الجزائر «تقاتل».. تونس «واقعية».. السنغال «قوية».. ونيجيريا «ممتازة»
تأهلت الجزائر بعزيمة المرشح الفارض نفسه في الميدان، ولحقت بها تونس بتدرج الواقعية الى الدور نصف النهائي لبطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم المقامة في مصر. في مواجهة هذه وتلك، ستكون نيجيريا الخطرة دائماً، و«أسود» السنغال الباحثون عن لقب أول.
وتُقام مباراتا نصف النهائي في العاصمة المصرية غداً، فتلتقي السنغال وتونس على استاد 30 يونيو، والجزائر ونيجيريا على استاد القاهرة.
روح الجزائريين
وتكرّرت مفردة «الروح» في الحديث عن المنتخب الجزائري في البطولة. اندفع محاربو الصحراء بكل قوتهم، معولين على رأس حربة خارج المستطيل الأخضر هو المدرب جمال بلماضي، الذي وجد التركيبة الناجحة لمنتخب عانى مشكلات عدة في الأعوام الماضية.
فرض الجزائريون أنفسهم كأبرز مرشح، حتى قبل خروج كبار آخرين في ثمن النهائي مثل مصر المضيفة وحاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب القارية (7)، والمغرب، والكاميرون حاملة اللقب.
قدّم المنتخب الأخضر أداء صلباً بثلاثة انتصارات في ثلاث مباريات في الدور الأول، وارتكز بلماضي في بطولته الكبيرة الأولى كمدرب للجزائر، على ثوابت منها الحارس رايس مبلوحي الذي تلقى مرماه هدفاً وحيداً في خمس مباريات، والقائد رياض محرز الآتي من تتويج بلقب الدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي، وبغداد بونجاح، ويوسف بلايلي، وإسماعيل بن ناصر.
يصعب الفصل بين لاعبين نجوم و«عاديين» في تشكيلته. حتى المباراة الوحيدة التي خاضها بتغييرات واسعة (ضد تنزانيا في الجولة الثالثة)، فاز بها بثلاثية نظيفة. كل لاعب برز في مركزه، ومنهم الظهير الأيمن يوسف عطال، «النقطة السوداء» الوحيدة في الفوز على ساحل العاج بعد إصابة في الكتف يتوقع أن تبعده عن المباراة المقبلة على الأقل.
واقعية جيريس
بواقعية شديدة، يقارب الفرنسي ألان جيريس تجربته الخامسة في البطولة القارية. المدرب المخضرم يقود نسور قرطاج بين حقل ألغام الانتقادات والنتائج.
تأهل إلى ثمن النهائي دون أي فوز، مكتفياً بثلاثة تعادلات وضعته ثانياً في المجموعة الخامسة. في ثمن النهائي ضد غانا، فشل أيضاً، رغم أن تعادله بنهاية الوقت الأصلي 1-1 أتى بالنيران الصديقة لرامي بدوي، قبل أن يعبر بركلات الترجيح 5-4.
انتظرت تونس ربع النهائي لتفرض نفسها بثلاثية نظيفة على حساب مدغشقر، المنتخب الذي وإن كان متواضعاً على الورق، لكنه شكل مفاجأة البطولة التي خاض غمارها للمرة الأولى.
ببرودة أعصاب وثقة، يواجه جيريس بعد كل مباراة أسئلة الصحافيين التونسيين عن الأداء. لم يبدل الفوز الكبير من أمر كان مفعولاً، لكن جيريس بدا أكثر حزماً وثقة «لن أردّ على الانتقادات».