الموت يغيب أسطورة الكرة السودانية
غيب الموت ظهر اليوم الثلاثاء اسطورة كرة القدم السودانية، لاعب فريق المريخ كمال عبدالوهاب عن عمر يناهز الـ 70 بعد سنين حافلة من العطاء توج خلالها بمجموعة من الألقاب الفردية والجماعية ومن بينها مساهمته في حصول الفريق على لقب الدوري في موسم 70/71 وبالعلامة الكاملة، وأطلقت عليه الجماهير "دكتور الكرة السودانية".
وأصدر مجلس إدارة نادي المريخ بياناً صحافياً نعى فيه الراحل ووصفه فيه بـ"نجم الفريق في العصر الذهبي".
وولد الراحل عام 1950 بمدينة أم درمان وتلقى تعليمه في الإنجيلية التجارية، وهو من أسرة رياضية إذ كان والده لاعب كرة قدم فيما كان خاله عبدالله الحاج للاعباً لنادي ابوعنجة والموردة ولعب الأخير دوراً في انتقاله لصفوف المريخ في عام 1969.
وبعكس الجيل السابق من لاعبي كرة القدم كان الراحل كمال عبدالوهاب أكثرهم اناقة ومظهراً حسناً خاصة وأنه كان صباحاً موظفاً مرموقاً في بنك "باركليز" في الخرطوم ويمتلك سيارة فلوكسواجن بينما مساءاً يرتدي الملابس الرياضية للدفاع عن شعار فريقه المريخ الذي انتقل لصفوفه وهو في التاسعة عشر من العمر.
ويروى أنه في عام 1974 قرر مدرب فريق المريخ السابق اليوغسلافي يانكو إخضاع اللاعبين لتدريبات شاقة إذ اصطحبهم بالباص لضاحية سوبا التي تبعد عن استاد المريخ ما يقارب الـ 35 كيلو متر وطلب منهم العودة ركضاً إلى استاد المريخ لكن الراحل كمال عبدالوهاب رفض اكمال المران وعاد من منتصف الطريق عبر المواصلات.
وقال في تصريحات صحافية لاحقاً: "التمارين القوية يجب أن تمزج بتدريبات فنية وتطبيق لجمل تكتيكية لأننا لاعبي كرة قدم وليس ألعاب قوى".
وزعم المشجعون أن النصب التذكاري في مدخل نادي المريخ في ضاحية العرضة جنوب في مدينة امدرمان يرجع للراحل كمال عبدالوهاب على غرار اساطير الكرة العالمية تماماً كتمثال ماردونا بالأرجنتين وتمثال بوي مور كابتن المنتخب الإنجليزي وتمثال كارلوس فالديراما كابتن منتخب كولمبيا.
لكن المؤرخ الرياضي أبوبكر عابدين المتابع للشأن المريخي أكد في مقال صحافي عبر زاويته "في الهدف" إن التمثال كان مجرد نصب تذكاري أمام المدخل يعكس هوية النادي فقط.
وقال الصحافي مأمون أبوشيبه في زاويته "ٌقلم في الساحة" إن فريق الهلال الند التقليدي لفريق المريخ ظل يخسر في مباريات الديربي بين الفريقين في وجود الراحل كمال عبدالوهاب الذي كان مستواه في نفس مستوى النجم الارجنتيني الحالي ليونيل ميسي.
وذكر أبوشيبه أن المنافسين اكتشفوا نقطة ضعفه التي كانت في استجابته للاستفزاز وهو ما استغلوها أكثر من مرة متعمدين اخراجه من أجواء المباراة ما كان يجعله ينفعل ويسدد اللكمات للمدافعين ويخرج بالبطاقة الحمراء ويخسر فريقه المباراة.