حراس مرمى تونس يتحولون إلى «مادة للسخرية» بين الأمم الإفريقية
حارس المرمى يساوي «نصف الفريق» إذا كان في حالة فنية عالية، لكنه في الوجه الآخر قد يدمر فريقاً، ويحطم زملاءه، ويقضي على طموحات جماهير، بارتكابه أخطاء فادحة لا تغتفر، فيضيع الحلم في هفوة وطرفة عين.
هكذا كانت هيئة حراسة المرمى في المنتخب التونسي خلال مشاركته في بطولة أمم إفريقيا التي تختتم في مصر الجمعة، وحل فيها «نسور قرطاج» بالمركز الرابع بسبب أخطاء كارثية بين الخشبات الثلاثة قلما تتكرر في فريق أو منتخب واحد في مناسبة كبيرة.
المنتخب التونسي عانى الأمرين من مرماه الذي استقبل أهدافاً بمشاهد عجيبة سرعان ما تحولت إلى مادة للسخرية يتداولها النقاد والمراقبون والجماهير عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي ضجت بفيديوهات وتعليقات أصابت المرمى التونسي بمقتل، وهو ذاته الذي تغنى به الجمهور العربي طويلاً في الزمن الجميل حين وقف بين خشباته أساطير بحجم الصادق بن عتوقة الملقب بـ«العنكبوت»، ويراه التونسيون أفضل حارس في تاريخ كرة القدم ببلادهم، ومختار النايلي أول حارس تونسي يشارك في كأس العالم، وأحمد بورشادة، وشكري الواعر وعلي بومنيجل.
وكشفت البطولة الإفريقية في مصر عمق الأزمة التي تمر بها الكرة التونسية بمركز حراسة المرمى الذي تحول إلى حقل تجارب للمدرب الفرنسي ألان جيريتس لعدم قناعاته بالحراس الثلاثة، وهو ما بدا واضحاً حين أشرك ثلاثة حراس في سبع مباريات، فبدأ بالحارس فاروق بن مصطفى، ثم معز حسن، وأخيراً معز بن شريفية، والمفارقة أن ثلاثتهم ارتكب أخطاء قاتلة تسببت بأضرار متباينة على المنتخب التونسي الذي بدا محظوظاً ببلوع المربع الذهبي قياساً بفداحة هفوات الحراسة.
من جهته، تجنب أسطورة الحراسة التونسية شكري الواعر الحديث عن أخطاء حراس «نسور قرطاج» في البطولة، وقال لـ«الإمارات اليوم» إن «قلة مواهب حراس المرمى حالياً تشكل أزمة في كل المنتخبات العربية وليست تونس فقط»، مضيفاً أن «الحراس مثل المهاجمين لا يظهرون إلا على فترات متباعدة».
فكم من الزمن تحتاج الكرة التونسية لاستعادة الإرث العريق وترقب ولادة أحفاد مرمى عتوقة والواعر، وغيرهم من أصحاب القفازات الذهبية؟
لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.
كم من الزمن تحتاج الكرة التونسية لاستعادة إرث عتوقة والواعر وبومنيجل؟