الكرة السودانية دفعت ثمناً باهظاً بسبب مباراة كأس في 1976. من المصدر

مرور 44 سنة والكرة السودانية لا تنسى تاريخ 24 أبريل

يصادف اليوم الجمعة 24 أبريل ذكرى مرور 44 عاماً على أغرب قرار يعتبره الكثيرون من السودانيين، وعشاق كرة القدم بالذات، مدمراً للعبة، وأن الكرة السودانية لاتزال إلى اليوم تدفع ثمنه.

وتعود الواقعة إلى تسبب مخالفة في مباراة القمة على «كأس الثورة الصحية»، بين الهلال والمريخ، يوم الإثنين 24 أبريل 1976، في أحداث شغب بين لاعبي الفريقين، انتهت باتخاذ حكم المباراة الراحل، محمود حمدي، قراراً بطرد حارس المريخ الطيب سند، واستكملت المباراة، وفاز فريق الهلال، لكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد.

ومع إطلاق صافرة نهاية اللقاء بفوز الهلال بهدف نظيف، كان قد سجله الأسطورة علي قاقرين في الدقيقة 70، انتشت الجماهير الهلالية بالانتصار، وبدأت بالهتاف بشعار «أبوكم مين؟ علي قاقرين»، وهو تحريف لهتاف مشهور، كان منتشراً وقتها عن الرئيس السوداني الراحل، جعفر النميري، وهو «أبوكم مين؟ نميري».

وتسبب ذلك الهتاف المحرّف في قرار من وزير الرياضة وقتها، زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر، بتجميد كل المنافسات، وإيقاف سفر الوفود إلى الخارج، وتسريح جميع اللاعبين من فرقهم، وتجميد حسابات الأندية والاتحادات، والتحول إلى ما يسمى «الرياضة الجماهيرية»، وهو أن تمارس الرياضة داخل المناطق السكنية فقط.

وأكد الناقد الرياضي السوداني، مصطفى عيدروس، لـ«الإمارات اليوم»، أن القرار غير المدروس تسبب في كتابة شهادة وفاة كرة القدم السودانية، وأدى إلى تدميرها، وإن كان من دون قصد مباشر من جانب السلطات الحكومية وقتها، معتبراً أن الهيبة التي كانت لدى المنتخب السوداني على وجه التحديد انتهت إلى غير رجعة.

وكان رئيس اتحاد الكرة، الدكتور كمال شداد، قال في تصريحات سابقة إنه، وبسبب إيقاف النشاط الرياضي في أبريل 1976، وتحويل الرياضة لتصبح جماهيرية، فقد هاجر جميع اللاعبين السودانيين البارزين والمؤثرين إلى دول الخليج، وأن فريق الهلال فقد ما لا يقل عن 30 لاعباً، وأن المجموعة الأكبر استقرت في الإمارات، كما أن فريق المريخ هو الآخر تأثر بهجرة مجموعة كبيرة من اللاعبين المؤثرين.

ومن أبرز اللاعبين الذين هاجروا بعد قرار إيقاف النشاط الكروي بالسودان واستقروا في الإمارات، الفاضل سانتو، ومعتصم حموري، وفيصل الكوري، من المريخ، بينما من الهلال كان محمد حسين كسلا، ومحجوب الضب، وعبده مصطفى، وشواطين، وخضر الكوري، وغيرهم من اللاعبين المميزين الآخرين. ورغم تراجع السلطات عن قرارها في 10 يناير 1977، إلا أن ذلك جاء متأخراً.

يذكر أن الجيل الذي شهد قرار «الرياضة الجماهيرية» كان امتداداً لمجموعة من اللاعبين الذين حققوا لقب كأس الأمم الإفريقية في النسخة السابعة 1970، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من التأهل لمونديال 1970، بعد أن بلغوا الدور النهائي لتصفيات إفريقيا إلى جانب المغرب ونيجيريا.

- هتاف محرَّف أطلقته الجماهير تسبب في قرار صادم من السلطات ضد كل مكونات الكرة السودانية سنة 1976.

الأكثر مشاركة