ميسي يطمح لوداع مناسب بعد إجباره على البقاء مع برشلونة
بعدما باءت محاولات الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي للرحيل عن فريقه برشلونة الإسباني وإجباره على البقاء، فإن من المحتمل أن يحصل على وداع مناسب من الفريق.
وحاول النجم الحائز على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم ست مرات، شق طريقه للخروج من قلعة (كامب) نو بعد عقدين مع العملاق الكتالوني، بعد انهيار مؤلم آخر في بطولة دوري أبطال أوروبا.
ورغم ذلك، لم تسمح له إدارة النادي بالرحيل مجانا، وأصرت على الحصول على الشرط الجزائي الذي تبلغ قيمته 700 مليون يورو (828 مليون دولار) للسماح له بإنهاء مسيرته مع الفريق.
وأعرب ميسي عن إحباطه من النادي في مقابلة أجراها مع موقع (جول) العالمي، موضحا غضبه من عدم وجود مشروع في برشلونة، ومن رئيس النادي الحالي جوسيب ماريا بارتوميو.
وقال ميسي إنه كان بمقدوره الرحيل عن برشلونة بنهاية الموسم المنصرم، لكن بارتوميو لم يسمح له بالرحيل بعدما تجاوز التاريخ المحدد لمغادرة النادي مجانا في العاشر من يونيو الماضي، حينما تم تعليق النشاط الكروي بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
ويستعد ميسي الآن لخوض موسم إضافي في النادي الذي دافع عن ألوانه طوال مشواره الكروي، حيث يأمل في أن يحقق نتائج أفضل من التي تحققت في الموسم الماضي، الذي انتهى بخسارة مروعة 2 - 8 أمام بايرن ميونخ الألماني في دور الثمانية لدوري الأبطال.
يستحق ميسي ختاما مناسبا بعد حقبة رائعة قضاها داخل جدران برشلونة، شهدت تتويجه بعشرة ألقاب للدوري الإسباني وستة ألقاب في كأس ملك إسبانيا وأربعة ألقاب بدوري أبطال أوروبا، من بين ألقاب أخرى.
واستعانت إدارة النادي بالمدرب الهولندي رونالد كومان لإحداث ثورة في الفريق بعد الانهيار الذي عانى منه تحت قيادة مدربه المقال كيكي سيتين، الذي أخفق برشلونة تحت قيادته في الاحتفاظ بلقب الدوري الإسباني، الذي توج به الغريم التقليدي ريال مدريد.
وسيشكل ميسي الآن جزءا من عملية إعادة بناء الفريق حتى لو بلغ سن 33 عاما في نهاية مسيرته مع برشلونة، وربما يقنعه رئيس جديد بالبقاء مع إجراء انتخابات رئاسة النادي المقرر إجراؤها في مارس القادم، ولكن اعتبارا من يناير القادم، يتمتع ميسي بحرية التفاوض على الانتقال إلى أي ناد آخر ، مع انتهاء عقده في حزيران/يونيو 2021.
في غضون ذلك، سيكون محور مشروع كومان ، محاطًا بمواهب شابة ومثيرة ولكنها لا تزال تفتقد الخبرة المطلوبة مثل آنسو فاتي وفرانسيسكو ترينكاو وبيدري.
ويستعد زملاء وأصدقاء ميسي الآخرون مثل لويس سواريز وأرتورو فيدال للرحيل، في ظل سياسة التقشف التي تتبعها إدارة النادي التي تحاول خفض رواتب اللاعبين عقب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا.
لذلك من المقرر أن يكون الموسم القادم، موسما انتقاليا للكتالونيين، ولكن مدعوما بوجود أعظم لاعب في تاريخ النادي، وأفضل هداف على الإطلاق.
وربما يستغرق ميسي بضعة أسابيع ليصحح أوضاعه بعد اعتقاده أنه يستطيع الابتعاد عن برشلونة، وكشف عن الخسائر التي خلفها قراره على عائلته قبل منعه من المغادرة.
قال ميسي لموقع جول أول أمس الجمعة "عندما أبلغت زوجتي وأولادي برغبتي في الرحيل ، كانت دراما قاسية. بدأت الأسرة كلها في البكاء، وأولادي لا يريدون مغادرة برشلونة، ولا يريدون تغيير مدارسهم".
وأضاف ميسي "رغم هذا، فإنني نظرت إلى أبعد من ذلك، أريد التنافس على أعلى مستوى، والفوز بالألقاب، والمنافسة في دوري الأبطال، التي يمكنك الفوز بها أو خسارتها، لأنه لقب صعب للغاية، لكن يتعين عليك أن تنافس".
وأوضح ميسي "على الأقل تتنافس من أجلها، دون أن تنهار مثلما حدث لنا في روما وليفربول وأشبيلية. كل هذا دفعني إلى التفكير في القرار الذي أردت تنفيذه".
وستوثر هذه الانتكاسات في دوري الأبطال على ميسي بطبيعة الحال، وفي الوقت الحالي تبدو فرص برشلونة ضئيلة في التألق الأوروبي والحصول على فرصة للفوز باللقب القاري لأول مرة منذ عام 2015.
تبدو الأندية الكبرى في القارة كلها قوية للغاية بالنسبة لبرشلونة، الذي يعيش حاليا حالة من الفوضى على المستويين الرياضي والمؤسسي.
أشار ميسي "بالطبع واجهت صعوبة في اتخاذ القرار. الأمر لم يأت من نتيجة بايرن، إنه ناتج عن أشياء كثيرة".
أكد ميسي "قلت دائما أنني أريد أن أنهي مشواري هنا وقلت دائما أنني أريد البقاء هنا. أنني أريد مشروعا ناجحا وأن أفوز بالألقاب مع النادي، لمواصلة مضاعفة أسطورة برشلونة".
وتابع "الحقيقة أنه لم يكن هناك أي مشروع أو أي شيء لفترة طويلة، فهم يتلاعبون ويغطون الثقوب أينما يذهبون".
إن إجبار ميسي على البقاء رغما عنه هو مجرد ثقب آخر يتم تغطيته، لكنه على الأقل يحصل على فرصة توديع مناسبة، خاصة إذا تم السماح للجماهير بالعودة إلى الملاعب في وقت ما خلال الموسم المقبل.