طفل برشلوني يحرج "عمالقة" أوروبا.. لا داعي لميسي
دقيقة واحدة كانت كافية أمام الطفل الإسباني "المجنس" ابن غينيا بيساو، إنسو فاتي، ليحسم قمة برشلونة وانتر ميلان، الثلاثاء، ضمن الجولة الأخيرة من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا بكرة القدم، ويقود النادي الكاتالوني للفوز 2-1، إذ أشركه المدرب فالفيردي في الدقيقة 85 وبعدها ب 60 ثانية فقط سجل هدفاً رائعاً قضى على آمال أصحاب الأرض ببلوغ دور ال16.
وبغياب نخبة من نجوم برشلونة -يتقدمهم الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي- عن المباراة التحصيلية للفريق كونه ضمن بطاقة التأهل الأولى عن المجموعة السادسة، إلا أن فاتي "17 سنة" رفض الخروج من ملعب "جوزيبي مياتسا" بنقطة التعادل فارضاً كلمة الكاتالوني على متصدر الدوري الإيطالي بإحرازه هدف الفوز من تسديدة قوية أرضية أقصى يمين حارس انتر ميلان المخضرم سمير هاندانوفيتش.
وراء كل هدف قصة، وخلف كل لاعب صاعد حكاية، فالولد الصغير فاتي حصل قبل أيام على عقد جديد مع برشلونة رفع خلاله النادي قيمة الشرط الجزائي من 100 إلى 170 مليون يورو على أن ترتفع إلى 400 مليون يورو عندما يوقع عقداً مع الفريق الأول حين يبلغ سن 18.
ويمتاز فاتي بإمكانات فنية عالية تجعله خليفة ميسي في البارسا، بحسب توقعات أنصار النادي، كما يعتبر بمثابة رسالة طمأنينة لهم بأن برشلونة كيان باق في وهجه حتى بعد اعتزال النجم الأرجنتيني وأفضل لاعب في العالم "6 مرات".
وبالعودة إلى مباراة برشلونة وانتر ميلان، نجد أن عمالقة الفريقين الذين يحملون أسماء رنانة لم يظهروا بالقيمة الفنية المتوقعة التي تتناسب مع خبرتهم في الملاعب الأوروبية، وفي مقدمهم الفرنسي أنطوان غريزمان الذي أخرجه المدرب فالفيردي ليمنح الفرصة -وإن كانت متأخرة جداً- إلى الفتى الواعد فاتي الذي تفوق على الجميع بلمحة فنية لا تنم عن لاعب صغير قليل الحيلة، وإنما لاعب كبير سواء في قيادته للهجمة ورسم طريقها أو تسديده من خارج المنطقة لكرة زاحفة وماكرة أقصى يمين الحارس فاصطدمت بالقائم وعانقت الشباك.
والملفت أن فاتي لم يحتفل بطريقة انفعالية تتواكب مع حجمه وعمره وحتى فرحة هدف الفوز، بل كان متزناً وبدا كأنه لاعب واثق بعمر الثلاثين وعصارة خبرة السنين!.
تألق فاتي يحتم على المدرب فالفيردي منحه دقائق لعب أكثر مع برشلونة في المباريات المقبلة فاللاعب يمتلك شخصية كروية قوية، وعلى فالفيردي أيضا الشعور بمسؤولية أكبر تجاه الفتى الصغير لأنه يمضي على شاكلة ميسي.. فهل الجمهور على موعد مع "ليو جديد" أم أن "البرغوث" لن يتكرر؟.