دبي تحقق حلم فتاة إسبانية.. قهرت عجزها وأصبحت مدربة
اكتسبت المدربة الإسبانية، يايزا مارتين، شهرة واسعة في بلادها، بعد قهرها الصعاب خلال مراحل حياتها، بداية من حادث السير الذي تعرضت له وهي في سن الـ16 عاماً، وتسبب في جلوسها فترة على الكرسي المتحرك، مروراً بفترة إعادة التأهيل الشاقة، والعمل في الجيش الإسباني، وقيادتها شاحنة لنقل البضائع، قبل أن تحقق لها دبي حلمها بأن تصبح مدربة كرة قدم.
ونشرت صحيفة «الكوريرا» الإسبانية جانباً من القصة الملهمة للمدربة يايزا مارتين، إذ دهسها سائق سيارة مخمور خلال عبورها الطريق من ممر المشاة، وذلك حينما كان عمرها 16 عاماً، لتتوقف ما بين ليلة وضحاها من الركض خلف كرة القدم وتسجيل الأهداف، وتصبح حبيسة الكرسي المتحرك، بعد أن جرى تشخيصها بتورم في الحبل الشوكي، وتلف في عنق الرحم.
وعانت مارتين خلال رحلة التعافي من تجاهل أصدقائها لها بسبب خجلهم من الخروج معها، لكن ذلك كان دافعاً لمواصلة الاجتهاد في التأهيل، إذ قدمت نموذجاً في العمل الشاق، لتدخل بعدها الجيش وتحصل على شرف الخدمة، بعد أن حصلت الفتيات على فرصة الالتحاق بالقوات العسكرية، وتحولت لاحقاً لتصبح سائقة شاحنة في جزر الكناري الإسبانية، على الرغم من المشكلات البدنية التي كانت تعاني منها في الجزء الأيسر من جسدها.
ولم تتوقف الرحلة الملهمة للمدرب الإسبانية يايزا مارتين، إذ أصبحت لاحقاً مضيفة طيران، بفضل معرفتها باللغات الإيطالية والإنجليزية والألمانية، بجانب لغتها الأم «الإسبانية». وعلى الرغم من الطريق الطويل الذي سلكته يايزا خلال حياتها، إلا أن حلمها مع كرة القدم لم يتوقف على الإطلاق، إذ بدأت مسيرتها في إحدى فِرق الأطفال في جزيرة تينيريفي التابعة لإسبانيا، وقادت الفريق المحلي في بطولة كرة القدم الشعبية في كأس «دانون»، وانتقلت بعدها للعمل في إيطاليا، ولكن كانت تعمل فقط مع الأطفال (المراحل السنية)، لكن حلمها في التدريب كان أكبر من ذلك، إذ كانت تهدف إلى تدريب فريق رجالي.
وتقول يايزا مارتين: «حصلت على مشروع تبادل تدريبي، ومنحني ذلك فرصة الانتقال إلى دبي، وهناك توليت تدريب فريق رجال يدعى النجوم (إحدى الأكاديميات في دبي)، وقد كانت التجربة جيدة بالنسبة لي، خصوصاً أن مهنة التدريب للنساء لم تكن موجودة».
ولدى المدربة الإسبانية يايزا فرصة للعودة إلى التدريب في الإمارات مجدداً، بعد أن حصلت على عرض مغرٍ، بحسب الصحيفة، لكنها لم تحسم مصيرها، إذ تتطلع لإنجاب أطفال، خصوصاً أنها تخشى أن يتقدم بها العمر أكثر مما هو عليه، وأن ينسيها شغف كرة القدم تكوين عائلة.
درّبت فريقاً للرجال بإحدى الأكاديميات في دبي.
حادث السير جعلها حبيسة كرسي متحرك.
أصدقاؤها كانوا يخجلون من الخروج معها.