ميسي ورونالدو يحرجان لاعبي الدوري الإنجليزي

أعذار متتالية وتبريرات بأن عدم تقليص الأجور سيسمح بسداد مبالغ أكبر من الضرائب، هكذا لجأت نقابة العاملين في مجال كرة القدم الإنجليزية، ورابطة لاعبي كرة القدم المحترفين، خلال الأيام الماضية إلى إيجاد وسيلة لرفض اقتراح رابطة الدوري الإنجليزي، بشأن تقليص رواتب اللاعبين بنسبة 30٪، لتخفيف الأعباء المالية والاقتصادية الناجمة عن تفشي فيروس "كورونا" المستجد.

ولكن هذه المناورة نيابة عن اللاعبين بدت مخزية، حسبما وصفها تقرير لوكالة "بلومبرغ" للأنباء، مؤكداً أنها تنعكس بشكل سيئ على أبرز الصادرات الثقافية الحديثة في بريطانيا، والتي تتمثل في الدوري الإنجليزي، أهم مسابقات بريطانيا في كرة القدم، حيث يشاهد هذه البطولة نحو 3.2 مليار شخص حول العالم.

في الوقت نفسه شكل ما قام به النجمان البرتغالي كريستيانو رونالدو، والأرجنتيني ليونيل ميسي إحراجا شديدا لنجوم الدوري الممتاز.
وأوضحت نقابة العاملين في مجال كرة القدم أن تخفيض أجور اللاعبين سيحرم وزارة الخزانة البريطانية من أكثر من 200 مليون جنيه استرليني (246 مليون دولار) من الدخل، وهذا صحيح بناء على أعلى معدل ضرائب في البلاد والذي يبلغ 45٪، وما ينفق على رواتب لاعبي الدوري الممتاز كل عام، حيث يبلغ 1.5 مليار جنيه استرليني.

ومع ذلك، فقد فشلت النقابة في أن تضع في الاعتبار التكلفة المحتملة لدافعي الضرائب من عمال النادي الآخرين.
وتظهر الحسابات أن الحكومة ستتكلف نحو 200 مليون جنيه إسترليني، حال لجأت جميع الأندية الـ20 المنافسة في دوري الدرجة الممتازة في إنجلترا، لمنح إجازة لموظفيها غير المشاركين في فريق الكرة.
وبالطبع فإن تخفيض الأجور بنسبة 30٪ والتأجيلات التي تناقشها رابطة الدوري الإنجليزي سيقللان من تكاليف الأندية بأكثر من ذلك (بما يتجاوز 400 مليون جنيه إسترليني هذا العام).

ويساهم بعض اللاعبين في معركة مكافحة وباء "كورونا"، وهناك تحرك بقيادة جوردان هندرسون قائد فريق ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي لتأسيس مؤسسة خيرية، لكن اقتراح تقليص رواتب النجوم من قبل رابطة الدوري يبدو طريقة سهلة للاعبين لإظهار تفهمهم لخطورة الوضع.
وعلى سبيل المثال فإن نسبة الـ30٪ من لاعب يبلغ متوسط راتبه 2.3 مليون جنيه إسترليني سنوياً يمكنها تغطية دخل أسر 24 موظفاً من العاملين في الوظائف الأخرى العادية. وعلى الرغم من هذا، يبدو اللاعبون على قدر المسؤولية في أماكن أخرى بأوروبا.
في إسبانيا على سبيل المثال، وافق لاعبو برشلونة، أعلى الفرق من حيث الأجور في عالم كرة القدم، طواعية على تخفيض الأجور بنسبة 70٪ لتغطية رواتب الموظفين الآخرين، بعد مبادرة من نجم الفريق ليونيل ميسي.

ويتصرف الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم يوفنتوس كقدوة ومثل أعلى، وكما هو مفترض لكليهما أن يتصرف بصفتهما أبرز نجمين في هذا الجيل. وقد وافق كذلك رونالدو على تقليص راتبه السنوي مع اليوفي بقيمة تتعدى 3 ملايين يورو.
وهناك جدال حول أن الأندية يجب أن تمتص بعض التكاليف بنفسها. ولجأ كل من توتنهام ونيوكاسل إلى تحويل موظفيه لنظام "ملف العمل المؤقت" ليحصل الموظفون على 80% من رواتبهم من الحكومة رغم تمتع مالك كل من الناديين بالثراء.

وتبلغ ثروة رجل الأعمال جو لويس مالك توتنهام، والمقيم في جزر البهاما، 5.3 مليارات دولار طبقاً لقائمة "بلومبرغ"، لأصحاب المليارات. كما تبلغ ثروة مايك أشلي مالك نادي نيوكاسل 2.4 مليار دولار. وتبلغ السيولة المالية لدى كل منهما أكثر من مليار دولار.
كما أن سداد أجور الموظفين غير المشاركين في الفريق لن يؤثر على موقف النادي في قوائم اللعب المالي النظيف، الذي يكون فيه التركيز على الإنفاق على الفريق الأول بالنادي.