباراة الدور نصف النهائي ضد السنغال، واعتراضه على قرار تغييره في الشوط الثاني.
والقرار نفسه اتخذه المدرب الراحل محمود الجوهري، الذي تمسك بترحيل مدافعه الشاب إبراهيم سعيد من بطولة الأمم في مالي عام 2002، بسبب تجاوزات اللاعب داخل المعسكر، والمشادة التي حدثت مع أكثر من لاعب من زملائه.
لمحة تاريخية عن بلماضي
بات جمال بلماضي يحمل الرقم 20، ضمن مدربي المنتخب الجزائري منذ الاستقلال.
ولم يلعب جمال بلماضي في حياته غير 20 مباراة مع الخضر سجل فيها خمسة أهداف، ثلاثة منها من ضربات حرة، وقد بخرت الإصابة حلمه بالمشاركة في مونديال جنوب إفريقيا 2010، وكان عمره قد قارب الـ34.
وبدأ بلماضي، البالغ من العمر 43 عاماً، رحلته الاحترافية في فالنسيان بالدوري الفرنسي، وانتقل بعدها إلى نادي باريس سان جيرمان، لكنه شعر بالتهميش فحمل حقيبته وهرب في سن الـ20 إلى مارتيغ حيث سطع نجمه، فكانت وجهته نادي مارسيليا الذي لعب معه في دوري أبطال أوروبا.
وبقيت سنواته بين مدّ وجزر، إذ ترك فرنسا لتجريب حظه في سلتا فيغو الإسباني، ثم مانشستر سيتي الإنجليزي في الدرجة الثانية بإنجلترا، ولعب لنادي ساوثهامبتون قبل أن يشده الحنين إلى الدوري الفرنسي، حيث لعب قائداً لفريق فالنسيان، قبل أن تنهي الإصابة مشواره كلاعب.
أرقام الجزائر مع بلماضي
واصلت الجزائر عروضها المبهرة في كأس أمم إفريقيا (مصر 2019)، بعد نجاحها في اقتلاع تذكرة العبور إلى الدور ربع النهائي، بالفوز على غينيا بثلاثة أهداف نظيفة مواصلة، بذلك تحقيق أرقام مميزة لم تتحقق منذ 29 عاماً، وجاءت على النحو التالي:
■ نجح «الخضر» في تحقيق الفوز بالمباراة الرابعة على التوالي، وهو إنجاز تحقق لمرة واحدة، خلال مشاركته في «الكان» عام 1990، حينما فاز في خمس مباريات متتالية، قبل أن يلامس كأس البطولة.
■ حافظ منتخب الجزائر على شباكه نظيفة في أربع مباريات، كأول فريق يصل للدور ربع النهائي، دون أن يستقبل أي أهداف.
■ نجح النجم الصاعد آدم أوناس في الالتحاق بركب هدافي البطولة برصيد 3 أهداف، إلى جانب الثلاثي السنغالي ساديو ماني، والنيجيري أوديون إيغالو، والكونغولي سيدريك باكامبو.
■ استحوذ المنتخب الجزائري على كل الألقاب في البطولة، فإلى جانب أنه الفريق الذي لم تهتز شباكه أصبح صاحب أقوى خط هجوم، بتسجيله تسعة أهداف.
• المدرب الجزائري فرض كلمته بظهور منتخب منضبط تكتيكياً، ومنسجم جماعياً.
• 1990 العام الذي حصل فيه المنتخب الجزائري على اللقب الأول، والوحيد في تاريخه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news