بالأرقام.. ميسي خارق للطبيعة و"المسيو" فقاعة كبيرة!

خرج أنصار برشلونة الإسباني بعد الفوز على انتر ميلان الإيطالي 2-1 في الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا، يهللون للنجم الأرجنتيني الأسطوري ليونيل ميسي، في وقت سجل فيه زميله الأوروغوياني لويس سواريز هدفين، أحدهما يعتبر الأجمل في المسابقة حتى الآن، لإدراكهم بقيمة ما فعله "البرغوث" فنياً، وتحديداً خلال الشوط الثاني من اللقاء المثير.


ميسي.. "الخارق للطبيعة"، "سيد اللاعبين"، "فتى الحاسة السادسة"، يصعب وصفه في مصطلحات وجمل، خصوصاً بعد المستوى الفردي والجماعي الذي أظهره خلال مباراة انتر ميلان، إذ كان العنوان العريض لكل هجمة، والصورة الفنية الجميلة لأي لمسة، وصانع الفرح وخاطف الأضواء حتى من صاحب الهدفين!.


بالأرقام.. نال ميسي أعلى درجة تقييم في المباراة رغم عدم التهديف بحصوله على درجة 9.45 من 10، متفوقا على سوايز (8.69)، بحسب موقع الإحصاءات العالمي "هو سكورد" الذي يقيس فعالية لاعبي الفريقين بناء على معطياتهم الفنية في الملعب، إذ كان "ليو" وراء الهدف الأول وصنع الهدف الثاني، وبلغت نسبة نجاح تمريراته 85.9% (64 تمريرة، ست منها مفتاح هجمات)، وسدد أربع مرات على المرمى، منها ثلاث مرات بين الخشبات، ونجح في 10 مراوغات فاعلة (أعلى عدد بين اللاعبين)، ولم يقع في مصيدة التسلل.


وكانت أغلب انطلاقات ميسي من "صفر مساحة" قبل أن يجدها في مناسبة واحدة بالشوط الثاني، حين راوغ رغم الرقابة اللصيقة، ومرر كرة نموذجية - رغم إحاطته بأكثر من لاعب - لتصل إلى سواريز، ويتحقق هدف الفوز الثمين الذي رفع رصيد البارسا إلى أربع نقاط في صدارة المجموعة الخامسة بالمشاركة مع بروسيا دورتموند الألماني، تاركا الانتر وسلافيا براغ التشيكي بنقطة يتيمة.


فنياً.. لم يكن برشلونة مقنعاً في الشوط الأول، وكاد يتلقى أكثر من هدف لولا تألق حارسه الألماني الفذ تير شتيغن، في وقت قدم فيه "انتر كوتينيو" عرضاً تكتيكياً مدهشاً في بناء الهجمات من نقطة الصفر، بثقة متناهية حتى الوصول للثلث الأخير وتشكيل خطر كبير على مرمى "البلوغرانا".
ولكن مدرب برشلونة إرنستو فالفيردي المغضوب عليه من جماهير الفريق الكاتالوني، تدخل في شوط المدربين الثاني، ورمى بورقة التشيلي أتورو فيدال بدلا من بوسكيتس في وسط الارتكاز، لتشهد المباراة تغييراً كاملاً، فزاد مستوى الربط بين الخطوط، وتضاعف الضغط، واشتد الخناق على انتر العاجز عن مقاومة ميسي ورفاقه حتى تكللت المهمة البرشلونية بنجاح.


وعلى الرغم من الانتصار، يجب الاعتراف بأن الطريقة التي يلعب بها فالفيردي لا تستوعب وجود "المسيو" أو السيد الفرنسي أنطوان غريزمان، القادم من أتلتيكو مدريد مقابل 120 مليون يورو، فلا انسجام أو تناغم يذكر بينه وبين سواريز في العمق، حتى أن فئة من جماهير البارسا تعتبر صفقته "فقاعة كبيرة" لعدم ظهوره بمستوى التطلعات حتى الآن، إذ تغيب عنه شخصية "اللاعب البرشلوني"، بل إن وجوده تكتيكياً أضر بالبارسا ولم ينفعه أمام الإنتر، في وقت ظهر فيه مواطنه البديل عثمان ديمبلي أكثر حيوية منه في الدقائق التي لعبها وكان سواريز أكثر مشاكسة وخطورة منه، بدليل أن فالفيردي أخرجه من التوليفة فيما الأرقام فضحته بحصوله على أضعف تقييم بين لاعبي برشلونة قياساً بعدد الدقائق التي لعبها (6.37 من 10 فقط).


وهنا نتساءل..: ماذا سيحل ببرشلونة بعد اعتزال ميسي "أفضل لاعب في العالم 6 مرات" أو فقدان خدماته للإصابة في توقيت مهم من الموسم، لاسيما أن النجم الأرجنتيني تجاوز الـ32 من عمره؟! فأي صفقة قد تسعف، وأي كرة سنتابع؟

تويتر